أسباب عديدة كانت وراء عدم تأهل «الأبيض» إلى «المونديال» عبر تصفيات المرحلة الرابعة، بعضها يتحمل مسؤوليته الاتحاد الآسيوي للعبة، وبعضها يتعلق بالأخطاء الفنية نتيجة الحسابات الخاطئة.
ولا أدري ما هي مبررات الاتحاد الآسيوي، في إقامة مباريات كل مجموعة من المجموعتين على أرض وبين جماهير إحدى الدول المشاركة، وأُقيمت مباريات المجموعة الأولى في قطر، أحد أضلاع المثلث المشارك في المجموعة نفسها، وأقيمت المجموعة الثانية على أرض وبين جماهير السعودية المشاركة في المجموعة نفسها، رغم أن الاتحاد الآسيوي نفسه أعلن في وقت سابق، أن مباريات التصفيات ستقام في ملاعب محايدة.
والسؤال، ماذا كان يضير الاتحاد الآسيوي، لو قرر إقامة مباريات المجموعة الأولى «مجموعة قطر والإمارات وعُمان في المملكة العربية السعودية، مقابل إقامة مباريات «السعودية والعراق وإندونيسيا» في الدوحة، تطبيقاً لمبدأ تكافؤ الفرص؟.
كما أن جدول المباريات انحاز بشكل واضح وصريح للمنتخبين اللذين استضافا التصفيات، حيث إن المنتخب القطري هو الوحيد بالمجموعة الذي حصل على راحة بين مباراتيه بلغت ستة أيام، وهو نفس ما حظي به المنتخب السعودي، وكان من نتيجة ذلك أن المنتخبين استثمرا تلك الحالة، وتأهل المنتخب القطري للمرة الأولى عن طريق التصفيات، ونال المنتخب السعودي بطاقة التأهل بالتعادل مع المنتخب العراقي.
وعلى الصعيد الفني ارتكب «الأبيض» بقيادة الروماني كوزمين خطأ بعدم الضغط على الفريق القطري، ومحاولته جر المباراة إلى التعادل الذي كان يكفيه لانتزاع بطاقة المونديال، لكن الهدف المبكر مع بداية الشوط الثاني أربك كل الحسابات، وزادت الأمور تعقيداً بتسجيل «العنابي» الهدف الثاني، وعندما أدرك «الأبيض» الخطر انتفض في آخر دقائق المباراة، وسجّل هدفه الوحيد، وتفنّن «العنابي» في إضاعة الوقت، من دون أن يحتسب الحكم الوقت الضائع المباراة. 
عموماً لا مجال للبكاء على اللبن المسكوب، ولابد للمنتخب أن يهيئ نفسه لمشوار آخر طويل وشاق، من خلال مواجهة المنتخب العراقي ذهاباً وإياباً خلال «الملحق الآسيوي»، وفي حال تجاوز تلك المرحلة، وهذا ما نتمناه، سيخوض «الأبيض» غمار «الملحق العالمي»، لتحديد آخر منتخبين متأهلين إلى «مونديال 2026»، وهو الملحق الذي يضم ستة منتخبات، منتخب من آسيا «الإمارات أو العراق»، ومنتخب من أفريقيا من بين «الكاميرون ونيجيريا والكونغو الديمقراطية والجابون»، ومنتخب من أميركا الجنوبية «بوليفيا»، ومنتخب من أقيانوسيا «نيوكاليدونيا»، ومنتخبان من أميركا الشمالية، دون أن يضم الملحق أي منتخب من أوروبا.