حلم تأهل منتخبنا الأولمبي لكرة القدم إلى «باريس 2024» كان قائماً، لولا تمسك بعض الأندية في التعامل مع أولويات العمل الرياضي، أعلم جيداً لائحة المشاركة بالنسبة للاعبين في تصفيات أو نهائيات كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية، وأعرف جيداً عدم إلزامية مشاركة لاعبي الأندية مع المنتخبات، كما تابعت ردود فعل الأندية الأوروبية الكبيرة في هذا الخصوص، وعلى رأسها ريال مدريد، برفض تسريح لاعبيه للمشاركة مع بلادهم في أولمبياد باريس.
 أود فقط أن أتحدث عن حلمنا الأولمبي في باريس، خصوصاً أن منتخبنا كان يطمح إلى نيل شرف التأهل، لولا «قرارات» بعض الأندية، بمنع لاعبيها من المشاركة مع المنتخب، وأقترح هنا فكرة ضرورة تعديل اللوائح، حتى يتسنى للأندية تقديم لاعبيها للمنتخبات في مثل هذه المشاركات الخارجية المهمة، لأن المنتخب يمثل الدولة، ونحن نطمح إلى المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، والتواجد في واحد من أقوى وأجمل المحافل الدولية الكبيرة، والمشاركة في الأولمبياد تسهم كذلك في احتكاك اللاعبين وإضافة تجارب جديدة لهم وصقل مهاراتهم.
 إذاً لابد من التعامل مع اللوائح بمرونة، بما يتناسب مع مصالح منتخباتنا، وتمثيل الدولة في هذا المحفل الخارجي المهم عبر مظلة اتحاد كرة القدم، وبدعم المجالس الرياضية المشرفة على أنديتها، والهيئة العامة للرياضة، باعتبارها الجهة الرسمية المشرفة على الرياضة عامة، والاتحادات والأندية والجمعيات الرياضية، ومن اللجنة الأولمبية الوطنية باعتبارها الجهة التي تمثلنا في الدورات الأولمبية، والدوريات العربية والخليجية بأن تضع تمثيل الإمارات في هذه المحافل أولوية وطنية، والمرجعية الرسمية في تمثيل الدولة في هذه المحافل، وأن تضع النقاط على الحروف في تهيئة الأجواء الملائمة، ودعم المشاركات فيها، لأنها تمثل الوطن، وتدعم مسيرة مشاركاتها الخارجية، لرفع راية الإمارات في هذه المحافل.
لنضع مشاركاتنا الأولمبية ضمن أولوياتنا، ونهيئ للمشاركة كل متطلباتها، لضمان التمثيل المشرف، والوجود في تلك المحافل، وتاريخ الرياضة الإماراتية لا تكتبه الأندية بمفردها، محلياً وخارجياً أحياناً، وإنما المنتخبات التي تمثلها في المحافل الدولية، لترفع رايتنا هناك، لنفاخر بها العالم، بأننا جزء من المنظومة الرياضية العالمية، وأعضاء فاعلون ومؤثرون في المشاركة والوجود، وصناعة التاريخ.
ليست اللوائح بعضها يحتاج إلى التغيير.. نحن أيضاً نحتاج إلى تغيير.. تغيير السلوك وتغيير الروتين. ونحن قادرون بتكاتف الاتحاد والأندية وتعزيز قيم المصلحة العامة، من دون شك، سنكون قادرين على العبور وتحقيق المزيد من النجاحات.