السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سيليكون فالي في مرمى أهداف شركات السلع الفاخرة الفرنسية

سيليكون فالي في مرمى أهداف شركات السلع الفاخرة الفرنسية
30 يوليو 2018 23:48

باريس (أ ف ب)

من كنزات ستيف جوبز بياقة عالية إلى القميص القطني الرمادي الملازم لمارك زوكربرج، اعتمدت سيليكون فالي علاقة عملية مع الموضة مفضلة الراحة على جمال المظهر، إلا أن دُور السلع الفرنسية الفاخرة تحاول الآن جذب أصحاب الملايين في مجال التكنولوجيا والإنترنت.
في مايو الماضي، دشنت «إيرميس»، المشهورة في العالم بأسره بأوشحتها الحريرية وحقائب «بركين»، متجرها الأميركي الرابع والثلاثين في «بالو ألتو» في قلب وادي السيليكون، التي يتجاور فيها عمالقة الإنترنت، ومستثمرون، وشركات ناشئة واعدة.
وقال إكسيل دوما رئيس مجلس ادارة «إيرميس» أمام المساهمين في يونيو الماضي: «فتحنا هذا المتجر الجديد إثر نتائج جيدة جدا لمتجرنا في سان فرانسيسكو. وهو رهان على المستقبل، لأنه حتى الآن يبدو واضحاً أن سكان هذه المنطقة يستثمرون أكثر في سياراتهم منه في ملابسهم، ونأمل أن نغير ذلك أحياناً».
ويقول غيوم سين أحد المديرين العامين للشركة الفرنسية للسلع الفاخرة: «إن «بالو ألتو» ليست بعيدة عن سان فرانسيسكو، حيث تنتشر المنتجات الفاخرة، إلا أن البيئة مختلفة جداً. فالناس هنا يركزون خصوصاً على النجاح المهني مع ساعات عمل طويلة جدا».
ويعمل الأفراد في وادي السيليكون لساعات طويلة جداً، ويتميزون بملابسهم التي تقتصر غالبية الأحيان على القمصان القطنية وسراويل الجينز والأحذية الرياضية.
ويوضح إريك بريونس، أحد مؤسسي مدرسة الموضة «باريس سكول أوف لاكجيري»، «إذا ما تعمقنا في مجال الملابس نرى أن هندام ستيف جوبز كان كارثياً ومع أن الوضع يتحسن الآن قليلاً إلا أنه يبقى بسيطاً جدا. لكن ذلك لا يمنعهم من تحقيق المليارات!»
وأضاف أن مسؤولي هذه الشركات الناشئة التي أصبحت من أهم الشركات التكنولوجية، نجحوا على مر السنين «في فرض الملابس غير الرسمية في أوساط الأعمال. ويتجسد النجاح اليوم لرئيس أي شركة ناشئة في إقامة علاقة عملية وثانوية مع الملابس».
وأكد اريك بريونس «وإذا ارتدى هؤلاء بزة فيريدونها أن تكون غير قابلة للتجعد، لأنه لا وقت لديهم يخصصونه لمظهرهم فهم في حركة دائمة، وينتقلون من طائرة إلى أخرى».
وتندر في «بالو ألتو» فرص شراء سلع فاخرة. فقبل وصول «إيرميس» كانت ماركتا «لوي فويتون» و«كارتييه» هما الممثلتين الوحيدتين لفرنسا. وفي مدينة سانتا كلارا المجاورة ثمة متاجر لدور «كريستيان ديور» و«بالانسياجا» و«إيف سان لوران» في المركز التجاري نفسه.
وتقول اليزابيث بونسول دو بورت المندوبة العاملة في لجنة «كولبير» التي تضم 82 داراً فرنسية للسلع الفاخرة في الموضة والفنادق والثقافة وفن الطبخ: «هذه المجموعة من الناس لديها ممارسات تندرج في إطار استهلاك الصناعات الفاخرة».
وأوضحت أنهم «يستثمرون كثيراً في العقارات والفن المعاصر والسيارات وفي الأعمال الخيرية. ولديهم معرفة واسعة بفن الطبخ. نريد أن نوفر معنى لهذا الاستهلاك الفخم».
وقررت لجنة كولبير أن تقيم تعاوناً مع جامعة ستانفورد العريقة في قلب وادي السيليكون. ففي سبتمبر، سيأتي حرفيون من دار «بويفوركا» و «كريستوفل» و «اركوي» لتدريب طلاب على مهارات الصياغة الفرنسية.
وفي ديسمبر، ستستقبل اللجنة في باريس نحو 70 شخصاً من صناعيين ومستثمرين وشخصيات أخرى من كاليفورنيا «لتعرفهم على تجارب فريدة لا يمكن للمال أن يشتريها»، وتشمل زيارات لمشاغل أزياء راقية أو عشاء في قصر فرساي.
وتقول بونسول دو بورت: «مع هذين المشروعين نحن نزرع بذوراً. نحن لسنا في سياق تجاري بل نريد أن نجعلهم يدركون الفرق، ولنظهر لهم أن مستوى الجودة والتوفق المتوافر في ستانفورد، موجود أيضاً في قطاع السلع الفاخرة في فرنسا».
وتشير إلى أن هؤلاء الأشخاص يلفتهم أيضاً استمرارية الشركات الفرنسية التي يعود بعضها إلى قرون  عدة «وهذا مختلف عن النماذج القائمة في سيليكون فالي».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©