الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أبعاد التجربة الشبابية في عوالم الاقتناء

سيارة من طراز قديم
2 يونيو 2021 00:30

نوف الموسى (دبي)

افتتاح معرض الإمارات للهوايات والمقتنيات الخاصة، أمس الأول، إثراء للتجربة الشبابية في عوالم الاقتناء بدولة الإمارات، وذلك بمشاركة 21 مقتنياً من مختلف الأجيال والاهتمامات، طارحاً بذلك التساؤلات حول المجتمعات المحلية للمقتنين أنفسهم، ودورها التفاعلي في بناء الذاكرة الجمعية ببعدها التاريخي، من جهة، والمشاركة المجتمعية للهوايات الشخصية للأفراد من جهة أخرى.

مقتنيات متنوعة
 من خلال الجولة الافتتاحية بحضور محمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، ومشاركة أعضاء إدارة الندوة، تعرف المهتمون في مجالات الاقتناء والجمهور على التباين بين مضامين تلك المقتنيات، والتي تقدم مؤشراً لطبيعة المتغيرات المجتمعية التي مرت على دولة الإمارات، وتعكس ظلالها على «المقتنيات الرياضية»، «المعدات الطبية القديمة»، «المسابيح»، «الأفلام والصور الفوتوغرافية «النيجاتيفات»، «المجلات والمطبوعات»، «أكياس السُكر»، «أكواب القهوة»، «رخص القيادة القديمة»، و«القطعة التذكارية الممغنطة من حول العالم»، «الطوابع والبطاقات البريدية»، «المسكوكات الذهبية والفضية»، «قبعات الشعوب»، إضافة إلى «فواصل الكتب»، «قوارير العطور». 

  • من مقتنيات المعرض (تصوير: حسن الرئيسي)
    من مقتنيات المعرض (تصوير: حسن الرئيسي)

حالة طمأنينة
ما يثري النقاش في الدورة الثالثة للمعرض، هو إقامتها جماهيرياً بعد عودة الحراك الثقافي تدريجياً في دولة الإمارات، حيث تركز سابقاً على اللقاءات الافتراضية، نتيجة الأزمة الصحية المتعلقة «بكوفيد- 19»، حيث أكد بلال البدور، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، أن دولة الإمارات، نجحت في أن تعبر بالمجتمع نحو حالة من الطمأنينة سادت بعد إتاحة كل الإجراءات اللازمة للصحة والسلامة، ويأتي الحدث امتثالاً لتوجهات القيادة الرشيدة للعودة التدريجية، والتي تدفع بالمؤسسات مسؤولية إقامة الفعاليات والبرامج للمساهمة في إثراء التفاعل المجتمعي مجدداً، وأضاف البدور أنه يمكننا أن نلاحظ التنوع اللافت للمشاركين، وبالأخص الشباب والعنصر النسائي، والمقتنيات الحديثة، يثريها حضور المقتنيات القديمة التي يحتفي بها الجيل السابق، لافتاً إلى أنه فيما يتعلق بمشاركة الشباب، فإن بعض المقتنين يشاركون لأول مرة، لإعطائهم دافعاً للاستمرار، وتقدير قيمة هواياتهم الشخصية، ومشاركتها مجتمعياً. 

قصائد إيطالية
القصائد الإيطالية على أكياس السُكر، ضمن مقتنيات وفاء المحيسن، المشاركة في معرض، شكلت أولى النقاشات حول اهتمامها بهذه الهواية اللافتة، مبينة أنها اعتمدت تجميع أكياس السكر كهواية في عام 2005، بعد أن لاحظت جماليات تلك الأكياس، فبالإضافة إلى القصائد هناك أكياس تضمنت بيان لأنواع القهوة البرازيلية، يلاحظها الزائر مكتوبة على الأكياس، إلى جانب الرسومات والتصاميم المختلفة لشركات الطيران من مثل «الإمارات» و«العربية»، وقالت وفاء: «يمكن أن نعتبرها أرخص هواية في العالم، كون أكياس السكر مجانية»، ولفتت وفاء كيف أن هناك مجتمعات متفردة للمقتنين، يقومون فيها بالتبادل بين مختلف المقتنيات. 

تجميع الميداليات
«لم أكن أعرف أنه بالإمكان أن أشارك المجتمع، بهواية اقتنائي للقطعة التذكارية الممغنطة، أتذكر أول معرض مصغر لي كان في المدرسة، بعمر 11 سنة، في الحقيقة، أنه أمر جميل، أن يتفاعل معك الآخرون ويهتمون بما تقوم بتجميعه»، هكذا تقول غاية آل صالح، التي تشارك في المعرض، ومعها أخيها مايد آل صالح، من قدم هوايته في تجميع الميداليات، ويذكران في حديثهما كيف أن القصة بدأت مع جدهم الذي اهتم بتجميع الملاعق، ووالدتهما في اقتنائها للأقلام، هناك ما يقارب الـ 40 دولة تعرفت «غاية» على ثقافاتها من خلال تلك القطعة الممغنطة.

ذاكرة رياضية
يحتفظ المقتني محمد المهيري، بذاكرة رياضية لافتة، لأهم وأبرز البطولات الرياضية على مستوى الإمارات والخليج والعالم، من خلال تأسيسه لمتحف رياضي خاص، استثمر علاقته المتميزة مع اللاعبين والقائمين على الفعاليات الرياضية، في إثراء محتويات المتحف، مبيناً كيف أنه في البداية لم يدرك أهمية هوايته، إلا أن أصر عليه الأصدقاء، بأن يلقي الضوء على هذه الكنوز، التي تعتبر جزءاً من التاريخ الرياضي لدولة الإمارات. 
المقتني علي الشريف، يمتلك مشروعاً ثقافياً في المجال، وتحديداً في مجال «النيجاتيفات»، حيث يتسنى للزائر التعرف على شركة أجنبية وأميركية تخصصت في أن تبعث مصورين يوثقون الوطن العربي في الفترة ما بين 1870 إلى 1900، واعتبر علي الشريف أن طبيعة المشاركات في المعرض، دلالة على الزخم والاهتمام الذي يبديه المقتنون من مختلف الأجيال والأعمار في مجتمعنا المحلي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©