الإثنين 13 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الذكاء الاصطناعي».. إبداع أم قرصنة؟

«الذكاء الاصطناعي».. إبداع أم قرصنة؟
12 يونيو 2023 01:27

علي عبد الرحمن (القاهرة)

 اقتحم الذكاء الاصطناعي مجالات الحياة كافة، ومنها عالم الفن، حيث أثار مؤخراً الملحن المصري عمرو مصطفى حالة من الجدل في الوسط الغنائي بعد إعلانه طرح أغنية من كلماته وألحانه بصوت أم كلثوم، عن طريق هذه التقنية، مما أثار العديد من التساؤلات والمخاوف أيضاً من «عبث» الذكاء الاصطناعي في المجال الموسيقي، وهل استنساخ الأصوات البشرية طمس للتراث الفني؟ تساؤلات تستعرض «الاتحاد» الآراء حولها في السطور التالية..

أوضح الموسيقار المصري عمر خيرت، أنه ليس ضد الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في صناعة الموسيقى لأنها تفتح آفاقاً جديدة للمؤلف على مستوى الابتكار في الأصوات أو توزيعها، ولكن تظل المعضلة الكبرى في كيفية التعامل مع تلك التقنية، لأن التأليف الموسيقي انعكاس لحالة فنية خاصة من المبدع، وبالتالي لا تستطيع تحقيقه في صناعة الموسيقى بشكل كبير، مهما بلغت جودتها ودقتها، لأنها مبرمجة مسبقاً وبشرياً أيضاً.
فرق شاسع
ومن جانبه، قال الخبير التقني محمد علي، إن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في الموسيقى أمر متعارف عليه منذ زمن، وهناك العديد من التجارب، وحتى إن تمت محاربتها بسبب حقوق الملكية الفكرية، لكن على القائمين على صناعة المنتج الموسيقي اتباع القواعد الأخلاقية والقانونية لحماية فن المبدعين الراحلين، وعدم تشويه إبداعهم الفني من أجل الكسب المادي.
وأوضح الخبير التقني أن هناك فرقاً شاسعاً بين استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنية «الهولوغرام»، فالأول استحضار صوت بشري واستخدامه في عمل موسيقي بكلمات وألحان جديدة، أو وضعها على أعمال حققت نجاحات لإحداث مقارنات فنية بينها، أما «الهولوغرام» فتعتمد على استخدام شكل وهيئة المطرب على المسرح دون تغيير في أغانيه على مستوى الكلمة أو اللحن.
ضمان الحقوق
وأما عن الجانب القانوني حول استنساخ صوت بشري بالذكاء الاصطناعي، فأوضح الخبير القانوني محمد إبراهيم، أن حقوق الملكية الفكرية اعتمدتها العديد من دول العالم وتحديداً في اتفاقية «برن» 1886، حول حماية المصنفات وحقوق مؤلفيها، وتتيح للمبدعين، مثل المؤلفين والموسيقيين والشعراء والرسامين وما إلى ذلك، سبل التحكم في استخدام مصنفاتهم ومن يستخدمها.
وأضاف إبراهيم أن الحالة الجدلية في الأوساط الفنية حول حماية الملكية الفكرية في القانون الدولي والمحلي كفلا الحقوق الأدبية والمادية، أما العمل الإبداعي الجديد المعتمد كلياً على تقنية الذكاء الاصطناعي سيطرح العديد من التساؤلات حول آليات حقوق ملكيته الفكرية، وهل ستكون لمنتج صاحب العمل أم منفذه أم المنصة التي تم العرض عليها، لذلك على الحكومات سرعة تغيير بعض المواد لمواكبة الذي يشهده المجال الموسيقي في اعتماد الذكاء الاصطناعي، وفقاً للقواعد الأخلاقية والقانونية لحماية المنصف الفني

تشويه للإبداع
حول استنساخ أو استخدام أصوات رموز الغناء العربي الخالدين بأعمال وكلمات وألحان جديدة، أوضح الملحن محمد رحيم أنه تشويه لصوت الفنان الأصلي، وبمثابة قرصنة لإبداعه المتمثل في صوته، ودون موافقته على أداء العمل، خاصة أنه رحل عن دنيانا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©