الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

قيادات إعلامية وأكاديميون لـ «الاتحاد»: الإعلام العربي واكب الصراعات العالمية ببحر من المعلومات

قيادات إعلامية وأكاديميون لـ «الاتحاد»: الإعلام العربي واكب الصراعات العالمية ببحر من المعلومات
5 أكتوبر 2022 01:43

شروق عوض (دبي) 

واكب الإعلام العربي تغطية أخبار الصراعات السياسية والاقتصادية الإقليمية والعالمية القائمة لحظة بلحظة، من خلال بثه لبحر متلاطم من المعلومات وعدم توقفه في تغطية أخبار الصراعات منذ نشوبها ولغاية يومنا هذا، بحسب تصريحات عدد من القيادات في المؤسسات الإعلامية المحلية والعربية وكبار الكُتَّاب والمفكرين، والمثقفين والأكاديميين والمهتمين بصناعة الإعلام لـ «الاتحاد». وأشاروا إلى أن الإعلام العربي خلال تغطيته لأحداث الصراعات العالمية القائمة في الوقت الراهن انقسم إلى قسمين حسب توجهات دوله، الأول انتهج معايير النزاهة والموضوعية والحيادية في تغطيته للصراعات الدائرة، حيث أظهرت التغطية لها عدم الانحياز في التعامل مع مجرياتها، فكل ما تم ويتم بثه على مدار الساعة يصب في اتجاه واحد وهو الرأي الذي لا يحمل المسؤولية لطرف دون الآخر من المتسببين بالصراعات، وإنما الجدية في نشر آراء ووجهات نظر القائمين على هذه الصراعات حول أسباب ودوافع حربهم، والثاني انتهج سياسة الانحياز لطرف واحد واتباع سياسة التكميم من خلال عدم بث الأخبار المتعلقة بوجهة نظر الطرف الآخر من أطراف الصراعات.
وبيّنوا أن الإعلام العربي أيضاً ساند حكوماته في البحث عن وسائل متعددة للتخفيف من آثار الصراعات السياسية والاقتصادية العالمية، حيث طالت الآثار اقتصادات المنطقة ومستويات الأمن الغذائي والرفاه عبر أرجاء المنطقة، فضلاً عن تعطُّل سلاسل الإمداد، وذلك من خلال النجاح في تغطية الآثار أولاً بأول للرأي العام العربي، وذلك باعتماده عاملين أساسيين هما نقل أخبار الآثار بشكل فوري، وبث رسائل إعلامية توعوية حولها.
بداية، أكد محمد جلال الريسي، مدير عام وكالة أنباء الإمارات «وام»، أن الإعلام العربي نجح بجدارة في التعامل مع هذه الصراعات عبر متابعته لانتشارها لحظة بلحظة، مدركاً لدوره المجتمعي ومسؤولياته الأخلاقية والإنسانية الكبيرة في هذا الجانب، حيث كثف أخباره الموجهة لشرائح المجتمع كافة حول أهم الآثار السلبية للصراعات.
وأشار إلى أن وسائل الإعلام العربي خلال تغطيتها للصراعات السياسية والاقتصادية العالمية، تبنت استراتيجيات حكوماتها وتدابيرها الموجهة نحو إيجاد حلول لآثار الصراعات المنعكسة على حياة الشعوب، لافتاً إلى أن وسائل الإعلام العربي نجحت في تغطية آثار الصراعات العالمية، وذلك من خلال بث رسائل أخبارية حولها بشكل مكثف.

ضخ معلومات
من جانبه، قال صبحي ياغي، عضو نقابة الصحافة اللبنانية، أمين سر في البرلمان اللبناني، إن الإعلام العربي واكب الصراعات العالمية منذ نشوبها لغاية يومنا هذا، وقام بضخ بحر من المعلومات الكثيرة حول دوافع الصراعات ونتائجها الحالية والمستقبلية على دول المنطقة والإقليم، مشيراً إلى انقسام الإعلام العربي إلى قسمين، تمثل الأول في عدم اتباع سياسة التكميم التي انتهجها إعلام الدول القائمة على الصراعات والنزاعات التي نشهدها في الوقت الراهن مثل حظر القنوات التي تعبر عن وجهة نظر الطرف الآخر من المتسبب بالصراعات، بل عمد في نقل أخباره من نشر محتويات موثوقة بثتها كافة الجهات الإعلامية في دول الصراعات، بما في ذلك مقاطع فيديو وتقارير حقيقية وبعيدة عن التزييف، أما القسم الثاني فتمثل في ممارسة دور إعلام الدول المتسببة في الصراعات والمتمثل باتهام وتحميل المسؤولية عن هذه الصراعات لدولة واحدة دون الأخرى، أو إظهار جوانب التفوق في دولة دون الأخرى، مع التغطية على الخسائر الكبيرة فيها.

تعدد المصادر
من جانبه، أكد عايد المناع، أكاديمي وباحث سياسي كويتي، استعانة غالبية وسائل الإعلام العربية في تناول قضية الصراعات العالمية بمصادر عدة، فأكثر القنوات والصحف العربية تنقل ما يقوله إعلام كل الدول المتصارعة حسب وجهة نظرهم الخاصة بأسباب الصراعات، نظراً لإدراكها بأن الانحياز يأتي من إعلام دولة دأبت على تحوير الحقائق وفقاً لمصالحها الخاصة.
ولفت إلى أن غالبية الإعلام العربي من خلال رسائله الإخبارية المنصبة على استعراض مختلف التباينات في مواقف الدول المتصارعة تجاه الخلاف، يميل أكثر إلى جر الأمور لطاولة المفاوضات والحوار، مع الأخذ في الاعتبار مطالب دول الصراعات دون الانحياز لصالح دولة ما دون الأخرى، مؤكداً اتباع بعض وسائل الإعلام العربية لنهج نقل الأخبار التي تحمل مصالح جميع الأطراف المتأثرة بالنزعات، دون الانحياز لأي طرف من أطراف النزاع، وإنما العلم والاطلاع على وجهات النظر كافة.

أجندات وأيدلوجيات
من جانبه، قال نشأت الديهي، إعلامي مصري، الرئيس التنفيذي لقناة «TeN»: «إن الإعلام العربي لم يعد يواكب بشكل كبير حجم التحديات والمتغيرات على المستويين الإقليمي والدولي، وربما كان متأخراً إلى حد ما»، لافتاً إلى أن الإعلام التقليدي فيما مضى كان سباقاً في استشراف المستقبل، والآن يواجه أزمة في تحري مصداقية المعلومات لكثرة الوسائل الإعلامية الإلكترونية والرقمية.
وأشار إلى عدم تمتع وسائل الإعلام بالحيادية الكاملة والموضوعية، حيث إن لكل منها على مستوى العالم أجندات وانحيازات بل إن من يمول أي وسيلة يفرض كلمته وسطوته عليها فيما تطرحه.

سرعة النقل
قال عيسى العميري، مستشار إعلامي كويتي، إن وسائل الإعلام العربية نجحت في تغطيتها لآثار الصراعات السياسية والاقتصادية العالمية، ونقل الأخبار كافة والإجراءات الحكومية المتعلقة بها لشعوبها أولاً بأول بارتكازها على شقين هما نقل الأخبار بشكل فوري وبث رسائل التوعية، مؤكداً أنّ هذه الجهود الإعلامية حول الصراعات وتداعياتها دفعت أبناء الشعوب العربية إلى متابعة نتائج الصراعات على حياتهم اليومية.

آثار سلبية
بدوره، أكد محمد الملا، إعلامي كويتي، أن الإعلام العربي كثف عمله الإخباري في تغطية الآثار السلبية للصراعات السياسية والاقتصادية الإقليمية والعالمية عبر مواقعه الإلكترونية ومنصاته على وسائل التواصل الاجتماعي، مع الالتزام بمصداقيته وموضوعيته وجعلت منه أكثر تأثيراً، كما لم تترك أي معلومة متعلقة بالآثار إلا وأتت عليها بحثاً وتفصيلاً وتحليلاً وتدقيقاً، وقد شكّل هذا الجهد الاستثنائي غير المسبوق في تاريخ الإعلام، من حيث وحدة موضوعه والاهتمام به، قاسماً مشتركاً التقت عنده وسائل الإعلام كاملة.
وأشار إلى أن الإعلام العربي نجح في التعامل مع التقارير الدولية الخاصة بالآثار السلبية للصراعات والنزاعات العالمية بجدارة، وبات يتابع تداعيات الصراعات لحظة بلحظة، ولم يتوانَ عن دوره المجتمعي وإنما بات لاعباً أساسياً في كشف التداعيات بصراحة دون تجميلها، مع التركيز على بث تقارير توعوية موجهة لأبناء شعوبها حول طرق تعزيز المواطنة الصالحة في نفوسهم تجاه دولهم، والوقوف مع استراتيجياتها الخاصة بالتعامل مع الصراعات العالمية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©