عدد اليوم
سرمد الطويل، باسل الخطيب، وكالات (عواصم)
استمر تضارب البيانات العراقية حول حصيلة ضحايا كارثة العبارة المنكوبة التي غرقت في نهر دجلة بمنطقة الموصل أمس الأول، حيث أعلنت وزارة الصحة الاتحادية وفاة نحو 100 شخص، وإنقاذ 60 آخرين من الموت، بينما أفادت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، بانتشال 93 جثة، بينها 62 لنساء، و10 أطفال، إضافة إلى 12 رجلاً، مشيرة إلى أن عدد المفقودين وفقاً للطب العدلي يبلغ 59 شخصاً. من جهة أخرى، كشف مصدر أمني بالموصل لموقع «السومرية نيوز» أن عدد الضحايا ارتفع إلى 120 حالة وفاة، مشيراً إلى استمرار البحث طوال يوم أمس، عن مفقودين. وذكر النائب البرلماني عن محافظة نينوى، أحمد الجبوري، أن عدد الذين كانوا على متن العبارة التي تبلغ طاقتها الاستيعابية حوالي 100 راكب، كان 287 شخصاً، بينهم 103 من النساء، و86 رجلاً و98 طفلاً، بحسب تصوير كاميرات المراقبة، مشيراً إلى أن عدد الجثث التي انتشلت من النهر 89 جثة، وعدد الذين تم إنقاذهم والذين أنقذوا نفسهم بحدود 80 شخصاً، والباقي 118 في عداد المفقودين.
ووسط أجواء حداد في أرجاء البلاد كافة والذي أعلن لـ 3 أيام، وتظاهرات ووقفات احتجاجية على «التسيب الإداري» والفساد، تعرض موكب الرئيس العراقي برهم صالح الذي وصل إلى الموصل للوقوف على الكارثة، إلى اعتداء من قبل المتظاهرين الغاضبين في الموصل، والذي منعوا سيارته مع المرور، قبل أن يتم إخلاؤه وتركه للوصول إلى الجزيرة السياحية. وإزاء موجة الغضب العارم التي تجتاح البلاد، أكدت مصادر أمنية، أن موكب محافظ نينوى نوفل العاكوب، دهس بعض أهالي ضحايا العبارة المنكوبة، أثناء فراره من موقع الحادث بعد مهاجمة السكان الغاضبين لموكبه. وأظهر مقطع فيديو، العاكوب وهو يقود سيارته شخصياً ضمن موكبه، وقد حاصره المدنيون، واصفينه بـ «الفاشل» و«الفاسد». وأقدم عشرات الغاضبين على محاصرة موكبه، ما اضطره لمحاولة الفرار ما تسبب بدهس مجموعة من المتظاهرين، فيما تم إلقاء الحجارة على سيارته، وتحطم جزء من زجاجها. وانتشرت صورة لأحد المتظاهرين وهو داخل المشفى يعاني من جروح بعد دهس سيارة المحافظ له.
وعزا صالح كارثة العبارة، إلى «الفساد والجشع والاستهتار بأرواح الناس»، قائلاً في مؤتمر صحفي مع رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي في الموصل، إن «الفاجعة لم تأت من فراغ، بل ناتجة من الفساد والجشع والاستهتار بأرواح الناس».
وأضاف أن «الدولة مطالبة بتحقيق شامل، وإجراءات سريعة ستتخذ حال انتهاء لجنة التحقيق من واجباتها». وبين صالح أن «واجبنا هو الانتصار لأهلنا بإجراءات وإصلاحات بنيوية وتغييرات إدارية تساعد الموصل على النهوض من كبوتها، والدمار الذي لحق بها في الماضي». وبعد زيارة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي لمنطقة الكارثة، أقدمت السلطات على اتخاذ العديد من الإجراءات، وتعهدت بمحاكمة المتسببين بالنكبة. وأعلن قائد عمليات نينوى، اللواء نجم الجبوري، أمس، اعتقال 16 شخصاً من المشتبه بهم على خلفية حادثة انقلاب العبارة، لافتاً إلى أن «خلية الأزمة التي شكلها رئيس الوزراء بدأت عملها لمعرفة أسباب الحادث والأشخاص المقصرين». وفي وقت سابق، أمرت السلطات القضائية بتوقيف 9 عمال يديرون العبارة. جاء ذلك، بعد إعلان قوات الأمن الكردية توقيف مسؤول المدينة السياحية التي تشغل العبّارة في الموصل، وتسليمه إلى السلطات المختصة، أثناء محاولته الهرب.
وأصدر رئيس الوزراء، قراراً بتشكيل خلية الأزمة بمحافظة نينوى برئاسته، لتقوم بتسيير المهام التنفيذية في المحافظة، بعد حجب صلاحيات المحافظ نوفل العاكوب، وإحالته للتحقيق. وتضم خلية الأزمة، القائد العام للقوات المسلحة (عبدالمهدي)، بجانب مزاحم قاسم الخياط، رئيس جامعة نينوى، وقائد عمليات نينوى، وقائد شرطة نينوى، على أن تقوم الخلية بتمشية المهام التنفيذية في المحافظة، لحين اتخاذ مجلس محافظة نينوى قراراته في ضوء التحقيقات الجارية، واتخاذ ما يراه مناسباً. وعقدت الرئاسات الثلاث اجتماعاً طارئاً مشتركاً، ضم رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب. وذكر بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أن «المجتمعين بحثوا فاجعة غرق العبارة في نهر دجلة، ووفاة وإصابة العشرات من الأبرياء، فضلاً عن مناقشة الأوضاع في المدينة بصورة عامة». وأضاف أن المشاركين في الاجتماع «اتفقوا على ضرورة انتهاج كل الوسائل والإجراءات القانونية لمعالجة سوء الإدارة المحلية في المحافظة، ومعالجة الملف الأمني، وتعزيز دور القوات الأمنية وزيادة إمكاناتهم، فضلاً عن تحسين الوضع الاقتصادي للمدينة». ونوه البيان إلى أن المجتمعين شددوا «على متابعة الإجراءات القضائية العاجلة لمحاسبة المقصرين والمتسببين في وقوع هذه الكارثة المأساوية، ومعالجة التداعيات التي تسببت بهذه الحادثة، وعدم السماح بتكرارها». وتابع البيان أن المشاركين في الاجتماع، أكدوا تعويض ذوي الضحايا وإنصافهم، وتلبية مطالبهم.
إصابة قائد «حشد عشائري» بتفجير شرق تكريت
أعلن مصدر أمني بمحافظة صلاح الدين، إصابة قائد «الحشد العشائري» بمنطقة البوعجيل، بانفجار عبوة ناسفة شرق تكريت. وقال العقيد محمد خليل البازي من قيادة شرطة المحافظة، إن عبوة لاصقة انفجرت ليل الخميس- الجمعة، في سيارة حسن كريم الندا قائد «الحشد العشائري» لمنطقة البوعجيل، لدى خروجه من مدينة تكريت متوجهاً إلى منزله، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة نقل على إثرها إلى المستشفى. وكان والد الندا الذي أسس «الحشد العشائري» في المنطقة، قد اختطف قبل نحو عامين ولا يعرف عنه شيء حتى الآن. من جانب آخر، أعلنت وزارة الداخلية العراقية، أمس، ضبط وكرين لتنظيم «داعش» الإرهابي في المنطقة الواقعة بين الجديدة والبو مروح بمحافظة كركوك، وذلك من خلال معلومات أدلى بها موقوفون أثناء التحقيق معهم، مضيفة أنه تم العثور بداخلهما على 7 عبوات نمساوي، و70 لوحة أرقام لمركبات مختلفة، و15 عبوة ضد الدروع، و10 صواعق عبوات ضد الدروع.
