الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«سوق الشناصية».. نافذة الشارقة

جانب من السوق (تصوير: إحسان ناجي)
5 ابريل 2023 01:45

خولة علي (دبي)

 سوق الشناصية المستلقي على كورنيش الشارقة، حيث هدوء البحر وحركة السفن المحملة بالبضائع التي لا تتوقف، يعود بنا إلى عبق الماضي وأصالته، وينسج مرحلة مهمة من تاريخ تطور التجارة في المنطقة منذ خمسينيات القرن الماضي، حيث كانت البضائع تتدفق إلى السوق، وما يتبعها من عمليات بيع وشراء. اشتهر السوق ببيع الدعون والحصير والجندل، وكان المورد الرئيس لمواد البناء لأهالي المنطقة قديماً، وها هو الآن يجدد ثوبه بعدما تم تشييده والتنقيب عن أساساته التي بقيت متشبثة بالأرض لسنوات طويلة، لتجد فرصتها في الظهور، كسوق شعبي تراثي ينضم إلى الأسواق القديمة في الشارقة. 
تحدثت فاطمة الشويهي، رئيس القسم التثقيفي في سوق الشناصية، عن أهمية الأسواق قديماً، والتي كانت تشكل مرحلة مهمة في تطور الحياة الاقتصادية بالمنطقة، وتعتبر نافذة حية للتبادل التجاري والثقافي، ومنها سوق الشناصية الذي يقع في قلب الشارقة القديمة، ويرجع تاريخه إلى فترة الخمسينيات من القرن الماضي، حيث كان يربط السوق المسقوف في منطقة المريجة بسوق الشيخ صقر بن محمد القاسمي في منطقة الشويهين.

حفر وتنقيب
وأضافت: تم اعتماد مشروع إعادة بناء السوق على الأساسات التي اكتُشفت بعد أعمال الحفر والتنقيب، والتي غطت مساحة 2500 متر مربع. وجرت عمليات البحث بالتنسيق مع الهيئات الرسمية والمعنية بالشارقة. وأُطلق عليه سوق الشناصية، كما كان يسمّى في السابق نسبة إلى شناص في بر فارس، وكان يُعتبر حينها من أكثر الأسواق حيوية في المنطقة، إلى جانب مجموعة من الأسواق الصغيرة الأقل شهرة والمخصصة لبيع الخضراوات والفاكهة والسمك واللحوم والتمر.

مواد البناء 
وذكرت الشويهي أن تجار سوق الشناصية كانوا من الموردين الرئيسيين لمواد البناء من الجندل والدعن لأهالي المنطقة قديماً، ومن هنا تكمن الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لهذا السوق، والذي تخصص بكل ما يتعلق بمواد البناء، ما جعله مقصداً للكثير من المعماريين والحرفيين. ووجوده سهّل توفير حاجة الأهالي لبناء منازل جديدة أو إعادة ترميم مساكنهم، بخلاف الأسواق الأخرى في الشارقة التي كانت تعرض بضائع متنوعة. 

تنوع المعروضات 
وأوضحت الشويهي أن «شروق»، الجهة المشرفة على إعادة سوق الشناصية للحياة، منحت أصحاب مشاريع المحال الصغيرة والمتوسطة فرصة الخروج إلى النور بمزيد من التسهيلات، والدعم اللازم، لتقدم منتجات رائجة بين المتسوقين من المقيمين والزوار. وتتنوع المعروضات بين التحف والمقتنيات والملابس والعطور والبهارات وسواها، كما يضم السوق عدداً من المقاهي والمطاعم التي تقدم مأكولات شعبية تعيد الزوار إلى زمن الماضي الجميل، وتاريخ السوق العريق، حيث تُروى نتائج عمليات التنقيب التي نجحت في استخراج قطع من البورسلان، واستكشاف 400 مسكوكة حول أساسيات «الشناصية».

منارة حضارية 
أوردت فاطمة الشويهي أن إعادة بناء السوق تمت وفقاً لنمط الأسواق القديمة، من محال متراصة ومتقابلة، يخترقها ممر تعلوه مظلة من الجندل تحملها أعمدة خشبية. وتزدان دكاكينه بأبواب تلعب دوراً أساسياً في تكوين عناصر الأسواق التقليدية، لتكون منارة حضارية تعرّف بأهم العناصر التراثية الغنية بالزخارف النباتية والهندسية التي برع فيها الحرفيون منذ القِدم، فيما تتوزع إضاءات الفنر في الأرجاء وسط منظر يعيد ذكريات الماضي بكل تفاصيله.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©