الخميس 16 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«مدى» تكافح الأمراض المدارية المهملة

«مدى» تكافح الأمراض المدارية المهملة
13 ابريل 2021 04:04

منى الحمودي (أبوظبي) 

تنطلق في اليوم الأول لشهر رمضان المبارك، حملة «مدى» لمكافحة الأمراض المدارية المهملة، خاصة داء العمى النهري الذي يُعرف بداء كلابية الذنب، إضافة لداء الفيل الذي يعرف بداء الفيلاريات اللمفي، حيث تواصل الحملة جهودها في تثقيف الجمهور بالإمارات حول داء الفيلاريات اللمفي والعمى النهري، وتدعوهم للانضمام إلى الجهود المبذولة للقضاء على الأمراض المدارية المهملة الموهنة.
وتعد حملة «مدى» التي تم إطلاقها بدولة الإمارات في فبراير  2020، أول حملة من نوعها تدعو لمكافحة الأمراض المدارية المهملة، وعلى رأسها العمى النهري، وتركزت جهود الحملة خلال العام الأول على جمع التبرعات لدعم برامج استئصال مرض العمى النهري، حيث تجاوزت التبرعات 2.8 مليون درهم خلال شهر رمضان المبارك  العام الماضي. 
وتقدم حملة «مدى» لأبناء المجتمع بدولة الإمارات فرصة للمشاركة في الجهود المبذولة للقضاء على العمى النهري، بالإضافة إلى داء الفيلاريات اللمفي (داء الفيل) الذي تمت إضافته خلال العام الحالي، ومع إضافة مرض جديد إلى محفظة برامج الحملة، ستعمل «مدى» على استقطاب مصادر جديدة للتبرعات وتثقيف أبناء المجتمع حول الأمراض المدارية المهملة، من خلال جهود استراتيجية وهادفة لحشد الدعم والتثقيف المجتمعي.
وتعمل حملة «مدى» بالتعاون مع شريكها الاستراتيجي الهلال الأحمر الإماراتي ومجموعة مؤثرة من الشركاء المؤسسين والداعمين، من أجل تعزيز التوعية المجتمعية وجمع التبرعات لصالح إنهاء هذه الأمراض المدارية المهملة، التي تحرم ضحاياها من عيش حياة كريمة تتيح لهم العمل والانخراط في مجتمعاتهم، وتأسرهم في دائرة الفقر.
وتدعو «مدى» أبناء المجتمع للمشاركة في هذه الحملة الخيرية والإنسانية والتبرع عن طريق إرسال كلمة GIVE إلى 2424، كما يمكنهم التبرع من خلال الموقع الإلكتروني للحملة reachtheend.org.

العمى النهري
يعتبر العمى النهري عدوى طفيلية تصيب العين والجلد تسببها الديدان الطفيلية داخلها، وينتقل المرض عن طريق اللدغات المتكررة للذباب الأسود الذي يحمل الطفيل الذي يعيش على ضفاف الأنهار والجداول سريعة التدفق. ويعاني العديد من الأشخاص من حكة وتشققات وعقيدات جلدية، وضعف في الرؤية.
وفي حال تُرك المرض من دون علاج، فإن الحكة الشديدة قد تؤدي إلى الإصابة بجروح والتهابات بكتيرية تصيب البشرة بالخشونة، وتؤدي إلى فقدان صبغة الجلد بشكل جزئي، وتتطور حالة العمى بعد الإصابات الشديدة، وغالباً بين الأفراد الذين تتزايد أعمارهم على 30 سنة.

داء الفيل
يعد داء الفيل مرضاً ينتقل عن طريق البعوض وتسببه الديدان الطفيلية، ويصيب الجهاز الليمفاوي البشري بالأذى، ويمكن أن يتسبب المرض في حدوث تورم شديد في الأطراف السفلية (الوذمة اللمفية)، والذي قد تصاحبه نوبات حمى مؤلمة. ويتعرض الأشخاص المصابون بداء الفيل لخطر الإصابة بالتهابات بكتيرية قد تحد من الحركة بسبب زيادة سماكة الجلد وجفافه وتشققه. وبلغ عدد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بداء الفيلاريات اللمفي 859.5 مليون في عام 2019، في حين تشير التقديرات إلى أن 36 مليون شخص يعانون من أمراض مزمنة بسبب إصابتهم بالداء.

حلقات الفقر
يطال داء العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفي، حالهما حال العديد من الأمراض المدارية المهملة، أفقر سكّان العالم ويوقع عائلاتهم أسرى حلقات الفقر، حيث يحتاج أكثر من 200 مليون إنسان في 31 دولة حول العالم إلى علاج لداء العمى النهري، غالبيتهم في قارّة أفريقيا. ويؤثر داء العمى النهري على الأفراد والعائلات والمجتمعات المحلية، فعندما يُصاب البالغون بهذا الداء، يُخرَج الأطفال من المدرسة للمساعدة في الاعتناء بأهاليهم.
من ناحية أخرى. يواجه أكثر من 850 مليون شخص خطر الإصابة بداء الفيلاريات اللمفي، أغلبهم في آسيا وأفريقيا وغرب المحيط الهادئ وأجزاء من الكاريبي وأميركا الجنوبية.
وتفيد الدراسات أن القضاء على هذه الأمراض في أفريقيا يسهم في حماية عشرات ملايين الأشخاص من خطر هذه الأمراض المؤلمة والمشوّهة، ويمكن أن يولّد منافع اقتصادية تزيد قيمتها على 6 مليارات دولار في عموم القارة.
صندوق بلوغ الميل الأخير
 سيذهب  ريع الحملة إلى صندوق بلوغ الميل الأخير الذي يُعتبر بمثابة إثبات على نجاح المفهوم الرامي إلى القضاء على داء العمى النهري وداء الفيل (داء الفيلاريات اللمفي) في أفريقيا. ويعد صندوق بلوغ الميل الأخير الذي يديره صندوق إنهاء الأمراض المهملة END Fund أحد المبادرات للمساهمة في القضاء على الأمراض المدارية المهملة، والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى جانب عدد من الداعمين، في عام 2017 وتمتد على مدار 10 سنوات بقيمة 100 مليون دولار.
ويركّز صندوق بلوغ الميل الأخير على الطرق الكفيلة بتسريع إحراز التقدم في عمليات رسم خرائط المرض، ودعم المختبرات المتقدمة، والتعاون العابر للحدود.
ويؤمن صندوق بلوغ الميل الأخير الوقاية والعلاجات في 7 دول في أفريقيا والشرق الأوسط وهي: تشاد وإثيوبيا ومالي والنيجر والسنغال والسودان واليمن. كما يعمل الصندوق أيضاً على القضاء على وباء آخر هو داء الفيل، الذي يمكن أن يقود إلى عواقب وخيمة مشابهة.
وفي 2018، وفّر صندوق بلوغ الميل الأخير أكثر من 13.5 مليون علاج لداء العمى النهري وداء الفيل، ودرّب 76 ألف عامل في قطاع الرعاية الصحية للمساعدة في توسعة نطاق العلاج والحملة.

1.5 مليار نسمة
تؤثر أمراض المناطق المدارية المهملة على أكثر من 1.5 مليار نسمة من أفقر سكان العالم، وتكبد الاقتصادات النامية مليارات الدولارات كل عام.
يسهم اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة، والذي يصادف 30 يناير من كل عام، في تسليط الضوء على جهود الحملة وتوحيد جهود المجتمع العالمي وراء هذا الهدف المشترك المتمثل في القضاء على الأمراض المدارية المهملة. وفي عام 2021، توحدت كلمة مؤسسات المجتمع المدني العالمية، وقيادات المجتمع، وخبراء الصحة العالميين، وصانعي السياسات للاحتفاء باليوم العالمي السنوي الثاني للأمراض المدارية المهملة.
واستكمالاً لمبادرات اليوم العالمي الثاني للأمراض المدارية المهملة، ستسهم المرحلة الثانية من حملة مدى في مواصلة الزخم واستقطاب الاهتمام العالمي للتعريف بالأمراض المدارية المهملة وضرورة التعاون من أجل استئصالها.
واسترشاداً بخريطة طريق منظمة الصحة العالمية الجديدة للأمراض المدارية المهملة، أكد هذا اليوم على الحاجة الماسة للشراكات والتعاون بين الصناعات لوضع حد لهذه المجموعة من الأمراض التي يمكن الوقاية منها.
وجمع اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة 2021 ما يقرب من 300 منظمة شريكة من أكثر من 55 دولة مشاركة لحشد مزيد من الاهتمام والعمل والاستثمارات لدعم القضايا ذات الأولوية في البلدان والمجتمعات الأكثر تضرراً بشكل مباشر من الأمراض المدارية المهملة.

التزام الإمارات
التزمت دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها بمكافحة الأمراض المدارية المهملة على مدار أكثر من 30 عاماً، ففي عام 1990، تبرّع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى مركز كارتر بمبلغ 5.77 مليون دولار بهدف دعم جهوده الرامية إلى استئصال مرض دودة غينيا، وهو أحد الأمراض المدارية المهملة. وكانت هذه الخطوة باكورة التزام امتد على مدار عقود من القيادة الحكيمة بالقضاء على الأمراض المعدية.
كما تبّرع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة،  بمبلغ يزيد على 250 مليون دولار منذ عام 2010 دعماً منه للجهود الهادفة إلى القضاء على الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها.
وتؤكد دولة الإمارات التزامها بالقضاء على الأمراض المعدية من خلال اعتماد استراتيجية تضع القضية على رأس جدول الأعمال السياسية، والمحافظة على التقدم المحرز، وتعزيز التمويل، والعمل بشكل وثيق مع الشركاء العالميين والمبادرات متعددة الأطراف لحشد الدعم والتمويل وتعزيز الأثر.

قيمة أصيلة
قال نصار عبد الرؤوف المبارك، المدير التنفيذي لحملة «مدى»: «تعد قيمة العطاء قيمة أصيلة في مجتمعنا بدولة الإمارات وراسخة في ثقافتنا وتجسد نهج الآباء المؤسسين وقيادتنا الحكيمة... استطعنا خلال الحملة الناجحة التي تم إطلاقها في شهر رمضان الماضي، استقطاب اهتمام أبناء مجتمعنا حيث تم جمع أكثر من 2.8 مليون درهم لدعم حملة «مدى» وإنقاذ نعمة البصر لدى أكثر من مليون شخص، وكلنا يقين بأن أبناء المجتمع سيبدون اهتماماً مماثلاً للحملة هذا العام، حيث تم إضافة داء الفيلاريات اللمفي إلى برامج «مدى»، وستجتمع إرادة أفراد المجتمع معاً مرة أخرى، ليس فقط لإنقاذ نعمة البصر لدى الأشخاص المعرضين للخطر، ولكن لإنقاذ معيشتهم ومستقبلهم. ونحن على ثقة بأن جهود أبناء المجتمع ستتضافر في توفير العلاج للمحتاجين العام الماضي لتحقق الهدف المرجو للحملة مرة أخرى».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©