الثلاثاء 14 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

محميات أبوظبي.. استكشاف للطبيعة

متنزه القرم البحري الوطني استمتاع واستكشاف بيئي (أرشيفية)
12 فبراير 2021 00:24

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

بذلت دولة الإمارات جهوداً حثيثة لتحقيق التوازن البيئي، من خلال الاهتمام بالمحميات الطبيعية، إذ تستحوذ جميع محميات في الإمارات على اهتمام الدولة، بل ويتصدر الاعتناء بالحياة الفطرية والبحرية قائمة أولوياتها، من هذه المحميات في أبوظبي محمية الوثبة للأراضي الرطبة، متنزه القرم البحري الوطني، متنزه جبل حفيت الوطني، محمية قصر السراب.
وتندرج زيارة هذه المحميات ضمن السياحة البيئية التي تعتمد على السفر بين المواقع الطبيعية التي تزخر بالتنوع الحيوي من النباتات والحيوانات والبحار والأنهار، وغيرها من الموارد الطبيعية، مع التحلي بروح المسؤولية في الحفاظ على البيئة، وعدم الإضرار أو المساس بها، بهدف الاستمتاع والاكتشاف والمغامرة.

  • محميات أبوظبي تركز على حماية الطيور
    محميات أبوظبي تركز على حماية الطيور

وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي بالإنابة، قطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بهيئة البيئة، أبوظبي إن محمية الوثبة للأراضي الرطبة تعتبر واحدة من أولى المحميات الطبيعية في الدولة وأول محمية طبيعية في إمارة أبوظبي، حيث تم الإعلان عنها كمحمية طبيعية في عام 1998، وذلك تنفيذاً لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، لكونها موئلاً مناسباً للطيور المهاجرة، ومنطقة لتكاثر طائر الفنتير (الفلامنجو الكبير)، وتبقى محمية الوثبة للأراضي الرطبة واحدة من 19 محمية ضمن شبكة زايد للمحميات الطبيعية، وتعتبر ملاذاً لأكثر من 260 نوعاً من الطيور المهاجرة، وبشكل خاص طائر الفلامنجو الكبير، وموطناً للعديد من الأنواع البرية الأخرى، حيث تم رصد حوالي 230 نوعًا من اللافقاريات، و11 نوعاً من الثدييات الصغيرة، و10 أنواع من الزواحف، وأكثر من 35 نوعاً من النباتات، المحمية هي الموقع الوحيد في منطقة الخليج العربي التي يتكاثر فيها طائر الفلامنجو بشكل منتظم منذ عام 2011 إلى يومنا هذا، وقام علماء وخبراء هيئة البيئة برصد 3 حشرات جديدة من اللافقاريات في المحمية تسجل للمرة الأولى للعلم، منها الدبور صائد العناكب ونوع من فصيلة دبور الوقواق، ومنذ عام 2005، تقوم الهيئة بتتبع الأنواع المهمة من الطيور المهاجرة عبر الأقمار الصناعية باستخدام أجهزة تعقب جي إس إم. ويهدف برنامج التتبع إلى مساعدة الهيئة على دراسة مسارات الهجرة، ومحطات الاستراحة والتزود بالغذاء التي تستخدمها الطيور. 
وقم تم تتبع بعض هذه الأنواع لأول مرة في العالم ساعدت المعلومات التي تم جمعها الهيئة بالتعرف على مسارات الطيور ودراسة سلوكياتها، وما تفضله من موائل، والتي كان لها أثر كبير في وضع الخطط المناسبة للحفاظ عليها.

دخول مجاني
وعن الأنواع والكائنات التي يمكن للزوار مشاهدتها في المحمية قال الهاشمي: يمكنهم أن يتوقعوا مشاهدة عدد من الأنواع الموجودة في المحمية مثل طائر الفلامنجو الكبير، العقاب المرقط الكبير، الثعلب الأحمر، الضب، الورل، الأرنب البري، اليعسوب البنفسجي ومجموعة كبيرة من النباتات المحلية، وغيرها من الأنواع البرية الهامة الأخرى، في حين يستطيع زوار المحمية الاستمتاع بالحياة الفطرية ومشاهدة الطيور، وممارسة هواية التصوير، والتنزه للتعرف على الأنواع المهمة التي تأويها المحمية، ومن خلال مسارات المشي المحددة داخل المحمية يمكن للزوار التعرف عن قرب على السمات البيئية والموائل الطبيعية في المحمية، وأنواع الحيوانات والنباتات التي تؤويها المحمية، ومشاهدة طيور الفلامنجو عن قرب، وتضم المحمية مركزا للزوار، ومسارات محددة للمشي (1.5 كيلومتر أو 3 كيلومترات)، إضافة إلى منصة لمراقبة الطيور، كما يمكن للزوار الاستمتاع بالهواء الطلق وممارسة المشي للتعرف على الأنواع المهمة التي تؤويها المحمية، وتفتح أبوابها مجاناً.

القرم البحري
وعن متنزه القرم البحري الوطني أشار إلى أنه يعتبر موطناً لحوالي 4 ملايين شجرة من أشجار القرم، تغطي مساحة تبلغ 10 كلم مربع، أي ما يعادل 4.5% من إجمالي مساحة القرم في الإمارة، والتي تبلغ 155 كلم مربع، وتكمن أهمية أشجار القرم في حماية الشريط الساحلي من التآكل بفعل أمواج المحيط والتيارات المائية، كما أنها تشكل موئلاً ثرياً للعديد من الكائنات، بالإضافة إلى دعمها للطيور المقيمة والمهاجرة، وأنواع الأسماك والكائنات البحرية الأخرى، مثل المحار والإسفنج، والقشريات من الروبيان والقبقوب وغيرها، موضحا أن المتنزه يقع في قلب مدينة أبوظبي، ما يسهل وصول الزائرين والمهتمين بالبيئة إليه.
وأضاف: حازت بيئة القرم اهتمام العلماء حديثاً، لما لها من دور حيوي في امتصاص غازات الدفيئة، المسبب الرئيسي لزيادة درجات حرارة الغلاف الهوائي، مما يعمل على التغير المناخي، حيث تقوم أوراق أشجار القرم باستمرار بتخزين واحتجاز غاز ثاني أكسيد الكربون بمعدلات أسرع من الغابات الاستوائية، فيما يسمى بالكربون الأزرق، وتشير النتائج الأولوية للمشروع الإرشادي للكربون الأزرق في إمارة أبوظبي، الذي تم إجراؤه عام 2013، إلى أن أنظمة الكربون الأزرق في أبوظبي تخزن حوالي 41 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، يتمثل الموئلان الرئيسان في متنزه القرم البحري الوطني في أشجار القرم والمستنقعات الملحية بالإضافة إلى بيئة المياه الضحلة وما حولها من مناطق المد والجزر، والتربة الطينية المهمة لأنواع الطيور الخواضة والقشريات والمحاريات العديدة، وهي تشكل جميعاً النظم البيئية الفريدة والمتوازنة للموقع.

تعلم بيئي
ولفت الهاشمي إلى أن هذه المحميات والمتنزهات لها أهداف بيئية وتعليمية، حيث يستطيع زوار متنزه القرم البحري الوطني مشاهدة وتعلم المزيد حول كل أنواع الطيور والثدييات والأسماك واللافقاريات، التي تعيش في غابات القرم، كما أن أشجار القرم، في حد ذاتها، من الأنواع الفريدة المتميزة جداً، كما يستمتع الزوار مراقبة الطيور، وممارسة الأنشطة، مثل التجديف بقوارب الكياك، وقوارب الوقوف، والدونات، بالإضافة إلى الأنشطة الترفيهية، والتعليمية، والجولات الممتعة من شروق الشمس إلى غروبها، حيث يعتبر ركوب قوارب التجديف وسيلة رائعة لتعليم الصغار حول التنوع البيولوجي من حولنا. 

النخيل القزم 
ويعتبر جبل حفيت أعلى قمة في أبوظبي وثاني أعلى قمة في دولة الإمارات، حيث يبلغ ارتفاعه 1.240 متراً، وهو موطن لمجموعة من أكثر النباتات والحيوانات البرية أهمية في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم، وهنا أيضاً تم اكتشاف 500 مدفن قديم يعود تاريخها إلى 5.000 عام في سفوح جبل حفيت، مما يمثل بداية العصر البرونزي في دولة الإمارات العربية المتحدة، لن يستمتع الزوار فقط بالمناظر الخلابة على التضاريس الجبلية والشقوق الصخرية والطرق المتعرجة، ولكن يمكنهم أيضاً رؤية أعداد وفيرة وأنواع متفردة من النباتات والحيوانات البرية، جبل حفيت هو المكان الوحيد في الإمارة الذي يوجد فيه النخيل القزم، كما شوهد حيوان الوشق مؤخراً في متنزه جبل حفيت لأول مرة منذ 35 عاماً، ويعتبر المتنزه الوطني موئلا رئيساً أيضاً لكل من الثعلب الجبلي (الثعلب الأفغاني)، وحيوان النيص والطهر العربي والتجمع الوحيد في الدولة للنسور المصرية المهددة عالمياً، كما يمكن للأطفال الاستمتاع بالمناظر الطبيعية المذهلة ويمكن للأطفال الاستمتاع بمشاهدة الحيوانات البرية واستكشاف العديد من الأنواع.

رحلة إلى البرية
تجاور منطقة قصر السراب المحمية فندق قصر السراب في منطقة الظفرة، وتبلغ مساحتها 535 كيلومتراً مربعاً، وتتميز بالكثبان الرملية العملاقة والنسق الطبيعي الفريد، وتعد موطناً لمجموعة من الأنواع النباتية والحيوانية البرية المهمة.
وتضم هذه المنطقة أكثر من 30 نوعاً من الطيور، و13 نوعاً من الزواحف، مثل الأبراص والثعابين، والزواحف، و10 أنواع من الثدييات، بما في ذلك المها العربي الذي أعادته أبوظبي من حافة الانقراض، وتم إعادة توطينه بنجاح في البرية، وسيتم تعزيز برنامج إعادة توطين هذا النوع بالقرب من فندق ومنتجع قصر السراب الذي انطلق في عام 2017 لزيادة أعداد المها العربي في المحمية، حتى ستتاح الفرصة للزوار لمشاهدة المها في موطنه الأصلي.
ويمكن للزائر أيضاً الاستمتاع بمشاهدة النسق الطبيعي الخلاب والأنواع الحيوانية البرية، مثل الغزلان والأرنب الصحراوي، والعديد من أنواع الزواحف والنباتات والطيور، حيث سيستمتع الأطفال في معرفة المزيد عن الحياة الفطرية في المنطقة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©