نانسي بيلوسي.. سيدة السياسة الأميركية

أحمد مراد (القاهرة)

تُعد نانسي بيلوسي، البالغة من العمر 82 عاماً، واحدة من أقوى وأهم القيادات النسائية في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية؛ كونها أول امرأة تترأس مجلس النواب الأميركي.
وقبل أن تفوز بيلوسي في يناير من عام 2021 بولاية رابعة في رئاسة مجلس النواب الأميركي، قطعت مشواراً طويلاً في مجال العمل السياسي بدأته منذ عام 1976، وعلى مدى ما يقارب الـ 50 عاماً حققت العديد من الإنجازات، حيث كانت أول امرأة تقود حزباً في مجلس النواب الأميركي، والمرأة الأرفع منصباً عن طريق الانتخاب في تاريخ الولايات المتحدة.. 
فمن هي نانسي بيلوسي؟.. وكيف بدأت؟.. وما صلاحياتها وسلطتها؟

ابنة العمدة
في السادس والعشرين من مارس عام 1940، ولدت نانسي بيلوسي في مدينة بالتيمور الساحلية بولاية ميريلاند، ونشأت في عائلة أميركية سياسية من أصول إيطالية، وكان والدها منتمياً للحزب الديمقراطي، وعضواً في الكونغرس عن ميريلاند، وتولى رئاسة بلدية بالتيمور لمدة 12 عاماً، وكان يُعد أول عمدة إيطالي أميركي يحكم المدينة.

7 أشقاء
تربت بيلوسي في عائلة كبيرة تضم أبا وأما و7 أبناء، وكانت هي الفتاة الوحيدة، والابنة الأصغر سناً.
وفي طفولتها، كانت نانسي بيلوسي تساعد والدها في حملاته الانتخابية، وكانت في سن الثانية عشرة من عمرها حينما حضرت أول مؤتمر وطني للحزب الديمقراطي، وفي وقت لاحق شغل شقيقها منصب رئيس بلدية بالتيمور، وبالتحديد خلال الفترة من 1967 إلى 1971. أما والدتها، المولودة في كامبوباسو جنوب إيطاليا، فكانت ناشطة سياسية أيضاً.

مدرسة بنات
درست نانسي بيلوسي في مدرسة ثانوية كاثوليكية للبنات في مدينة بالتيمور، وفي عام 1962 تخرجت من كلية ترينيتي في واشنطن، وحصلت على درجة بكالوريوس الآداب في العلوم السياسية، وبعد التخرج تدربت على أيدي السيناتور دانيال بروستر، وهو عضو في الحزب الديمقراطي من ميريلاند، إلى جانب أنها تدربت على أيدي زعيم أغلبية مجلس النواب ستيني هوير.

أخبار ذات صلة

دعوات مصرية - أميركية لإبداء المرونة في محادثات هدنة غزة

مصر وواشنطن تحذران من مخاطر العمليات العسكرية في رفح

ربة منزل
في سنوات شبابها الأولى، وخلال وجودها في واشنطن، تعرفت نانسي بيلوسي على رجل الأعمال والخبير المالي، بول بيلوسي، وتزوجا سريعاً، وانتقلا إلى مانهاتن، وبعد فترة انتقلا إلى سان فرانسيسكو، وفي غضون ست سنوات أنجبت 5 أطفال - أربع بنات وولد - وخلال هذه الفترة كانت نانسي ربة منزل، وأعطت الأولوية لأسرتها وتربية أطفالها.

مشوار سياسي
بعد عدة سنوات من الزواج، بدأت نانسي بيلوسي مشوارها السياسي، حيث تطوعت في الحزب الديمقراطي، وفي عام 1976 ساعدت حاكم كاليفورنيا، جيري براون، في الفوز بالانتخابات التمهيدية خلال ترشحه لمنصب الرئيس، وذلك بالاعتماد على علاقاتها العائلية القديمة، وفي العام  نفسه شغلت منصب ممثل كاليفورنيا في اللجنة الوطنية الديمقراطية، وفي عام 1983 شغلت منصب رئيس الحزب الديمقراطي في ولاية كاليفورنيا، وفي عام 1988 فازت بمقعد في الكونغرس.
وفي عام 2001، شغلت منصب مُراقب نظام حزب الأقلية في مجلس النواب الذي يعد ويسجل أصوات نواب الحزب، ويأتي في المركز الثاني في قيادته داخل المجلس، وفي العام التالي صارت زعيمة الأقلية المعارضة داخل مجلس النواب. وفي عام 2006، نجح الحزب الديمقراطي في السيطرة على مجلس النواب، وحينها انتخبت بيلوسي من جانب حزبها رئيسة لمجلس النواب، لتصبح أول سيدة تتولى هذا المنصب في تاريخ الولايات المتحدة، وفي السنوات اللاحقة تكرر فوزها برئاسة مجلس النواب ثلاث مرات أخرى.

صلاحيات وسلطات
يعد منصب رئيس مجلس النواب الذي تشغله نانسي بيلوسي واحداً من أرفع المناصب السياسية المنصوص عليها في الدستور الأميركي، وتحتل بيلوسي، بحكم كونها رئيساً لمجلس النواب، المرتبة الثانية في خط الخلافة الرئاسية مباشرة بعد نائب الرئيس.
وتُعد نانسي بيلوسي الرئيس رقم 52 لمجلس النواب الأميركي، ويتمتع حزب الأغلبية في مجلس النواب فعلياً بسيطرة غير مقيدة على العملية التشريعية، ويحدد رئيس المجلس ونوابه ورؤساء اللجان مشروعات القوانين التي تتم دراستها والتصويت عليها. كما يقررون جدول الأعمال والقواعد الحاكمة للنقاش.
وفي حال استطاع رئيس مجلس النواب الاحتفاظ بأغلبيته بصورة متواصلة، يمكن للعملية التشريعية داخل المجلس أن تسير بسلاسة.

ما هو الكونغرس؟
يُعد الكونغرس المؤسسة التشريعية في الولايات المتحدة الأميركية، ويتكون من مجلسين، هما: مجلس الشيوخ، ومجلس النواب.
ويتكون مجلس النواب من 435 عضواً، ويمتلك سلطة عزل الرئيس والمسؤولين الفيدراليين، وانتخاب رئيس في حالة ظهور نتائج غير حاسمة من المجمع الانتخابي، وكذلك سن مشاريع قوانين الموازنة. 
وتستمر العضوية في مجلس النواب لمدة عامين، وتُطرح جميع المقاعد للتصويت كل عامين، وتجري مع انتخابات الرئاسة، وبعدها بعامين، وتعرف بالانتخابات النصفية.
أما مجلس الشيوخ، فيبلغ عدد أعضائه 100 عضو، ومدة العضوية فيه ست سنوات، ويجري التنافس على ثلث مقاعده كل عامين، وفي حين يشترك المجلسان (النواب والشيوخ) في سلطة إعلان الحرب، فإن مجلس الشيوخ يمتلك الحق في تعديل أي تشريع يسنه مجلس النواب.
ومجلس الشيوخ هو صاحب السلطة الحصرية في قبول أو رفض مرشحي الرئيس لشغل المناصب التنفيذية والقضائية، وتقديم أو حجب مشورته، والموافقة على المعاهدات التي يتم التفاوض عليها من قبل السلطة التنفيذية، وكذلك يملك كلمة الفصل في تبرئة أو إدانة الرئيس عند محاولة مجلس النواب عزله كما جرى عندما حاول الديمقراطيون عزل الرئيس ترامب.