«الحوثيون» يعلنون أسر 70 عسكرياً شمال اليمن

أعلن المتمردون الحوثيون أمس سيطرتهم على موقع عسكري استراتيجي بمحافظة عمران، وذلك في «خرق» واضح لقرار وقف إطلاق النار بين المتمردين والقوات الحكومية، المعمول به منذ 12 فبراير الماضي. وقال المسؤول بالمكتب الإعلامي لـ»الحوثيين» ضيف الشامي لـ «الاتحاد»، إن المقاتلين الحوثيين «تمكنوا من السيطرة الكاملة على موقع الزعلة العسكري»، أبرز المواقع العسكرية بمنطقة العمشية بحرف سفيان شمال عمران، مشيرا إلى أنه تم «أسر بعض الجنود» اليمنيين، رافضا ذكر عدد الأسرى. إلا أن مصدرا عسكريا ميدانيا قدر عدد الجنود الذين اعتقلهم المتمردون بسبعين عنصرا، حسب وكالة فرانس برس. وأوضح الشامي أن الحوثيين استولوا على هذا الموقع «لأنه كان يقدم دعما عسكريا» لرجال القبائل الموالية للحكومة التي تخوض معارك مسلحة ضد المتمردين منذ مطلع الأسبوع الماضي. وكان قُتل أكثر من 20 مسلحاً وأصيب آخرون، بينهم الزعيم القبلي صغير بن عزيز أمس في تجدد المعارك المسلحة بين المتمردين الحوثيين ورجال القبائل الموالية للحكومة بمحافظة عمران، فيما طالب مسؤولون محليون “الدولة” بالتدخل “بقوة” لإنهاء “اعتداءات” الجماعة المتمردة في شمال اليمن منذ العام 2004.وقالت مصادر قبلية ومحلية يمنية لـ«الاتحاد»، إن المعارك المسلحة اندلعت بين المتمردين الحوثيين وأتباع الزعيم القبلي صغير بن عزيز بمنطقة العمشية بحرف سفيان شمال عمران، وأن الهدنة التي أُعلن عنها مساء السبت “قد فشلت” بسبب اشتراط “الحوثيين” مغادرة بن عزيز محافظة عمران مقابل “وقف القتال”. وقال مصدر محلي مسؤول لـ «الاتحاد» إن الشيخ بن عزيز “رفض” الانصياع لشروط المتمردين الحوثيين، وأعلن استمراره في قتالهم، لافتاً إلى أن الحوثيين “يفرضون” الآن “حصارا محكما على بن عزيز وأتباعه” الذين أكدوا وقوفهم إلى جانب زعيمهم القبلي، النائب في البرلمان عن حزب المؤتمر الشعبي الحاكم.إلا أن مصدرين أمني وحكومي مقربين من رئاسة الوزراء اليمنية أكدا لـ «الاتحاد» إصابة الشيخ بن عزيز ونجله، صباح أمس الاثنين برصاص المسلحين الحوثيين، مشيرين إلى إصابتهما “طفيفة”.وحسب مصادر صحفية يمنية متعددة، فإن حصيلة المعارك المتجددة بين الطرفين أمس الاثنين تجاوزت 20 قتيلا، ليرتفع بذلك عدد ضحايا هذه المواجهات منذ اندلاعها أول مرة مطلع الأسبوع الماضي، إلى أكثر من مائة قتيل. من جانبه، قال مدير عام مديرية حرف سفيان حميد القعود لـ «الاتحاد» إن “الوضع (بمنقطة العمشية) متفجر”، متهما المتمردين بـ«إفشال الهدنة» بسبب “اعتداءاتهم المتكررة على المواطنين”. وأشار القعود إلى أن رجال القبائل بحرف سفيان “يطالبون الدولة بالتدخل ودعمهم ضد المتمردين الحوثيين”، مؤكداً مطالبته قوات الجيش بـ”إنهاء اعتداءات الحوثيين” ونصرة القبائل الموالية للحكومة.كما طالب وكيل محافظة عمران صالح أبو عوجاء القوات الحكومية بـ”التدخل وبقوة إلى جانب القبائل”. وقال أبو عوجاء لـ «الاتحاد»:” أنا شخصيا مع تدخل الجيش وحسم المعركة” في حرف سفيان “لأن الحوثيين لم يلتزموا بالنقاط الست” التي اشترطتها صنعاء لوقف حربها السادسة ضد المتمردين والتي دارت رحاها بين أغسطس وفبراير الماضيين. وأضاف المسؤول الحكومي :” الحوثيون أشعلوا الحرب السابعة بسبب تقاعسهم عن تنفيذ الشروط الست”، مشيرا إلى أن المعارك الدائرة حاليا بين المتمردين والحوثيين “تنعكس سلبا على أهالي منطقة العمشية الذين ينزحون إلى مدينتي عمران وصنعاء”. وتسببت المواجهات الأخيرة بين الجيش اليمني و”الحوثيين” في نزوح أكثر من 300 ألف شخص، حسب المصادر الحكومية. وعلى صعيد متصل، خيًمت “أجواء الحرب” على كل مناطق محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للمتمردين الحوثيين، وسط “مخاوف” شعبية من أن تتطور المواجهات بين “الحوثيين” وقبائل بن عزيز بعمران إلى حرب سابعة شاملة. وقال مصدر محلي بمحافظة صعدة لـ «الاتحاد» إن تجدد المواجهات بين الحوثيين وأتباع بن عزيز “انعكس سلبا على الأجواء في صعدة”، وأضاف :” أجواء الحرب تخيم الآن على كل مناطق صعدة، وسط توقعات ومخاوف من اندلاع حرب سابعة” بين الحوثيين والقوات الحكومية. وأكد المصدر قيام “الحوثيين” بـ”قطع الطريق الرئيس” الذي يربط محافظة صعدة ببقية المحافظات اليمنية، فضلا عن استمرارهم بـ”استفزاز الأهالي عن طريق وضع نقاط تفتيش في مختلف الطرق” بالمحافظة. من جهة ثانية، قتل 6 جنود يمنيين و3 مسلحين من تنظيم القاعدة في هجوم استهدف دورية عسكرية بمحافظة شبوة جنوب شرقي اليمن. وقال مدير أمن محافظة شبوة العميد أحمد المقدشي، لموقع “26 سبتمبر نت” التابع لوزارة الدفاع، إن “مجموعة إرهابية من عناصر القاعدة وبمساعدة عناصر خارجة عن القانون” هاجمت ليل الأحد - الاثنين نقطة عسكرية بمنطقة العقلة مديرية عزمة، مشيرا إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل 6 جنود وثلاثة من المسلحين المهاجمين بينهم “قيادي بارز في التنظيم (القاعدة) يدعى زايد الدغاري”. وأكد المسؤول الأمني أن أفراد القوة العسكرية تمكنوا “من ضبط السيارة التي استخدمتها” المهاجمون، لافتا إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المهاجمين شاركوا في الهجوم الذي استهدف دورية أمنية بمدينة عتق،الخميس الماضي، وأوقع ستة قتلى من رجال الأمن. إلى ذلك أُصيب مسؤول أمني يمني بارز، أمس الاثنين، في هجوم مسلح استهدف سيارته على الطريق الرئيسي بين محافظتي عدن ولحج جنوب اليمن. وقال مسؤول محلي بمحافظة لحج لـ(الاتحاد)، إن نائب مدير جهاز الأمن السياسي في لحج العقيد عبده الحاشدي أصيب بجروح في هجوم استهدف سيارته أثناء توجهه إلى مدينة عدن الساحلية، موضحا أنه تم نقل العقيد الحاشدي إلى مستشفى النقيب الأهلي بمدينة عدن. ولم يذكر المسؤول المحلي الجهة التي تقف وراء محاولة اغتيال نائب مدير جهاز الأمن السياسي بالمحافظة، الواقعة في جنوب اليمن الذي يشهد منذ 2007 احتجاجات انفصالية مسلحة مطالبة بـ”فك الارتباط” بين الشطرين اليمنيين اللذين توحدا في العام 1990. من جانب أخر، اعتقلت السلطات الأمنية بالمحافظة شخصا متهما بإطلاق نار على سيارة تابعة للجيش في منطقة ردفان الثلاثاء الماضي.