معتز الشامي (أبوظبي)
رغم أن توتنهام يحتل المركز الرابع في الدوري الإنجليزي، ويملك 4 نقاط من أول مباراتين في دوري الأبطال، إلا أن فريق المدرب توماس فرانك يبدو أنه يخدع نتائجه، أكثر مما يعكس قوة حقيقية في الأداء.
الفريق، الذي أنهى الموسم الماضي بكارثة مع أنجي بوستيكوجلو، يعيش الآن فترة أفضل رقمياً، إذ لم يخسر سوى مباراة واحدة في جميع البطولات هذا الموسم، كما قدّم مباريات كبيرة مثل الفوز على مانشستر سيتي 2-0، وكاد يتفوق على باريس سان جيرمان في السوبر الأوروبي.
لكن خلف هذه الحالة، تكشف الأرقام صورة مختلفة، بحسب جدول النقاط المتوقعة من شبكة أوبتا العالمية للإحصائيات، فإن توتنهام يستحق أن يكون في المركز الـ12، وليس الرابع، بفارق سلبي هو الأكبر في الدوري إلى جانب سندرلاند.
الفريق سجل أهدافاً أكثر بـ3 من المتوقع (xG +7.0)، ما يوحي بأن معدله التهديفي غير مستدام، خاصة أن هدافيه ريتشارليسون وجونسون وبالينيا ليسوا من أصحاب اللمسة القاتلة.
وهناك مشاكل هجومية واضحة رصدتها شبكة أوبتا، وأربعة أهداف من أصل ما سجله الفريق جاءت من الأهداف العكسية، فيما يتصدر المدافع فان دي فين قائمة الهدافين بثلاثة أهداف، بالتساوي مع ريتشارليسون، ما يكشف اعتماداً مفرطاً على الكرات الثابتة، بينما فرانك الذي اشتهر بالتركيز على هذه التفاصيل مع برينتفورد، نقل الأسلوب نفسه إلى سبيرز، لكن الأداء في اللعب المفتوح لا يزال ضعيفاً (0.9 xG) فقط في المباراة، ثامن أفضل معدل في «البريميرليج».
وأمام بودو جليمت في دوري الأبطال، فشل الوسط «بنتانكور، سار، بيرجفال» في صناعة اللعب، إذ مرروا فقط 4 تمريرات كسرت الخطوط طوال المباراة، ولم يتسلم ريتشارليسون سوى 7 تمريرات، 5 منها من المدافعين أو الحارس، بينما جناحا الفريق «جونسون وأودوبيرت» لم ينجحا سوى في مراوغة واحدة ولم يصنعا أي فرصة، والاعتماد الوحيد كان على «البديل» محمد كودوس الذي صنع الفارق بخمس مراوغات ناجحة وخلق فرصة خطيرة.
أما من الناحية الدفاعية، تحسّن الفريق بوضوح، إذ انخفض معدل الخطورة المتوقعة ضدهم من 1.7 xG في عهد بوستيكوجلو إلى 1.2 مع فرانك، لكن ذلك جاء على حساب الفاعلية الهجومية.
وحتى الآن، النتائج تنقذ توتنهام من غضب جماهيره، لكن الأرقام تشير إلى أن الفريق يسير على حافة الخطر، إذا استمرت العروض الباهتة وتراجعت النتائج، فإن المركز الرابع قد لا يصمد طويلاً، كون فرانك بحاجة لإيجاد توازن بين الصلابة الدفاعية والفاعلية الهجومية سريعاً، قبل أن يتحول الإطراء الحالي إلى ضغط وغضب جماهيري.