الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«عيون» العالم.. كيف ترى «كوب28»؟

المركز الإعلامي بالمنطقة الزرقاء
14 ديسمبر 2023 02:07

طه حسيب (دبي)
اثنا عشر يوماً أو أكثر هي مدة انعقاد «كوب 28» في الإمارات، وقت ليس قصيراً وفق إيقاع القرن الحادي والعشرين، لكنه قصير جداً لقرابة 7 آلاف صحفي اجتمعوا من شتى أنحاء الكوكب داخل مدينة إكسبو دبي، لمتابعة النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.. مؤتمرات صحفية وإعلانات وتصريحات وفعاليات جانبية، وأجندة مزدحمة بالتفاصيل وغنية بالمعلومات المناخية. 
«الاتحاد» قرأت بعض ما نشر في الصحافة العالمية عن الحدث المناخي الأهم في 2023، والتقت مجموعة متنوعة من الصحفيين داخل المركز الإعلامي في المنطقة الزرقاء لاستطلاع انطباعاتهم حول «كوب 28».. 

إنجاز سريع
«يوم الخميس 30 نوفمبر 2023، وفي بداية سريعة للقمة المناخية التي عادة ما تبدأ ببطء، توصلت الدول في النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف يوم الخميس إلى اتفاق بشأن «صندوق الخسائر والأضرار»، في إنجاز غير مسبوق يهدف إلى مساعدة الدول الضعيفة المتضررة من حالات الطوارئ المناخية»، هكذا استهل شيكو هارلان مراسل المناخ بصحيفة «واشنطن بوست»، و«كريستيان شيبرد مراسل الصحيفة في الصين، تقريرهما في «واشنطن بوست». هارلان وشيبرد وصفا الخطوة التي اتخذتها رئاسة «كوب28» في اليوم الأول بأنها جاءت بعد سنوات من الخلاف، وأنها أفضل مثال تحتاج إليه القمة من أجل نافذة ضيقة لإنقاذ الكوكب بعيداً عن مساره الكارثي. التقرير نقل عن معالي الدكتور سلطان الجابر قوله: «إنه لم يسبق أن اعتمدت الدول قراراً في اليوم الأول للمؤتمر». 

ديناميكية اليوم الأول 
أوضح التقرير أنه بعد الاتفاق على يوم الخميس، قدمت بعض الدول تعهدات أولية، بما في ذلك 245 مليون دولار من الاتحاد الأوروبي وأعضائه، 100 مليون دولار، منها من ألمانيا، و100 مليون دولار إضافية من الإمارات العربية المتحدة. وأشار التقرير إلى أن موقف الإمارات يحفز الدول الغنية بالنفط لتحذو حذوها. وكان مبعوث الولايات المتحدة الخاص للمناخ، جون كيري، صرّح بأن بلاده ستعمل مع الكونجرس، وتتعهد بتقديم 17.5 مليون دولار.

فوز مبكر
«حقق مؤتمر (كوب 28) فوزاً مبكراً بمبلغ 260 مليون دولار لأضرار المناخ»، هكذا عنونت جنيفر دلوهي تقريرها في «بلومبيرج»، مشيرة إلى أن ما يقرب من 200 دولة اتفقت على كيفية إدارة صندوق لمساعدة البلدان الضعيفة على التعامل مع الأحوال الجوية الأكثر تطرفاً. ووصفت دلوهي الخطوة بأنها: «انفراجة مع افتتاح مفاوضات المناخ العالمية في دبي». 
مبادرة الميثان
ركزت جنيفر دلوهي في «بلومبيرج» على «الشراكة العالمية للحد من حرق غاز الميثان»، والتي تم إعلانها في «كوب28»، وسيتولى البنك الدولي إدارتها بتخصيص مبلغ مبدئي قدره 255 مليون دولار لمساعدة البلدان النامية وشركات النفط التابعة لها على منع تسرب هذا الغاز القوي المسببة للاحتباس الحراري العالمي. ساهمت ست شركات نفط كبرى بعشرات الملايين من الدولارات في صندوق المنح الذي يهدف إلى مساعدة المنافسين المملوكين للدولة على وقف إطلاق انبعاثات غاز الميثان شديدة الاحتباس الحراري، لكنّ شركتي «شيفرون» و«إكسون موبيل» لم تنضما إليها. حصلت المبادرة على 25 مليون دولار من كل من ست شركات نفط، تبرعت بعض البلدان، حيث قدمت الإمارات العربية المتحدة التي تستضيف «COP28» مبلغ 100 مليون دولار، والولايات المتحدة 2 مليون دولار، ألمانيا 1.5 مليون دولار، والنرويج مليون دولار.

الذكاء الاصطناعي «نجم في القمة»
خصص جيم تانكرلسي تقريره من «إكسبو دبي»، والمنشور في «نيويورك تايمز» راصداً حضور مؤسسات الذكاء الاصطناعي في «كوب28» من خلال شركات كبرى، مثل «مايكروسوفت» و«جوجل»، على أمل أن تلعب التقنيات المتطورة دوراً كبيراً في الحد من تداعيات التغير المناخي، عبر توظيف البيانات الضخمة. 
دبلوماسية المناخ
التقرير يأمل في اختراقات بمجال الذكاء الاصطناعي قادرة على تقليل الانبعاثات في التصنيع، وأيضاً في مراحل إنتاج الغذاء، والمساعدة في تحديد مشاريع الطاقة المتجددة الجديدة وموازنة أحمال الكهرباء أثناء الأحداث المناخية القاسية.
تانكرلسي، رصد طموحات «جوجل» و«مجموعة بوسطن الاستشارية» بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تخفيف ما يصل إلى عُشر إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة بحلول عام 2030. وقد توصلت جامعة كولومبيا لخريطة طريق تفصيلية عن دور الذكاء الاصطناعي في تسريع خفض الانبعاثات عبر مجموعة واسعة من القطاعات.
صفر كربون بالنووي
كو دونغ هوان، أشار في تقرير نشرته «كوريا تايمز» إلى أن كوريا تتعهد بتعزيز الطاقة النووية للوصول إلى صافي صفر كربون، وحسب التقرير، خلال اليوم الثالث من «كوب28» تعهدت كوريا بمشاركة تقنياتها في مجال الطاقة النووية مع العالم للوصول إلى الحياد الكربوني. وخلال حدث أُقيم في دبي والذي اتفقت بموجبه 22 دولة على التحفيز المشترك لاستخدام الطاقة النووية.
التعهد يأتي في إطار مبادرة NetZero النووية للاعتراف بالطاقة النووية كطاقة نظيفة. استقرار الطاقة كان وراء التنمية الصناعية في كوريا، المبادرة تهدف لمضاعفة قدرة الطاقة النووية العالمية ثلاث مرات - مقارنة بعام 2020 - بحلول عام 2050. وحسب التقرير، بدأت كوريا تدشين محطات الطاقة النووية منذ عام 1972، ولديها الآن 36 محطة، واستقرار الطاقة مكنها من التميز والمنافسة في الأسواق العالمية في قطاعات، مثل أشباه الموصلات والبطاريات القابلة لإعادة الشحن وبناء السفن. 

قرارات تاريخية
نسيمة أولبصير، محررة مخضرمة من صحيفة «الوطن» الجزائرية الناطقة بـ«الفرنسية»، تقول: «هذه أول مشاركة لي في مؤتمرات المناخ، وتمكنت من إجراء مجموعة من المقابلات الصحفية. ولمست التنظيم الجديد للمؤتمر، والفرص المتاحة للصحفيين لإجراء حوارات مع المسؤولين والخبراء». ومن حيث المضمون، أكدت أولبصير أن قرارات «كوب28» تاريخية، خاصة قرار تدشين صندوق الخسائر والأضرار، والبحث في آليات التمويل المناخي. والخبراء يأملون دوماً في تطبيق اتفاقية باريس للمناخ.

خطوة للأمام
 من البرازيل، أشارت لاتشيا كلاين من «أم سو بلانتا»، إلى أن العمل الصحفي في مؤتمرات المناخ يتطلب عادة جهداً مكثفاً لمدة أسبوعين، لكن تعلمنا الكثير، وكتبنا الكثير. لقد التقيت بأشخاص مختلفين، وأُتيحت لي الفرصة للقاء أجنحة بلدان عديدة، وحضور جلسات متنوعة، وإجراء مقابلات مع أشخاص من جميع أنحاء العالم للتعرف على وجهات نظر مختلفة حول الموضوعات التي كنت أكتب عنها والتي تشمل المحيط والغذاء والصحة.

حضور «لاتيني قوي»
ماتياس أفراماو، صحفي من الأرجنتين، من جريدة «لاناسيون» يلخص تجربته في تغطية «كوب28»، قائلاً: كنا حقاً سعداء؛ لأننا تمكنا خلال الأيام الثلاثة الأولى  من فعاليات «كوب28» من تفعيل صندوق الخسائر والأضرار؛ لذلك هناك الكثير من الأمور للقيام بذلك. لقد كان أمراً شاقاً للغاية، وعلينا أن نستثمر المزيد. 
وأضاف أفراماو: بالنسبة لأميركا اللاتينية، يعد هذا الصندوق أحد أعظم الإنجازات؛ لأن أميركا اللاتينية أيضاً من أكثر المناطق عرضة للخطر في العالم فيما يتعلق بأزمة المناخ. وأشار أفراماو إلى أن المؤتمر ناقش قضايا أخرى عدة، خاصة ما يتعلق بالوقود الأحفوري، واستنتج الحضور اللاتيني القوي في «كوب 28» خاصة من البرازيل وكولومبيا، وذلك من خلال مناقشة المشاكل المناخية التي تتعرض لها أميركا اللاتينية.

وفي مداخلته مع «الاتحاد»، أشار عثمان عليوي، مساعد رئيس المراسلين بوكالة الأنباء النيجيرية إلى أن «كوب28» سيدخل التاريخ، بحضور هو الأكبر على الإطلاق، وتسهيلات كبيرة للمشاركين، وكان الصوت الأفريقي واضحاً بقوة في الحوار العالمي الخاص بالتغير المناخي.
وقال عثمان عليوي: إنني أشيد بحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لقيامها بتنظيم المؤتمر بكفاءة عالية.
دعم التنمية المستدامة
ويشيد عثمان بتجربته في «كوب 28»، واصفاً إياه بالحدث الملهم الذي يحفز المجتمع الإعلامي على العمل النشط في إنتاج تقارير متخصصة بالتغير المناخي، خاصة ما يتعلق بالقارة الأفريقية، ولدى عثمان قناعة بأن «كوب28» يدفع باتجاه التركيز على التنمية المستدامة، ودعم المبادرات الإيجابية لمد يد العون للمجتمعات المعرضة للخطر.
ويؤكد الصحفي النيجيري أن «كوب 28» يوّحد العالم، كونه جمع الناس من جميع أنحاء الأرض بتصميم على مكافحة تغير المناخ، مع التركيز على الحاجة الملحة للحكومات والمنظمات والمواطنين لاتخاذ إجراءات حاسمة لحماية كوكبنا المشترك.

خطوة مهمة
من كولومبيا، ترى الصحفية دانيلا كوينتيرو في صحيفة «اليسبيكتادور»، أن تفعيل صندوق الخسائر والأضرار خطوة مهمة للدول النامية، وأيضاً لدول أميركا اللاتينية التي تتعرض لمخاطر التغير المناخي، استغرقت أسبوعين في تغطية فعاليات مؤتمر المناخ العالمي. ولدى كوينتينيرو الأمر يحتاج إلى المزيد من الخطوات لتحليل الحصيلة العالمية للعمل المناخي، أو أول تقرير عالمي للعمل المناخي. 

اهتمام بأفريقيا
من جنوب أفريقيا، وصفت الصحفية «مارسيا زالي» تجربتها في «كوب28» قائلة: هذه أول مرة أشارك فيها، المؤتمر كان جيداً من حيث التنظيم، كان هناك حديث متنوع عن أفريقيا، سواء ما يتعلق بالتغير المناخي، وما يتضمنه من قضايا التمويل، والموارد، وإطلاق المشروعات، وهناك خطوات التخفيف من تداعيات التغير المناخي، بالنسبة للأفارقة فإن الأمر يتعلق بتطبيق التعهدات والالتزامات، سواء ما ورد في اتفاقية باريس أو غيرها، ونأمل في أن تمضي الأمور قدماً. أفريقيا لا تسهم في تغير المناخ بقدر ما تتضرر من تداعياته، سواء فيضانات أو موجات جفاف أو أعاصير، وبعض البلدان يصعب عليها التعافي من هذه التداعيات، مثل موزمبيق مثلاً. وحياة كثيرين متعلقة بما يتم اتخاذه في مؤتمرات المناخ من قرارات.

وأوضح ياسر ورداد من بنغلاديش أن مؤتمرات المناخ المنصة الوحيدة التي يمكننا من خلالها التحدث عن تداعيات الاحترار وتحقيق العدالة المناخية، وهو الأمل الأخير للبشرية لإنقاذ العالم. وأوضح ورداد: بنجلاديش من أكثر البلدان عرضة لتداعيات تغير المناخ، وتتعرض بشكل عشوائي لثلاثة أو أربعة أعاصير في العام الآن والتي كانت تحدث مرة كل سنتين أو ثلاث سنوات. لقد شهدنا هذا العام 4 أعاصير. يقول باحثونا إنه ليس طبيعياً. لقد حدث شيء خطير ما فيما يتعلق بالمناخ. لذلك فإن حكومتنا تتفاوض لصالح جميع البلدان الأقل نمواً؛ لأن بنغلاديش ظلت مدافعاً صريحاً طوال العقود الثلاثة الماضية لمناصرة جميع البلدان الأقل نمواً لمنحها العدالة في مجال تغير المناخ.
ويقول ورداد: في «كوب28»، حث وزير البيئة البنغالي العالم المتقدم على إطلاق مبلغ 100 مليار دولار التي سبق أن تعهدوا بتقديمها في وقت سابق. كما تدعم بنغلاديش مفاوضات 50-50، حيث تصر على إجراءات التكيف والتخفيف، على الرغم من أننا أقل ملوث للكربون في العالم، لكن حكومتنا تستهدف تقليل انبعاثات الكربون الحالية بمقدار ثلاث مرات بحلول عام 2030. وتعتقد بنغلاديش اعتقاداً راسخاً أنه إذا لم يكن لدى العالم المتقدم التزام سياسي بتخفيف انبعاثات الكربون، فلن يكونوا قادرين على كبح الاحترار في حدود 1.5 درجة، لذلك في مؤتمرات المناخ، من المفيد أن يعرف المشاركون من جميع أنحاء العالم، وخاصة الذين هم من جنوب آسيا، كيفية التفاوض، وكيفية معرفة المصطلحات والمصطلحات المتعلقة بتغير المناخ، المتعلقة بتمويل المناخ، المتعلقة بالتخفيف، المتعلقة بالتكيف كل شيء.

صوت المتضررين 
من جانبها، أشارت ليليس نجيرو موتيندا، صحفية في مؤسسة «نيشن ميديا جروب» من نيروبي، كينيا، إلى أن تجربتيها في «كوب28» متعددة الأوجه، حيث قامت بتغطية أيام مهمة تم خلالها إطلاق صندوق الخسائر والأضرار. وأضافت: يعد تفعيل صندوق الخسائر والأضرار، بعد أكثر من عقدين من الزمن، قصة جيدة، ومن ناحية أخرى، هناك مجتمعات متنوعة ممثلة في«كوب28» وتعاني بالفعل الآثار السلبية لتغير المناخ، ومن الضروري سماع صوتهم. وأوضحت «موتيندا» أن نقل كل هذا المشهد تجربة رائعة بالنسبة لها، وفرصة رائعة للتواصل والالتقاء بشخصيات من مختلف المجالات. ولديها قناعة بأننا ندخل الأيام الأكثر أهمية في رصد نتائج مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، فإن السؤال الذي يدور في ذهني هو: هل سيفوز كوكب الأرض هذه المرة؟

بارقة أمل
ووصفت الصحفية المصرية هند سعيد «كوب28» بأنه حقق انتصارات غير متوقعة خاصة في أول يوم له، حيث استطاع أن يصبح محط أنظار جميع الدول المشاركة، وكان بارقة أمل لصالح الدول الفقيرة، بعد تفعيل «صندوق الخسائر والأضرار» الذي طال انتظاره. وترى هند الصحفية بوكالة أنباء الشرق الأوسط أن «كوب28» شهد اهتماماً كبيراً بصندوق المناخ الأخضر، (وهو أكبر صندوق دولي في العالم مخصص لدعم الأنشطة المتعلقة بمكافحة تغير المناخ في البلدان النامية)، حيث تم التعهد بتقديم تمويل قيمته 5 مليارات دولار.
وأضافت هند: تتوالى الإشادات الدولية، بما حققه مؤتمر الأطراف، المقام في دولة الإمارات العربية المتحدة، بدءاً من تفعيل صندوق الخسائر والأضرار في اليوم الأول، ووصولاً إلى التعهدات المالية والمبادرات التي تم إطلاقها خلال أعمال المؤتمر الذي وضع يده على عديد من الملفات ذات الأولوية القصوى بالنسبة للعمل المناخي ومستقبل كوكب الأرض. وأشارت إلى أن الإمارات أعلنت عن صندوق للحلول المناخية بقيمة 30 مليار دولار جديد للاستثمار في مشاريع صديقة للمناخ في أنحاء العالم.
إلى جانب إعلان 50 شركة طاقة من جميع أنحاء العالم عن عزمها الوصول إلى صافي صفر انبعاثات بحلول 2050، وصفر انبعاثات الميثان بحلول 2030.

إنقاذ الكاريبي
من جامايكا استنتجت «جميلة ميتلاند»، الصحفية في مؤسسة TVJ الإخبارية أن بلادها جزء من «تحالف الدول الجزرية الصغيرة النامية». وأشارت «ميتلاند» إلى أنه في كثير من الأحيان يُنظر إلى منطقة البحر الكاريبي على أنها لا تلحق بركب العمل المناخي؛ لأنهم لا يملكون الأموال اللازمة لتنفيذ هذا النوع من البرامج التي يرغبون فيها. وأضافت ميتلاند: في جامايكا، لا ينتجون أي نوع من الوقود الأحفوري، ولكنهم يستخدمونه كثيراً، وبينما ترغب الحكومة في التكيف، وتريد إنشاء تمويل للتوعية، فإن هذا يمثل تحدياً. وأضافت: الناس في جامايكا سعداء بصندوق الخسائر والأضرار، نظراً لأن منطقة البحر الكاريبي أصبحت جاهزة للعمل المناخي. وترغب الحكومة في الحصول على منحة، لأن منطقة البحر الكاريبي يُنظر إليها على أنها معرضة لمخاطر عالية، ولكن في الوقت نفسه تنتج منطقة البحر الكاريبي ما يقرب من صافي انبعاثات صفرية من الكربون، ولكننا أكثر من نتأثر بها. لذا فهم سعداء بالمنحة، لكن التمويل يمثل أيضاً تحدياً آخر. وقد شهدنا ضخ الكثير من الأموال في تمويل المناخ والتعهد بها كالتزام. 

أفريقيا.. المستقبل
في «بلومبيرج»، أشار تقرير شارك في إعداده لورا ميلان وديفيد هيربلينج، إلى كلمة الرئيس الكيني ويليام روتو، في «كوب28» الذي أعلن خلالها مبادرة استثمارية شارك في إطلاقها، جمعت 2.6 مليار دولار للطاقة النظيفة  في ثلاثة أشهر فقط، ما يؤكد تغير نظرة المستثمرين تجاه أفريقيا التي أصبحت موطن الفرص وليست قارة تعج بالمشكلات.

خطوة رائعة
وتقول الصحفية الكينية هيلين شاكيندا من مؤسسة «ناشونال ميديا جروب»: إن مؤتمر الأطراف لهذا العام أنجز خطوة رائعة تتعلق بالتعهدات المقدمة لصندوق الخسائر والأضرار، خاصة أنها قادمة من بلد تأثر سلباً بالتغير المناخي أثناء الجفاف.

وأكدت شاكيندا أن هذه الخطوة تعطي الأمل في الحصول على شكل من أشكال التعويض في يوم من الأيام. وقالت «هيلين»: «أتابع من كثب عملية استخلاص التقييم العالمي لما تم إنجازه من عمل مناخي منذ 8 سنوات وإلى الآن، وآمل أن تعطي إشارة واضحة حول ما وصلنا إليه من الأهداف بما يتماشى مع اتفاق باريس». 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©