الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الطفولة المبكرة» تنفذ مسحاً شاملاً يحدد استخدام الأطفال للفضاء الرقمي

«الطفولة المبكرة» تنفذ مسحاً شاملاً يحدد استخدام الأطفال للفضاء الرقمي
17 أغسطس 2021 01:10

هالة الخياط (أبوظبي)

أنهت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، أمس أول، مسحاً شاملاً حول كيفية استخدام الأطفال لوسائل التكنولوجيا الحديثة والفضاء الرقمي في المنازل، في خطوة نحو توفير قاعدة بيانات تساعد في وضع برامج لتحقيق الاستفادة المثالية من التكنولوجيا، ولتساعد الأطفال على النمو والتطور.
بدأت المبادرة العالمية لتنمية الطفولة «ود»، التي أطلقتها مؤخراً هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة تحت رعاية سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي رئيس الهيئة، برنامج عملها بالإعلان عن الإطار العام وتفاصيل الموضوع الاستراتيجي الأول الذي يُعنى بدعم وتحفيز الوالدين في أبوظبي، ومساعدتهم على تسخير التكنولوجيا لتعزيز التعلم الإيجابي ونمو الأطفال.
ومن خلال إحاطة إعلامية نظمتها الهيئة أمس -عبر تقنية الاتصال المرئي عن بُعد- استعرضت خلالها مستجدات مبادرة «ود» مع إطلاقها الإطار العام وتفاصيل برامجها المعنية بتعزيز التعلم الإيجابي ونمو الأطفال من خلال التواصل المباشر والأبحاث والتوعية، بالإضافة إلى التعريف بمجموعة العمل المتخصصة في موضوع التكنولوجيا الإنسانية ومهامها التي تركز على استكشاف الفرص المتاحة للأطفال وأسرهم للحصول على أقصى فائدة من استخدام التكنولوجيا، خلال فترة النمو العقلي والمعرفي للأطفال.
وأعلنت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، أمس، عن إعدادها برامج قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد لتسخير التكنولوجيا للنهوض بتنمية الطفولة المبكرة، وتطوير برامج جديدة في أبوظبي لتكون رائدة في هذا المجال على المستوى العالمي، وفي جعل التكنولوجيا الرقمية عنصراً داعماً لتوسيع مدارك الأطفال، واستخدامها في المعرفة، والتعبير عن أنفسهم بطريقة إبداعية.

  • عمر غباش وسعيد الظاهري ويوسف الحمادي وثامر القاسمي خلال الإحاطة الإعلامية (من المصدر)
    عمر غباش وسعيد الظاهري ويوسف الحمادي وثامر القاسمي خلال الإحاطة الإعلامية (من المصدر)

 وقال عمر سيف غباش مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية والرئيس المشارك لمجموعات العمل في مبادرة «ود»: «تؤدي التكنولوجيا في الوقت الحالي دوراً بالغ الأهمية في نمو عقل الطفل وتعزيز صحته، ومن خلال مجموعة عمل التكنولوجيا الإنسانية سنعمل على توظيف الابتكار من أجل تنمية الأطفال ورعايتهم صحياً وذهنياً».
وأضاف: «نحرص من خلال هذه المبادرة العالمية إلى الاستفادة من التكنولوجيا بالشكل الأمثل، والتعامل معها كأداة فاعلة في نمو الطفل، وكذلك تقديم المساعدة للوالدين خلال عملية التربية والتأسيس». 
وأوضح الدكتور سعيد الظاهري، عضو مجموعة التكنولوجيا الإنسانية للأطفال ورئيس مجلس شركة «سمارت وورلد» المتخصصة في مجال تكامل الأنظمة بدولة الإمارات، أن فريق مجموعة التكنولوجيا الإنسانية للأطفال يعمل مع متخصصين من جهات عالمية، لإيجاد حلول متكاملة للترويج الرقمي الإيجابي لتعزيز التعلم للأطفال، فضلاً عن إيجاد طرق لتحفيز الشركات على تطوير أجهزة ومحتوى ملائم للأطفال مع مراعاة مصالحهم.
وأشار إلى أن المجموعة تركز على تعزيز المشاركة الإيجابية للأطفال مع التكنولوجيا، وإجراء تحليل وتقييم لعدد من التحديات التي تسببها زيادة استخدام الأطفال للتكنولوجيا وتأثير جائحة «كوفيد- 19» على زيادة وقت التعرض لشاشات الأجهزة، وخصوصية الأطفال وحمايتهم، والتنمر الإلكتروني، وإمكانية الوصول للتكنولوجيا، بالإضافة إلى ذلك تنظر أيضاً في جوانب استخدام الأطفال من أصحاب الهمم للتكنولوجيا وتأثيرها عليهم.
ولفت الظاهري إلى أن مجموعة التكنولوجيا الإنسانية للأطفال ستعمل على تحليل البيانات، وإجراء أبحاث معمقة حول استخدام الأطفال للتكنولوجيا وعاداتهم في أبوظبي، والتي ستؤثر على عملهم.
وأكد أنه يجب أن ننظر إلى التكنولوجيا من خلال منظور الصحة العامة وفوائدها لأطفالنا، بدلاً من اعتبار مشاهدة الشاشات أمراً ضاراً يجعل الوالدين يشعران بالذنب للسماح لأطفالهما باستخدام التكنولوجيا ولتحقيق هذه الغاية، نعمل على تقييم جميع جوانب استخدام التكنولوجيا داخل المنزل وخارجه، بالإضافة إلى تفاعل الوالدين والأطفال مع التكنولوجيا، ونحن ملتزمون بتوظيف الخبرات التي يتمتع بها الفريق لدفع الابتكار الذي يمكن أن يساعد أطفالنا على النمو بصحة أفضل وأكثر ذكاءً وتعلم أن يكونوا أكثر لطفاً مع بعضهم بعضاً».
ومن جانبه، قال الدكتور يوسف الحمادي، المدير التنفيذي لقطاع المعرفة والريادة بهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، إنه «يمكن أن تكون التكنولوجيا أداة قوية لمساعدة أطفالنا على التعلم والنمو، ومساعدة الوالدين على تعلم كيفية دخول العالم الرقمي بشكل أفضل مع أطفالهم للحصول على تجربة تعلم ولعب ثرية، كما يمكننا أن نوضح لهم كيف يمكن للتكنولوجيا مساعدة أطفالنا على أن يكونوا طموحين، ونحتضن إبداعاتهم وتعليمهم كيفية التعبير عن أنفسهم بطريقة صحيحة ومباشرة».
وأشار إلى أن مفهوم «التكنولوجيا الإنسانية» الذي تبنته هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة مع إطلاق مبادرة «ود» العالمية، يقوم على الاستفادة من التكنولوجيا واستخدامها بحرص ووفق ضوابط محددة من أجل مساعدة الأطفال على النمو والتطور، خاصة مع زيادة ارتباطهم بالتطور الرقمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم أجمع خلال الفترة الحالية، مشيراً إلى أننا في دولة الإمارات نحرص دائماً على تحويل التحديات إلى فرص، ونحن نعمل من خلال تبني مفهوم «التكنولوجيا الإنسانية» على تجاوز أي تحدٍّ فرضه علينا التطور التكنولوجي وتحويله إلى فرص تساعد الأطفال على التطور وتثري مهاراتهم وتنمي عقولهم.

نتائج المسح 
أوضح الدكتور سعيد الظاهري أنه من المتوقع أن يوفر المسح بيانات شاملة ومؤشرات مهمة حول قضاء الأطفال لأوقاتهم على وسائل التكنولوجيا، ومتوسط عدد الساعات التي يقضيها الطفل على الإنترنت، وطبيعة المحتوى الذي يقبل عليه الأطفال، وأكثر القنوات الرقمية التي يرتادها الأطفال، إضافة إلى دور الآباء في توجيه أبنائهم نحو الفضاء الرقمي.
وقال الظاهري: إن المسح سيساعد الخبراء في الهيئة على دراسة احتياجات الأطفال، ومن ثم تصميم برامج ابتكارية تصب في صالح تلك الشريحة بناء على البيانات المتوافرة من المسح، لافتاً إلى أن الهيئة تدرس إمكانية تكرار المسح حول توجهات الأطفال نحو الإنترنت بشكل سنوي، أو كل سنتين لتوفير المعرفة الشاملة حول توجه الأطفال واهتماماتهم.
وذكر الظاهري أنه نظراً لأن إمارة أبوظبي ودولة الإمارات هي المكان المفضل للكثيرين من الأسر حول العالم، ونظراً لتوافر كافة جنسيات العالم، فإن المسح سيكون معبراً ويساعد على الخروج بمؤشرات ونتائج وتوصيات تخص المشكلات التي تواجه الأطفال، مشيراً إلى أن الهدف من إجراء المسح هو توفير البيانات بشكل علمي، والتوصل إلى حلول مناسبة، وبناء قاعدة معلومات بشكل دوري حول نمط استخدام الأطفال للتكنولوجيا، وطبيعة العلاقة بين الأطفال والآباء في الفضاء الرقمي.

أدلة للاستخدام الآمن للتكنولوجيا
أوضح ثامر القاسمي، المدير التنفيذي لقطاع المشاريع الخاصة والشراكات، أن الهيئة وفرت لأولياء الأمور دليلين، أحدهما للاستخدام الآمن للمنصات الإلكترونية للأطفال، ودليل الاستخدام الصحي لأولياء الأمور للتعامل مع الإنترنت، لافتاً إلى أن الدليلين يساعدان أولياء الأمور في التعامل الأنسب مع المنصات الخاصة بالأطفال وتحديد مدى خطورتها ومدى جدوى التعامل معها، إضافة إلى تصنيف الإرشادات الداعمة لولي الأمر حسب طبيعة تفاعل أولياء الأمور مع فكرة استخدام أطفالهم للمنصات الإلكترونية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©