الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الفضاء قطاع حيوي لمعالجة وتقليص التغيرات المناخية

الفضاء قطاع حيوي لمعالجة وتقليص التغيرات المناخية
31 ديسمبر 2023 01:28

آمنة الكتبي (دبي)
أكد الدكتور محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء بمملكة البحرين، في حوار مع «الاتحاد»، أهمية الأقمار الصناعية ودورها في رصد الأرض، ومساهمة قطاع الفضاء بشكل رئيس في إيجاد حلول للتأثيرات السلبية للتغير المناخي، وتطوير البنية التحتية ومراقبة التغيرات المناخية وحماية الغطاء النباتي والثروة البحرية وحماية المحيطات، وغيرها من الاستخدامات.
وأكد العسيري، أن هناك أقماراً اصطناعية مختصة بالطقس، وتوفر مستشعرات تدرس الغازات الدفيئة والتي تسبب الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى وجود ثاني أكسيد الكربونات والمحتوى الكربوني في النباتات وتأثير عمليات التشجير وعمليات المعالجة البيئية، وغيرها من القضايا البيئية، موضحاً أن الفضاء يُعد أفضل قطاع يوفر بيانات، ويوفر حلولاً للمشاكل البيئية، كما تعد قليلة التكلفة وتغطي مناطق شاسعة من الكرة الأرضية، تسهم في توفير معلومات دقيقة لأصحاب القرار، بما يجعلهم متمكنين من المساهمة بشكل فاعل في حماية البيئة وتقليص التغيرات المناخية.
وقال، إن مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي أعد دراسة ربطت بين مؤشرات الاستدامة والتطبيقات الفضائية، وأثبتت أن متطلبات الاستدامة ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بتقنيات الفضاء، مبيناً أن 40% من هذه المعايير المختصة بالاستدامة لا يمكن أن تحقيقها دون الاستعانة بقطاع الفضاء.

وأضاف أن الأقمار الاصطناعية لها دور مهم في توفير البيانات الآنية، بالإضافة إلى مساهمة تكنولوجيا الفضاء المتنوعة واستخدام التطبيقات الحديثة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الحد من أزمة المناخ، مؤكداً أن قطاع الفضاء يقدم إمكانات هائلة في مجال مراقبة تقلبات الطقس وفهم تأثيرات التغير المناخي الكبير، حيث يعتبر استخدام البيانات والمعلومات التي يمكن الحصول عليها من الفضاء أداة قوية للتصدي للتحديات البيئية والمناخية التي يواجهها العالم.
وأشار إلى أن الفضاء يعد منصة مثالية للمساهمة في مكافحة تحديات التغير المناخي، ويساهم في المساعدة على تنفيذ المشاريع المتعلقة بإنترنت الأشياء من خلال مراقبة انبعاثات الغازات من المصانع، وإعداد بيانات عامة تتعلق بالبيئة والزراعة والمناخ، وهو ما يمكن الدول من توظيف المعلومات بشكل أفضل وتطوير قدراتها في مجال تحليل البيانات الضخمة.
وقال الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، تحرص «الهيئة» على دعم الأبحاث المتقدمة، وتوسيع دائرة الاستفادة من أبحاث علوم الفضاء لخدمة مختلف الجهات، مضيفاً أن «الهيئة»، كممثل لمملكة البحرين في قطاع الفضاء، تحرص على المساهمة في الجهد العالمي لمعالجة القضايا البيئية الحاسمة، وأن «الهيئة» مستمرة في التعاون لتعزيز أهداف المبادرة، وتعزيز الاستخدام المستدام لمواردنا المائية، بما يحقق توجيهات الحكومة.
وأضاف: كما تحرص «الهيئة» على الاستثمار في ابتكار حلول ذكية مناخياً، وهو أمر ذا أهمية لمعالجة أزمة التغيير المناخي، مما يتيح مقاومة عوامل التغير المناخي، وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، وعزل الكربون، وتشجع على تقديم حلول مبتكرة لرفع سقف الطموح، وتسريع وتيرة العمل المناخي، والارتكاز على البحث العلمي والبيانات الموثوقة لصنع القرار.
وقال، إن القمر الاصطناعي العربي 813 سيكون جهداً متميزاً تقوده الإمارات العربية المتحدة، مبيناً أن الحمولة التي سوف تكون على القمر سوف تسهم في توفير بيانات لجميع الدول العربية كافة، مبيناً أن القمر العربي يعد النواة الأولى للتعاون الدول العربي، وسيكون عمره الافتراضي نحو خمسة أعوام، كما سيكون له مدار قطبي بارتفاع 600 كيلومتر، وسيرسل البيانات إلى محطة أرضية في دولة الإمارات، ومحطات استقبال فرعية في بعض الدول العربية، لتستفيد منها مختلف الجهات البيئية والبلديات والمؤسسات المعنية بالقطاع الزراعي والتخطيط العمراني.
وحول القمر الصناعي «فاي-1» - الذي نفذه مركز محمد بن راشد للفضاء ومكتب شؤون الفضاء التابع للأمم المتحدة بالتعاون مع «الهيئة»، ساهم في زيادة نشر الوعي باستخدامات قطاع الفضاء كأحد أهم محركات التنمية الاقتصادية، حيث تعزز هذه المهمة من الابتكار في المنطقة والتعاون الدولي في مجال الفضاء، ما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خصوصاً أنه يوفر المنصة النموذجية لاستضافة التقنيات والابتكارات المتعددة، موضحاً أهمية القمر في بناء قدرات الجهات المشاركة وتطويرها، من خلال العمل على تصميم وبناء واختبار وتشغيل الحمولات، بالإضافة إلى الارتقاء بمهارة كتابة التقارير التقنية المتعلقة بتصميم وبناء واختبار سلامة حمولة القمر الصناعي وتشغيلها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©