الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«المؤثرون» الجدد يهددون عرش نقاد السينما.. ونجومها

«المؤثرون» الجدد يهددون عرش نقاد السينما.. ونجومها
19 أغسطس 2023 01:13

بوسطن (الاتحاد)

كنجوم السينما، حظي النقاد بوهج خاص ومكانة مميزة في الصحافة التقليدية لسنوات طويلة. كانت مقالاتهم في الصحف والمجلات مهمة للغاية لصناع السينما ونجوم الأفلام ولجمهورها. كانوا بمثابة قناة عميقة للاتصال بين أهل الفن السابع وبين الجمهور. وكانت مكاتبهم في الصحف لها بريق خاص على الدوام .. اعتبرها أهل المهنة من الطرفين، بمثابة مقهى من نوع خاص يلتقي فيه نجوم السينما والأسماء اللامعة في الصحافة، حتى إن المرء ليحتار بشأن مصدر البريق .. من الفنانين المشهورين أم الكتاب الصحفيين؟!.. خاصة وأن بعض النقاد كانوا أساساً فنانين سابقين أو لاحقين. الآن تغير الوضع الكثير.. لم يعد لهؤلاء الصحفيين - الكتاب نفس الحظوة. ظهر لهم منافسون أشداء أصغر سناً.. ليسوا بمثل ثقافتهم وخبراتهم وحسهم الفني وبراعتهم في التحليل والنقد.. لكنهم أكثر منهم كفاءة وجاذبية في تقديم رسالتهم.. والفضل لمنصات التواصل الاجتماعي، خاصة «تيك توك».
تتوسع استخدامات المنصة الشهيرة يوماً وراء الآخر لتستقطب الملايين عبر العالم. أطلق التطبيق العنان للكثيرين من أجل تقديم محتوى مختلف ومتميز بأفكار جديدة تلبي احتياجات المستخدمين المختلفة والمتباينة.
صار «تيك توك» الآن منصة لنوع جديد من نقاد الأفلام.. ليسوا بالطبع نقاداً محترفين بالمعنى الكلاسيكي.. بل هم أساساً هواة يحبون الأفلام وفي الوقت نفسه بارعون جداً في التواصل مع الجمهور. إنهم «مؤثرون»، لكن بطريقة مختلفة يحبها جمهور كبير يريد أن يعرف أفضل الأفلام وأكثرها جودةً، بسرعة وسهولة ويسر من دون تعقيدات.
الشابة مادي كوخ واحدة من هؤلاء المؤثرين - النقاد الجدد التي تحظى بمتابعة جمهور يبلغ نحو ثلاثة ملايين شخص على «تيك توك».
تقول صحيفة واشنطن بوست إن إحدى المراجعات النقدية التي قدمتها كوخ لفيلم اسمه «ماذا حدث يوم الاثنين؟» حققت أكثر من 24 مليون مشاهدة.
بعض المراجعات التي تقدمها كوخ، وهي طالبة في السنة النهائية بجامعة فرجينيا للتكنولوجيا، بمقابل مادي تدفعه لها شركات الإنتاج السينمائي.. لكنها تحب ما تقدمه حتى ولو كان من دون مقابل.
تقول كوخ إنها تصنع مقاطع الفيديو الخاصة بها لتجنب الناس «مشقة الجدال حول العثور على فيلم» يستحق المشاهدة.
وهي تعتبر نفسها «فتاة عشوائية» تحب الأفلام، أو «منشئ محتوى»، وبالطبع «مؤثرة»، لكنها لا ترى نفسها أبداً ناقدة.
 وكوخ البالغة من العمر 22 عاماً ليست الوحيدة في هذا المجال. فهناك كثيرون مثلها يقدمون عبر تيك توك مراجعات وتحليلات للأفلام.. حباً في السينما وتيك توك أو في إطار حملات دعاية بمقابل مادي. فبعضهم يحظى برعاية خاصة من استوديوهات هوليوود. وللأسف الشديد يؤثر ذلك على عمل النقاد السينمائيين في الصحف ومختلف وسائل الإعلام، التي بدأت تستغنى عن خدمات كثير منهم تحت ضغط الظروف الاقتصادية وبسبب الانتشار الكبير لمثل هذه الخدمات عبر منصات السوشيال ميديا. ويبدي أصحاب المحتوى السينمائي هؤلاء حرصاً بالغاً على تمييز خدماتهم عما يقدمه النقاد السينمائيون المحترفون. فهم يعتبرون إصدار الأحكام والتقييمات.. موضة قديمة ومرفوضة، حسبما تقول «واشنطن بوست».
يقول كاميرون كوزاك (21 عاماً)، الذي يطلق على نفسه اسم «مراجع أفلام» ولديه 1.5 مليون متابع: «عندما تقرأ مراجعة أحد النقاد، يبدو الأمر وكأن الكمبيوتر كتبها». «ولكن عندما يكون لديك شخص ما على TikTok تتابعه كل يوم وتعرف صوته وما يعجبه، فهنا يبدو التواصل شخصياً للغاية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©