الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أهمية احتواء وتمكين النساء في العمل المناخي

أهمية احتواء وتمكين النساء في العمل المناخي
20 نوفمبر 2023 01:18

رزان المبارك *

«يؤثر تغير المناخ على الجميع، إلا أن هذا التأثير يتفاوت بين الفئات المختلفة، ويؤدي إلى زيادة الفجوة القائمة أصلاً، والتي تمتد انعكاساتها بشكل كبير على الفئات الديموغرافية للمجتمع، والتي لا يتم تمثيلها بشكل عادل، ما يساهم بتفاقم الاختلافات الاجتماعية والاقتصادية.
ووفقاً لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، تعتبر النساء الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ مقارنة بالرجال، خاصة وأنهن يشكلن 70 في المئة من فقراء العالم، وعلى الرغم من الدور الفاعل الذي تقوم به النساء والفتيات اللاتي يعشن في الخطوط الأمامية لمواجهة الكوارث والأزمات المناخية، وانخفاض فرص نجاتهن منها بمقدار 14 مرة عن الرجال، يتم استبعاد النساء في كثير من الأحيان من النقاشات والقرارات والعمليات الخاصة بالعمل المناخي.
وبصفتي رائدة الأمم المتحدة للمناخ في COP28، فإنني أعمل مع فريقي بشكل حثيث لإبراز وإيصال وجهات نظر النساء المتنوعة وشرحها بشكل واضح وبسيط، وذلك انطلاقاً من إيماننا بأن الجهود العالمية للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، يجب أن تتضمن آراء ومقترحات ومساهمات وأساليب النساء والفتيات في العملية المناخية المتعددة الأطراف.
وأثبتت التجارب السابقة أن المجتمعات الأكثر نجاحاً في تعزيز استراتيجيات المرونة وبناء القدرات على التكيف لمخاطر وتداعيات تغير المناخ، هي تلك التي تشرك النساء في عملية التخطيط، حيث عادة ما تكون المرأة أولى الفئات المجتمعية التي تستجيب للكوارث الطبيعية، والأكثر مساهمة في جهود التعافي عبر التعامل بشكل مباشر مع احتياجات الأسر والمجتمع.
وتشير الأدلة العلمية إلى أن النساء يمكنهن قيادة العمل المناخي بشكل أكثر جرأة وفاعلية، حيث أدت المشاركات السابقة إلى تحسين الحوكمة وإدارة الموارد والاستعداد للكوارث المتعلقة بتغير المناخ، فعلى سبيل المثال نتج عن زيادة مشاركة النساء في البرلمانات الوطنية اعتماد سياسات مناخية أقوى وبالتالي تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، كما تشير البيانات إلى أن الشركات ذات التمثيل المرتفع للنساء في مجالس إداراتها تملك إمكانية أفضل لوضع أهداف خاصة بتقليل الانبعاثات بواقع 21%.
ولكل هذه الأسباب وغيرها الكثير، فإن رئاسة COP28 تسعى لحشد الجهود من أجل ضمان أن يكون المؤتمر منصة تحتوي الجميع، وأنا سعيدة بالزخم المتزايد لرفع مستوى تمثيل المرأة والتكافؤ بين فرص الجنسين في خطط العمل المناخي، وتتطلب خطة العمل الخاصة بالنوع الاجتماعي والمتفق عليها في COP25 مشاركة النساء بشكل كامل ومتكافئ وفعّال في العمل المناخي متعدد الأطراف، وتقوم الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ منذ العام 2012، بالإعلان عن بيانات النوع الاجتماعي ضمن الوفود الوطنية، وصناع السياسات ومتخذي القرار المشاركين في مؤتمرات الأطراف.
في وقت سابق من يونيو، قامت رئاسة COP28 بحثّ الأطراف على زيادة التنوع ومراعاة تمثيل النوع الاجتماعي ضمن الوفود الوطنية، وشملت هذه الدعوة كل المبادرات والفعاليات التي سبقت المؤتمر، بالإضافة إلى تنظيم استشارات متعددة لأخذ آراء الشباب والنساء والشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية بهدف تعزيز الجهود الخاصة بمشاركة جميع الأطراف في المفاوضات وعملية صنع القرار المتعلق بالعمل المناخي ووضع السياسات وتطبيقها، علماً أن ثلثي قيادات رئاسة COP28 من النساء، ويتضمن ذلك معالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع ورائدة المناخ للشباب، وهناء الهاشمي رئيسة فريق الإمارات التفاوضي في COP28.
وضمن الجهود الخاصة بتمكين النساء للمساهمة وقيادة العمل المناخي، فقد قامت رئاسة COP28 بتقديم الدعم لبرنامج «صندوق الوفود النسائية» (WDF Night School)، الذي تديره منظمة المرأة للبيئة والتنمية، بالإضافة إلى المشاركة بتنظيم المؤتمر العالمي لبيانات النوع الاجتماعي والبيئة، مع كل من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، الذي سيقام في الفترة من 28 إلى 29 نوفمبر 2023، في دبي، ويهدف للتركيز على نقص الاستثمار ببيانات النوع الاجتماعي وتقييمها للاستفادة منها بالجوانب المتعلقة بالعمل المناخي، وسيسعى لعرض منهج عمل جديد يساهم بتقديم التزامات سياسية وتوفير التدفقات المالية الهادفة لتحقيق المساواة بين الجنسين، والوسائل الخاصة بتنفيذ السياسات المناخية بالاعتماد على بيانات النوع الاجتماعي، كما يشارك بتنظيم المؤتمر كل من منظمة المرأة للبيئة والتنمية، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ورواد المناخ بالأمم المتحدة.
وسيجمع مؤتمر الأطراف COP28، ضمن فعالياته في 4 ديسمبر والذي تم اختياره ليكون يوماً مخصصاً لمواضيع التمويل، والتجارة، والمساواة بين الجنسين، والإشراف والمتابعة، بين المعنيين من الباحثين والنشطاء إلى صانعي السياسات وممثلي المجتمع المدني، للنقاش حول النوع الاجتماعي وتغير المناخ، كما سنقوم أيضاً بالمشاركة في استضافة قمة «القيادات النسائية العربية»، بالتعاون مع منصة «السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة WiSER»، لتحديد التحديات ومشاركة أفضل الممارسات وتطوير استراتيجيات تعزز المساواة بين الجنسين في جهود التخفيف والتكيف وتطوير المرونة المناخية.
نهدف من خلال عملنا لإيجاد أفضل الحلول لجميع الأطراف، ونحرص على تنوعها واستنادها لتجارب وخبرات سابقة ومشتركة، ولقد وضعنا احتواء الجميع ضمن منظومة العمل المناخي كركيزة لخطة عملنا، لأن جهود وآراء الجميع مهمة لتحقيق هدفنا في مواجهة أكبر تحدٍّ تواجهه البشرية حالياً». 
* رائدة الأمم المتحدة للمناخ في COP28

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©