الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«أولياء الأمور» يناقش تنظيم الانفعالات والتربية الواعية والسلامة الرقمية

لورا مارخان خلال حديثها أمام الملتقى (من المصدر)
5 نوفمبر 2022 01:23

إبراهيم سليم (أبوظبي)

اختتمت أمس، فعاليات «ملتقى أولياء الأمور»، الذي نظمته دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي في «الاتحاد أرينا» على جزيرة ياس في العاصمة الإماراتية، والذي استمر 3 أيام بحضور كثيف، وأقيم بهدف تمكين أولياء الأمور من تربية أجيال المستقبل المستعدين لمواجهة تحدّيات الغد، وسط مشاركة واسعة من أكثر من 60 خبيراً محلياً وإقليمياً وعالمياً في جلسات الحوار والنقاش والورش  التخصصية حول التربية. 
وركزت فعاليات الأمس على الجوانب العملية للتربية الواعية، وسبل كسر الأنماط السلبية المتوارثة لممارسات التربية، والأسباب وراء التنافس والتصرفات الملائمة لأولياء الأمور في مثل هذه الحالات، وكذلك تنظيم الانفعالات والعواطف عند أولياء الأمور، بالإضافة إلى الحفاظ على أمان وسلامة الأطفال عند استخدامهم للإنترنت.
وتناولت خبيرة اليقظة الذهنية هانتر كلارك- فيلدز، تنظيم الانفعالات عند أولياء الأمور، وكيفية التوقف عن الصراخ، وتطرقت في حديثها إلى علم الاستجابة للتوتر وكيفية تحديد محفزاته، وأهمية الابتعاد عن مصادر التوتر لتمكين الدماغ من الاستجابة بدل ردّ الفعل. كما شاركت كلارك بعض الأساليب والأدوات البسيطة لتهدئة الأعصاب، كالتنفس العميق والمشي وتدوين اليوميات، علاوة على التأمل بتركيز ذهني كامل وترديد العبارات المهدئة. وتساعد هذه التصرفات أولياء الأمور على تجنب أي تبعات سلبية عند التعامل مع أطفالهم في لحظات الغضب، وقالت فيلدز: «الصراخ ليس خطأك، ولكن ينبغي أن تتحمّل مسؤولية إدارة سلوكك، فوظيفتنا كأولياء الأمور تتمثل في أن نساعد أطفالنا على أن يكونوا هادئين».
وأوضحت سما العزاوي أن الممارسات التربوية السلبية هي موروثة في الغالب من الأجيال السابقة، وغالباً ما نقارن سلوكياتنا التربوية بها كآباء وأمهات، ومن السهل أن يصبح ذلك وضعاً افتراضياً في أوقات التوتر. وأضافت: «إن التعرف إلى هذه السمات السلبية، مثل مفهوم الإيجابية السامة والتعايش مع المشاعر السلبية، هو بمثابة الخطوة الأولى لإيقاظ الوعي بصورة أكبر، وتنمية علاقة من الاحترام المتبادل بين الوالدين والطفل، حتى يتمكنوا من منح الأطفال الشعور بالأمان اللازم لنموهم».
وأكد الدكتور إيهاب حمارنة هذه النظرة خلال جلسته بعنوان «التربية بكل جوانبها». وتحدّث بعمق عن كيفية «توظيف» التربية كفرصة لتوسيع مدارك الوعي من أجل تربية أطفال أكثر أصالة وتمكناً. مؤكداً بأن دور ولي الأمر لا يقتصر على محبة الأبناء، بل توفير مساحة آمنة للأطفال لاكتشاف ذواتهم ومواهبهم.
وأسهمت جلسة الدكتورة لورا ماركام في تعريف أولياء الأمور بكيفية مساعدة الأطفال على الاختلاف مع الحفاظ على الود بينهم وتعزيز المحبة وتقريبهم من بعضهم بعضاً. وقدمت أخصائية علم النفس السريري نصائح لأولياء الأمور حول مقاومة التدخل أو الانحياز في حالات الشجار، وشاركت معهم تجارب عملية لتحويل الاختلاف بين الأخوة إلى فرص لبناء مهارات حياتية مثل الإدارة الذاتية للمشاعر، وحل المشكلات. وحصل أولياء الأمور أيضاً على نصائح حول تعزيز الثقافة الأسرية التي يسودها الوئام والتواصل وروح الفكاهة لخلق بيئة يمكن فيها حل أي جدال بسعادة.
وعرض المؤلف والمعلم الحائز على جوائز دوغلاس حداد في جلسة بعنوان «منهج تربية طفل ذكي، ناجح، ذاتي التحفيز، فطن، مستقر ومنضبط ذاتياً»، خطوات عملية يمكن لأولياء الأمور اتباعها يومياً لمساعدة أطفالهم على التمتّع بالثقة والاستقلالية والإدراك العاطفي، ولكي يتبنوا العقلية التنموية. وزوّد حداد أولياء الأمور بالأدوات اللازمة لمساعدة أطفالهم على تعلّم التعاطف الذاتي واكتساب مهارات حل المشكلات، وتحديد الأهداف، والقيادة، والقدرة على مواجهة التحديات، فضلاً عن التحفيز الذاتي، واتخاذ القرارات الملائمة لتحقيق رفاهيتهم.
وقدمت  الدكتورة إليزابيث ميلوفيدوف خلال الورشة التفاعلية حول «التربية والسلامة والرفاهية الرقمية»،  كيفية الاستفادة من أدوات الرقابة المتاحة على أجهزتهم المحمولة، وكيف يمكن لـ «اتفاقية الوسائط للعائلة» وضع توقعات عادلة لاستخدام الجميع للتكنولوجيا، وكيفية الحفاظ على سلامة الأطفال وأمنهم عند استخدام الإنترنت، بالإضافة إلى جعل الأطفال يتبنون علاقة صحية وأكثر توازناً مع شاشاتهم.
وثمَّن مشاركون في فعاليات الملتقى من أولياء الأمور الموضوعات المهمة التي أثيرت في الندوات والجلسات، وطرق التناول للموضوعات في ظل ما يشهده العالم من تطور، وقالت براتشي جواليكار ديشباندي، وهي أم لطفلين، حضرت فعاليات الحدث على مدار الأيام الثلاثة: «كان ملتقى أولياء الأمور بالنسبة لي تجربة مُلهمة ومحفزة على جميع المستويات، خاصة عندما نشعر بالارتباك والحيرة بين اتباع أسلوب والدينا في التربية أو اتباع أساليب التربية الحديثة، خاصةً وأننا لم ننشأ على تلك الطريقة. لذلك فإن فعاليات الملتقى عرّفتنا على آراء خبيرة ومنحتنا استشارات مهمة واطلعنا من خلالها على أحدث أبحاث الخبراء التي يمكننا نقل نتائجها إلى حياتنا اليومية حتى نتمكن من الارتقاء بالمستقبل».
وقال عبدالله خوري، من العين وهو أب لثلاثة أطفال:  هذا الحدث  فتح الأبواب أمام تشكيل مجتمع كبير بين أولياء الأمور في الدولة للتعرّف على هذا المجال».

تحفيز النجاح
تناول شارات جيفان مؤلف وحاصل على وسام الإمبراطورية البريطانية، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة «إنترينزيك لابز»  كيفية تحفيز أطفالنا على النجاح في المدرسة».
وأكد أنه لا يمكننا تحفيز أطفالنا على التعلّم والنجاح، لكن بإمكاننا تهيئة الظروف أمامهم وتركهم يجدون دوافعهم الخاصة.
وقال شارات: «لا بد أن نضع لأنفسنا هدفاً، بوصفنا أولياء أمورهم، يتمثل بالعمل على خلق الظروف المناسبة لأطفالنا لإيجاد دوافعهم الخاصة، ويستطيع كلٌ منّا القيام بذلك بطريقته؛ وأشجع كل ولي أمر على وضع النهج التربوي الذي يخصه، من خلال عبارة واضحة وباستخدام كلمات محدّدة، من قبيل أساعد أطفالي على أن يصبحوا كذا من خلال كذا».
وأكد أنه لا يمكننا تحفيز أطفالنا على التعلّم والنجاح، ولكن إذا تمكّنا، نحن الآباء والأمهات، من التركيز على تطوير الغايات والاستقلالية والإتقان في دورنا، فسيكون بوسعنا تهيئة الظروف لهم ليصبحوا محفَّزين بقوّة ويحافظوا على هذا التحفيز، إذ أننا لو فعلنا ذلك، سنجد أن النجاح في المدرسة سيحدث تلقائياً، وسيشعر الآباء براحة وسيخفّ الحمل عن كاهل أولياء الأمور.

بناء العلاقات الإيجابية 
شهدت فعاليات اليومين الماضيين من ملتقى أولياء الأمور ورش عمل تدريبية وجلسات نقاش توجيهية مع الخبراء العالميين المشاركين الذين سلطوا الضوء على أفضل السبل لبناء علاقات إيجابية بين أولياء الأمور وأطفالهم، فضلاً عن أهمية اكتساب الأطفال للغتين خلال نشأتهم وسط عالمٍ تسوده العولمة، علاوةً على مناقشة أهمية التغذية السليمة وعلاقتها بالتربية. 

المجتمع الدامج
وسردت المدوِّنة ورائدة الأعمال الإماراتية لطيفة الشامسي أمام الملتقى قصتها بوصفها أماً لابنة مصابة بالتوحّد وابن مصاب بمشكلات عصبية. وحثّت أولياء الأمور على الانتباه إلى بعض العلامات المبكرة للتوحّد، وإيجاد الجوانب الإيجابية في التعلّم من طفل من أصحاب الهمم وعيش تجربة تربيته الفريدة، علاوة على عدم التردد في طلب المساعدة لدعم نموه العاطفي والجسدي، داعية إلى الاحتفاء بالتنوع العصبي، ومشيرة إلى أن كلمة السرّ وراء ذلك تكمن في المجتمع الدامج.

فهم سلوك الطفل 
من جانبها، تناولت مستشارة التربية العالمية ومقدمة البرامج التلفزيونية «جو فروست» المعروفة بشخصية «سوبر ناني» مسألة غضب الوالدين وسبل السيطرة عليه، ونصحت فروست أولياء الأمور بأن يركزوا على سلوك الطفل وفهم أسبابه بدل انتقاده، و«قبل اتخاذ أي قرارٍ مع الطفل، لا بد من التوقف وملاحظة الظروف المحيطة بطفلهم، باعتبار الملاحظة أداة مهمة تساعد الأهل على السيطرة على انفعالاتهم وتسمح لهم بتنظيم عواطفهم، ولا بد من وضع حدود صحية لخلق علاقة قائمة على الاحترام؛ والسماح للأطفال بتجربة العواقب الطبيعية لأفعالهم». كما حثت فروست أولياء الأمور على أن يقولوا ما يعنوه، وينفذوا ما يقولوه ولكن من دون التوجه بانتقاد مؤذٍ للطفل، باعتبار هذه المقاربة السبيل الأمثل لتعزيز ثقة الطفل بأهله ومصداقيتهم.  
وشاركت مدرسة  42 أبوظبي، مدرسة البرمجة المبتكرة في أبوظبي والمعتمدة على منهجية التعلم الذاتي المشترك عبر المشاريع العملية والألعاب، في الملتقى، وشهد جناح مدرسة 42 أبوظبي في الفعالية زيارة سناء محمد سهيل، المدير العام لهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، المهندس ثامر القاسمي، المدير التنفيذي لقطاع المشاريع الخاصة والشراكات في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، حيث اطلعا على المناهج والنموذج التعليمي المبتكر اللذين تعتمدهما المدرسة لدعم الطلاب في إتقان المهارات الرقمية المستقبلية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©