الخميس 16 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نهايات القراءة الصلبة!

نهايات القراءة الصلبة!
12 مارس 2020 01:27

في مقطع شهير من آخر محاورة فيدروس أورد أفلاطون قصة الإله «تحوت» الذي اخترع الكتابة، وجاء يقدّمها هدّية إلى الملك- الإله المصري «تاموز» قائلاً له: «لابد أن ننقلها إلى عامة المصريين!... هاك أيها الملك معرفة ستجعل المصريين أحكم وأكثر قدرة على التذكر، لقد اكتشفت سر الحكمة والذاكرة»، لكنّ أفلاطون لم يورد هذه القصة إلى اليونان إلاّ من أجل التجديف على الكتابة كما فعل الملك الإله المصري: كان القصد هو أنّ الحقيقة تموت عندما تُكتب، ولذلك يجب أن تبقى دوماً في فم «المتكلّم» لأنّها منحوتة من معدن «الحضور» الحيّ للكلام حيث تنغرس الذاكرة وتقبع النفس. ذلك أنّ «الكلام» هو «صورة» (eidôlon) عن شيء «حيّ وله نفس». فإذا ما كُتب تحوّل إلى كائن نصف ميّت.
ولذلك يشبّه أفلاطون الكتابة، بعد انسحاب المتكلّم، بحالة اليُتم، و«الكلام المكتوب» باليتيم التائه الذي يكون دوماً في حاجة إلى عون أبيه: إنّه ما إنْ يُكتب حتى يجد نفسه يجري يمنة ويسرة، ويمرّ في لامبالاة تامة يجانب من يعرفه، ولا يعلم من يجب عليه أن يخاطب ولا من ينبغي عليه ألاّ يتوجّه إليه بالخطاب. فتعلو الأصوات المختلطة حوله فيشعر دوما بالحاجة إلى الاستنجاد بأبيه، إذْ هو ليس قادرا لا على الدفاع عن نفسه ولا على الانتصار. إنّ عيب الكتابة هو أنّها مثل الرسم توهمنا بالحياة لكنّها لا تتكلّم. إنّ الحروف المكتوبة تدفعنا إلى الظنّ بأنّه يمكن أن تجيبنا عن أسئلتنا لكنّها تظلّ تكرّر شيئاً واحداً دوماً. كل حرف مكتوب هو يكرّر نفسه بلا نهاية.

وحسب تأويل دريدا الرشيق في كتابه صيدلية أفلاطون، كان قصد سقراط هو أنّ الملك- الإله المصري الذي عُرضت عليه هدية «الكتابة» فرفضها بوصفها «عقّاراً»، أي ضرباً من «السمّ/‏‏ الدواء»(pharmakon) للذاكرة، زائدا عن الحاجة، «كان لا يعرف الكتابة، لكن هذا الجهل أو عدم القدرة هذه هما يشهدان على استقلاله السيادي. ليس في حاجة لأنْ يكتب. إنّه يتكلّم، يقول، يملي، وكلمته تكفي»، ومن ثمّ نحن لا «نقرأ» إلاّ ما يوجد بعد في «ذاكرتنا»، بحيث لا تعدو الكتابة أن تكون تقنية «استذكار» لما قيل، لشيء نصف ميّت بعد انسحاب قائله.
يبدو الكلام المكتوب بلا أب، لأنّ المتكلّم هو الأب المفقود، الأب الذي انسحب وترك الكتاب وحيداً. «فخصوصية الكتابة أنّما تعود إلى غياب الأب»، وعليه فإنّ «الكتابة قاتلة الأب»، أي قاتلة للمتكلّم. إنّها «تطبع الأرواح بالنسيان». ولذلك كان الكلام من طبيعة السلطة التي يمثّلها: لم يكن الملك في حاجة إلى ذاكرة أخرى كي يحكم. إنّ مجرّد الخطاب الحاضر يكفي كي يحقق سيادته.
ما معنى أن نقرأ؟
تاريخ الكتاب يبيّن لنا أنّ وصية أفلاطون برفض هدية «الكتابة» أو «الفارماكون» (السمّ/‏‏الدواء) لم يؤخذ بها، وأنّ أفلاطون الذي جدّف على الكتابة هو نفسه قد تورّط في الكتابة وتحوّل لاحقاً إلى مؤسسة قراءة عالمية. إنّ مفارقة «المؤلف» إذن هي أن ينجح في الادّعاء بأنّه أب مفقود حتى يولد القارئ. ذلك أنّ «ولادة القارئ يجب أن تُدفع من موت المؤلف» كما قال بارط.
من أجل ذلك علينا أن نسأل: ماذا نفعل حين نقرأ كتابا؟ ثمّ: ما معنى أن نقرأ بعامة؟ وهل أنّ ذلك أمر محصور في علاقة نهائية بالمكتوب بوساطة «الحروف» التي اكتشفها الإله حتوت ورفضها الإله تاموز؟ أم أنّ القراءة فعل حرّ ومتعدد ومندفع، ولا يمكن أن يُختزل في علاقة «حروفية» بالعالم؟ لماذا وصف أفلاطون الكتابة على أنّها «صيدلية» مرعبة اخترعها إله التقنية، تجمع بين «السحر» و«الداء» و«الشعوذة» و«العلاج»، ولكن رفضها إلهُ الحكم لسبب سيادي غير مفهوم؟ لقد وضعنا أفلاطون أمام خيارين مؤلمين: إمّا أن نسأل «المكتوب» عن «حكمة» ما فتئت تتوارى في ثناياه من دون جدوى، وإمّا أن نتخلى عن القراءة لأنّ الحقيقة لا تعني إلاّ حضورها الحي في فم المتكلّم، ومن ثمّ فإنّ المكتوب لا يحتوي على أيّ شيء «واضح وصلب» كما تقول المحاورة.
تعني القراءة في عديد اللغات التي تهيكل فهمنا للعالم الحالي، مثل اللاتينية (legere) أو الألمانية (lesen)أو العربية (قرأ)، ضربا من «الجمع» و«الضمّ» و«القطف» و«الجني» و«الانتقاء» و«التتبّع».. لكنّ لغات أخرى قد طوّرت معاني لا تقلّ طرافة: فالانجليزية (to read) تعود مثلا إلى معاني «المشورة» و«النصيحة» من خلال «فك» رموز رسالة ما.
ولكن إلى أيّ مدى نستطيع أن نجمع ما ليس لنا، ما لا ينتمي إلينا، ما لم نعشه، ما لا يخاطبنا؟ ومن علينا أن ننصح بالقراءة؟
قال نيتشه، متجهّما من سوء فهم معاصريه، ضمن فصل من فصول سيرته هذا هو الإنسان، عنوانه «لماذا أكتب كتباً بهذه الروعة»:«إنّني شيء، وكتاباتي شيء آخر... وفي النهاية، لا أحد يمكنه أن يستخرج من الأشياء، بما في ذلك من الكتب، إلا ما يعرفه بعد من نفسه. إنّ ما لا ينفذ إليه المرء من خلال تجربة حيّة (Erlebnis) هو أمر لن يملك له أذنا أبداً».
نحن لا نقرأ إلاّ ما ينتمي إلينا، لكنّ ما ينتمي إليها ليس مجرّد «ذاكرة» علينا أن نكرّر استدعاءها بلا طائل. إنّ ما لم يره أفلاطون هو حدث ميتافيزيقي عاصره دون أن يدخل في أفق اليونان: إنّه حدث «الكتاب» الذي رآه التوحيديون، ونصّبوه في أفقهم الروحي بوصفه مقدّساً من نوع غير وثني. لنقل: إنّه فقط مع ظهور مؤسسة «الكتاب» (ومجتمعات الكتاب) إنّما أخذت القراءة معنى غير مسبوق. إنّ الكتاب قد منح «القراءة» السياق الميتافيزيقي الذي كانت في حاجة إليه ولم يكن متوفراً لليونان. قبل الكتاب كانت القراءة مجرد تقنية استذكار يمكن التخلي عنها، بعد ظهور الكتاب صارت القراءة مؤسسة لإنتاج المعنى في أمم برمّتها.
لم يكن اختراع الأبجدية هو المشكل إذن بل تنصيب «الكتاب» بوصفه مؤسسة معنى مقدسة. ويمكن أن نسمّي تاريخ المعنى الذي تأسس على براديغم الكتاب هو تاريخ «القراءة الصلبة» حتى نقتبس من معجم زيجمونت باومان. ولم يكن أحد لا في العصر الإسلامي ولا في العصر الحديث يفهم معنى القراءة خارج براديغم الكتاب إلى وقت ليس ببعيد. ولا نجانب الصواب إذا قلنا إنّ المحدثين لم يغيّروا شيئا من براديغم الكتاب الذي نصّبه التوحيديون منذ سفر التكوين، وكرّسته دول الملة إلى أواخر القرون الوسطى. إنّ ما فعله المحدثون هو نقل براديغم الكتاب من «قصص الخلق» إلى «علم الطبيعة». وهو عينه الانتقال من حروف اللغة المقدّسة (العبرية، الآرامية، العربية...) إلى اللغة الرياضية، حيث تأتي قولة غاليلي الحاسمة:«إنّ الطبيعة كتاب مكتوب بأحرف رياضية». وهو ما كرّسه ديكارت في مقالة المنهج قائلا:«وإذْ قد عزمت على ألاّ أطلب علما آخر إلاّ ما يوجد في ذات نفسي، أو في الكتاب الكبير للعالم، فقد صرفت بقية شبابي إلى الترحال..».
لقد تحوّلت القراءة لدى المحدثين إلى «ترحال» حيث لم يعد المتكلّم هو «أب» اللوغوس كما ظن أفلاطون. ذلك أنّ كاتبا جديدا قد صعد على ركح الكتابة: إنّه «الذات» الحديثة التي استولت على منصب «المؤلّف» ما قبل الحديث الذي بات شاغرا أو غيّر من مكانه. وانتقلنا من تقنيات الذاكرة إلى تجارب المعنى.
إذْ على الرغم من استمرار سلطة براديغم الكتاب فإنّ المؤلّف قد تغيّر: لقد نقلتنا الأزمة «الحديثة» من مدوّنات الملة إلى نصوص الزمن العلماني. وفجأة تغيّر معنى «القراءة». قال سبينوزا مؤرّخا لهذا التغيّر الجذري في أفق الحداثة:«إنّنا نهتمّ هنا بالمعنى وليس بالحقيقة». مع الأزمة الجديدة خرج المعنى من أفق الحقيقة، وفقدت القراءة كل ادعاء للعصمة التأويلية.
قال هيغل في مطلع القرن التاسع حين كان نابليون يهمّ بإعادة رسم أوروبا:«إنّ قراءة صحيفة الصباح مبكّرا هو نوع من بركة الفجر الواقعي».
صحيح أنّ نيتشه سوف يسخر في أواخر القرن من تحويل عادة القراءة الصباحية للصحف إلى «بلادة برلمانية» خلقت نوعا شائعا من «مرض الإرادة» منع الأوروبيين من التطلّع إلى «السياسة الكبرى» للعالم الجديد. لكنّه لم يفعل ذلك إلاّ لأنّه يبشّر بتأويل للقراءة من نوع آخر، لم يعد يجد المعنى في «كتاب العالم» كما بنته الحداثة بل في تمرّد أخلاقي على أفكار الحداثة، صار «يخلق» المعنى بدل أن «يعثر» عليه في قوانين الطبيعة كما وعدنا القرن السابع عشر الأوروبي.

القراءة السائلة
لقد تحوّل الكتاب المعاصر إلى سلعة لأنّ الفكر نفسه تحوّل إلى «صناعة ثقافية»(Kulturindustrie) حسب تعبير أدرونو وهوركهايمر في كتابهما المشترك جدل التنوير (1944). قالا:«إن الانتماء إلى الصناعة قد حوّل روح الإنسان إلى شيء». وما كان كانط يظنّه «آلية سرية» تعمل في غور النفس البشرية لإنتاج الأفكار قد صار مكشوفا في القرن العشرين بوصفه ليس شيئا آخر سوى «الصناعة الثقافية»، «لقد صار لزاما على العالم كله أن يمر عبر مصفاة الصناعة الثقافية». ليس الكتاب وحده بل الفيلم والموسيقى والرسم، وكل «أسلوب» معتمد من أجل «إعادة إنتاج عالم الإدراكات اليومية» هو قد تحوّل إلى «صناعة» حيث أنّ «عنف المجتمع الصناعي قد صار جزءا من نسيج الذهن الإنساني».
نحن نوجد في الحلقة الأخيرة من تاريخ الكتاب، وبالتالي من تاريخ القراءة الصلبة. وبعد ظهور المحامل الرقمية صار الكتاب أقليّة ثقافيّة علينا حمايتها من التلف الأخلاقي. صار «المرقون» يسيل في فضاءات لم يعرفها الكتاب، بعيدا عن التوقيعات الثقافية للخطوط والأبجديات. لكنّ انسحاب الكتاب سوف يخلق أجيالا جديدة من أنواع «القراءة»، نعني من تقنيات جمع المعنى وقطفه وتحميله والاستشارة الافتراضية في ثقله الرقمي أيضا. ومن القراءة «الصلبة» (قراءة «المكتوب» وفق براديغم الكتاب الذي تأسست عليه الأديان العالمية والفلسفة اليونانية والعلوم الأوروبية الحديثة) سوف نمر إلى القراءة «السائلة» (قراءة «المرقون» الافتراضية الهشة المتغيرة الزائلة المعطوبة التي لا توجد في «الواقع» الورقي بل في فضاءات رقمية وعلى محامل قابلة للتصغير والتخفّي إلى ما لا نهاية). إنّ «الحداثة السائلة» (حسب تعبير باومان) تفترض نمطاً سائلاً من القراءة: إنّ عمر المقروء قد تقلّص بلا رجعة. نحن نقرأ شيئا متحركا هشّا مثل وعد مؤقت بالمعنى سرعان ما يتلاشى. وهذه القراءة السائلة لم تعد تعوّل على براديغم الكتاب بل صارت تلتهم المرئي والمسموع بوصفه جسما رمزيا سائلاً لا حاجة به إلى أيّ تثبيت ورقي.
ومع ذلك، لا معنى لمؤلّف لا يحبّ أن يُقرأ. ولذلك فما كان يؤلم نيتشه الذي استشعر نهاية الحداثة التنويرية، لم يكن كره القرّاء المعاصرين بل بالعكس انعدامهم. قال بعد ذلك في جنيالوجيا الأخلاق:«إنّ شذرةً ما، سُبكت وصُبّت كأحسن ما يكون، لا يكفي أن تُقرأ حتى ‹تُفكّ طلاسمها›، إذ ربّما عندئذ فقط يجب أن يبدأ تأويلها، وهو ما يتطلّب فنّا في التأويل.. والحقّ أنّه من أجل أن نتمرّن على القراءة بوصفها فنّا، إنّما ثمّة قبلُ حاجةٌ ماسّة إلى شيء، هو اليوم قد وقع إغفاله تماما – ولذلك مازال هناك وقت حتى تصبح كتاباتي ‹قابلة للقراءة›(Lesbarkeit)-، شيء إزاءه ينبغي على المرء أن يكون أشبه بالبقر وليس، على كلّ حال، بـ›الإنسان الحديث›: أعني الاجترار (das Wiederkäuen)».

فضيلة «الاجترار»
ما معنى أن نفهم القراءة بوصفها نوعاً من فضيلة «الاجترار»؟ - على من يبحث عن تأويل مناسب لهذا المفهوم الغريب عليه أن يعود قبلُ إلى أحد أحاديث زرادشت عنوانه «المتسوّل الطوعي» (der freiwillige Bettler): «ذاك الذي كان يخجل من ثروته ومن الأثرياء وفرّ إلى الفقراء ليهبهم ماله وقلبه، لكنّهم لم يتقبّلوه منه».
الكتابة فعل خجول لأنّها تسوّل طوعي، وهي تحتاج بطبيعتها إلى من يأخذ عنها. مع القارئ يصبح الأخذ أعلى درجات العطاء. لأنّ الكاتب هو شبيه بمن تخلى عن ثروته الطائلة إلى فقراء لم يتهيّؤوا بعدُ لقبولها منه. إنّه متسوّل طوعي لضيافة الفقراء. الفقر هو حاجة القراءة التي يرفض الناس الاعتراف بها.
يقرّ المتسوّل الطوعي بأنّه مثل زرادشت «مشوّش الأرواح» هو أيضا يبحث عن «السعادة على الأرض». لكنّه لم يجد من تمرين مناسب للسعادة مثل إقناع الأبقار بتقديم «النصيحة» إلى البشر كي يتعلّموا فضيلة «الاجترار»، ولكن ما فائدة الاجترار؟ إنّها تقنية الحيوانات وخاصة للانتصار على الغثيان الذي أتت به الأزمنة الحديثة: الغثيان من الإنسان الحديث.
من أجل ذلك ليس من المبالغة في شيء أن نتأوّل عصر السياحة الافتراضية بأنّها آخر أطوار فضيلة «الاجترار» التي أشار إليها نيتشه. إنّ التصفّح الرقمي قد أخذ مكان كل تقاليد التأمّل أو الاعتبار التي سيطرت منذ الإغريق إلى المحدثين. لا تعني القراءة راهنا أكثر من تصفّح مواد افتراضية سائلة تسخر بشكل ما بعد تاريخي من حيرة سبينوزا حول ضرورة الفصل بين المعنى والحقيقة. ذلك أنّ نهاية الكتاب سوف تجرّ معها بالضرورة كل تقاليد المعنى بما في ذلك جزء غير يسير من أصالة اللغات القومية. أمّا بداية القراءة السائلة فهي منذ الآن قد شرعت تأخذ مكانها ما بعد المعنى، وما بعد اللغات القومية، وبالتالي «ما بعد الحقيقة».
إنّ الأجيال القادمة سوف تكون على الأرجح أجيال الاجترار الافتراضي بعد أن تتحول الكتابة إلى رقن غير شخصي بلا رجعة. وعندئذ، وبعد أن تتلاشى العلاقة التقليدية بين «الكتابة والقراءة»، لن تكون القراءة عندها غير تبادل الفضاءات السائلة بلا أي مضمون هووي قد يحوّل العلاقة بها إلى قراءة صلبة. وعلينا أن نسأل عندئذ: ماذا تكون يا ترى طبيعة العلاقة بين «الرقن والقراءة»؟ أم أنّ «المرقون» لن يحتاج بعدُ إلى قرّاء، بل فقط إلى برمجيات «تصفّح» آلي يمكن للروبوتات ما بعد الإنسانية أن تقوم بها؟

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©