سباق القمة في «البريميرليج» به الكثير من أخلاق الفروسية.. أناقة فرحة الفارس بفوزه، ومتعة التنافس، وتقبل الخسارة، وأمام ثلاثي القمة 9 مباريات، لذلك لم ينته السباق بعد بتصدر ليفربول، وإن كانت الصحف الإنجليزية تتعامل مع الأمر بعد مباريات الأحد بأن «الريدز» بات بطلاً، بينما هناك في الدائرة أرسنال ومانشستر سيتي، ولكن ماذا يمكن أن يُقال عن محمد صلاح الذي أنقذ فريقه بهدف الفوز الذي سجله بهدوء أعصاب فريد في ظل تعدد الفرص التي لاحت له؟ وماذا يمكن أن يقال عن مباراة مانشستر سيتي وأرسنال التي انتهت بالتعادل السلبي لتكون أول مباراة للسيتي لا يسجل بها على ملعب الاتحاد، بعد 58 مباراة ومنذ عام 2021؟
فوز ليفربول يضعه في مقدمة السباق بالطبع، ومن حسن حظ يورجن كلوب أن برايتون سجل هدفاً في الدقيقة الثانية ولم يسجل هذا الهدف في الدقيقة الأخيرة، فأصبح أمام «الريدز» قرابة 90 دقيقة للعودة وقد عاد وسبق، وتوج صلاح بلقب رجل المباراة، بعد مساهمته في الهدف الأول، وتسجيله الهدف الثاني، وبينهما فاز باحترام الجمهور ومدربه على الرغم مما أهدره من فرص، خاصة أن صلاح سدد وحده 12 تسديدة في تلك المباراة، بينما قد تمضي مباريات، ولا يسدد فيها فريق مثل هذا العدد من التسديدات، وقد أسهم صلاح بـ35 هدفاً في 33 مباراة لعبها مع ليفربول بجميع البطولات هذا الموسم، عقب تسجيله 22 هدفاً، وصناعته 13 هدفاً.
الفوز وضع ليفربول تحت مظلة الإشادة، بينما كان تعادل مانشستر سيتي وأرسنال محل نقد لعدم اهتزاز الشباك وطال النقد إيرلينج هالاند، الذي وصفه روي كين القائد السابق لفريق مانشستر يونايتد، بأنه كان أشبه بلاعب في دوري الدرجة الثانية، وفسر كين هذا الرأي بأن هالاند رائع داخل صندوق المنافس، وبلا حيلة مهارية خارج الصندوق، علماً أن هالاند وصف عشرات المرات بانه آلة تهديف نرويجية.
جوراديولا خرج من مباراة أرسنال عصبياً ومتوتراً وغاضباً لضياع الفوز بعد سيطرة شبه كاملة والاستحواذ على الكرة، لاسيما في الشوط الثاني، بينما خرج أرتيتا راضياً بالتعادل، لأنه تحقق أمام مانشستر سيتي وعلى ملعبه، فعلى الرغم من أهمية الفوز بالنسبة لأرسنال بحثاً عن اللقب، فإن عدم الهزيمة من السيتي بدت كأنها لقباً، والتعادل قد يجعل أرتيتا نادماً فيما بعد!
أحياناً تحرك الأهداف انطباعات النقاد والخبراء، ولذلك جاءت وجهات النظر الفنية في مباراة مانشستر سيتي وأرسنال بأنها غير ممتعة، بينما الصراع هو المتعة الأولى في كرة القدم، والصراع لم يتوقف بين الفريقين، ولجوء أرسنال للدفاع بتنظيم شديد في الشوط الثاني كان «مساراً إجبارياً» أمام قوة وشراسة ومهارات مانشستر سيتي.
** يعدو ليفربول نحو اللقب الغائب منذ ثلاثة مواسم ليكون هدية الفريق لمدربه يورجن كلوب الذي سيرحل بنهاية الموسم، لكن 9 مباريات باقية تجعل كل الاحتمالات واردة في ظل درجة التنافسية في «البريميرليج».