الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

حفل «عيد الاتحاد 52».. رسالة من الإمارات للعالم

جانب من فقرات الحفل (وام)
5 ديسمبر 2023 01:15

سامي عبد الرؤوف (دبي) 
أقيم حفل عيد الاتحاد الـ 52 لدولة الإمارات العربية المتحدة، مساء يوم السبت الماضي في مدينة إكسبو بدبي، بالتزامن مع فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ «كوب 28». 
وبدا الحفل بالسلام الوطني وتضمن 6 فقرات رئيسة شارك فيها 7000 شخص من دولة الإمارات والعديد من الجنسيات الأخرى. 
وتميز الحفل بأن المسرح متحرك وفي كل مرة يكون هناك مشهد جديد يراه الحضور والمشاهدون. 
واستمرت فقرات الحفل لمدة 30 دقيقة، وجاء برنامج الحفل باللغتين العربية والانجليزية، وركزت فقرات الحفل على حرفة «السدو» التراثية، وأخذ الحفل الحضور والمشاهدين في رحلة عبر الزمن، نسج فيها خيوط ماضي أجدادنا وعبر قصة الاتحاد، لنرسم من خلالها ملامح المستقبل المستدام الذي يجمعنا. 
وتضمن الحفل 3 أجيال من أبناء وأهل الإمارات لتمثل الماضي والحاضر والمستقبل، حيث بدء الحفل نسج السدو من قبل الجدة، ثم تتابع الفقرات ليكون النسج من قبل البنت، وفي الفقرة الأخيرة يكون نسج السدو من قبل الحفيدة، مع تطور تقنيات النسج والاعتماد على التكنولوجيا.
ووضح خلال الحفل، استمرار كل جيل من ناسجات السدو في تطوير الحرفة التقليدية، وبالأسلوب نفسه يضيف داعمو العمل المناخي خبراتهم ورؤاهم إلى المعارف الموجودة.
وخلال الحفل، تغير ألوان السدو، حيث بدأ النسيج باللونين الأبيض والأسود ومن ثم انتقل إلى الألوان الطبيعية مع تطور التكنولوجيا لاستخلاص الألوان من النباتات المحلية كالحناء و الكركم والزعفران والصبار. ونجح الحفل في توصيل رسالة للعالم مفادها أن الإمارات تدعو العالم للعمل معاً للوصول إلى مستقبل أكثر استدامة وإشرافاً، لذلك اختارت الإمارات «السدو»؛ لأنه مثال على تراث الإمارات وهو موجود في الدولة قبل تأسيس الاتحاد.

نسج قصتنا
لطالما كان السدو حرفة مهمة للمرأة الإماراتية لقرون عدة، سواءً لنسج الخيام أو صنع الأدوات المنزلية أو للمساهمة في تعزيز الدخل المادي للأسرة، وهو تقليد حرصت أجيال من النساء على تناقله ولا يزلن يمارسنه حتى يومنا هذا.
السدو هو فن جميل وحرفة خالدة ولغة عالمية، يشير إلى أسلوب فريد لنسج الألياف وتداخلها مع بعضها بعضاً لخلق نسيج يفوق في مجمله مجموع أجزائه، ويعد السدو من أسس التراث الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وأدرجت السدو دولة الإمارات العربية المتحدة في قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صونٍ عاجل اليونسكو في عام 2011. 

اتحاد الأمل
بدأ الحفل بالسلام الوطني، ويرمز علم دولة الإمارات العربية المتحدة المنسوج بأسلوب السدو إلى بدايات حكاية قيام دولتنا التي تستلهم فصولها من تراث الشعب وإيمانه العميق بقيم الوحدة. وبعد السلام الوطني، بدأ عرض صمم من نساجي السدو في بيت الحرفيين في أبوظبي، ثم أغنية عن تأسيس الدولة، على يد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والحكام المؤسسين، طيب الله ثراهم، ثم تناولت دور المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله. وأشارت الأغنية إلى أنه عندما أسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان دولة الإمارات، كانت من أولوياته المحافظة على الثقافة وعلى البيئة، وتمسّك بهذه القيم المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونسج معها خيوط الابتكار والتعاون.
واليوم، يكمل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، المسيرة نحو مستقبل زاهر ومستدام لأرضنا.
وتضمنت هذه الفقرة الحديث عن دور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، واحتوت كذلك على كلمة لسموه أكد خلالها أن شعب دولة الإمارات أولوية وتمكينه منهج الدولة منذ نشأتها.

وظهرت النخلة في عروض الحفل، للدلالة على الموروث باعتبارها أحد أهم المكونات الطبيعية في دولة الإمارات. 
واتسم الحفل بمشاركة «أوركسترا حية»، وعرض عسكري لفريق يضم أعماراً مختلفة للدلالة على تواصل الأجيال في حماية الوطن والذود عن مكتسباته. 

أمل فتي
وفي فقرة جمال الطبيعة، قدمت الشابة ميثا المنصوري، باحثة الإماراتية في علم النبات، داعمة العمل المناخي، التي تنظر إلى مستقبل فتي جاهز لتنسج ملامحه. 
وعبرت المنصوري، عن رؤى جديدة بفهم عميق لدورها، وأوضح المؤدون من حولها قيم الشجاعة اللازمة للإبداع الخلّاق.
وميثا المنصوري، هي إحدى مفاوضي مؤتمر الأطراف «كوب 28»، ومحللة بيئية إماراتية ومختصة في مجال البحث في علم النبات؛ إذ لديها خلفية سابقة في علوم البيئة. 
ثم استعرض الحفل أعمال الطلاب والأطفال في المدارس، حول الاستدامة، حيث تم عرض مجسمات استلهمت من انطباعات طلبة وشباب دولتنا عن بيئاتهم الطبيعية، فهم أمل الوطن، وعماد مستقبلها. 

6 نماذج
تضمن حفل عيد الاتحاد رقم 52 فقرة بعنوان: «نعمل ونبتكر» خصصت لـ 6 نماذج من داعمي تحقيق الحياد والمناخي من خلال نماذج مبتكرة في ثلاثة مجالات، هي: الطاقة المتجددة والزراعة والحفاظ على البيئة.
وأشارت هذه الفقرة، إلى أن الابتكار قد يكون في مجال واحد ذي قيمة، ولكن الابتكار متعدد التخصصات هو قوة لا يمكن إيقافها، ومن هنا تظهر أهمية التعاون عبر المجالات والثقافات، وهو ما يطلق العنان لمجموعة كبيرة من الإمكانيات، ونسج نقاط القوة لابتكار الحلول الجديدة.

نواجه معاً
تحدثت فقرة «نواجه تغير المناخ معا»، عن التغير المناخي وتأثيراته الخطيرة على الكون والتغير الذي يصيب البحار والمحيطات، وضرورة مد يد العون للآخرين لحماية الكوكب، وأن يكون الناس والمجتمعات معاً يداً بيد؛ لأنه لا يمكن أن يتحقق الحياة المناخي بدون مشاركة الجميع وتضافر الجهود. 
ويجب علينا أن نشارك كأفراد ومجتمعات وجماعات عالمية باستخدام الخيال والابتكار والإصرار للتغلب على التحديات البيئية التاريخية التي نواجهها.
وفي هذه الفقرة، صمم صادق براباح كل حركات الأداء الموجود فيها، بناءً على ثلاث كلمات فقط وهي «الابتكار» و «معاً» و«التعاون».

وحدة عالمية
في وقت من الأوقات، كان نول السدو هو التكنولوجيا الأكثر تقدماً التي تمتلكها الأيادي الإماراتية.
أما اليوم، ومع تقدم تقنية الذكاء الاصطناعي والروبوتات التي تغلغلت في كل مجالات الحياة، وحتى في حرفنا التقليدية، صار السدو اليوم مزيجاً من التقاليد والابتكار، وتمت المحافظة عليه والاحتفاء به باستخدام التقنيات الجديدة والقديمة.
وقد تغير ألوان السدو مرةً ثانية، ليتألق نسيج السدو بألوان ساطعة البهاء، وذلك يرمز إلى دور شبابنا في التجديد المستمر لحرفنا.
ويمثل نسج السدو جزءاً من التراث الثقافي المستدام لدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي استمر الأفراد في تناقله جيلًا بعد آخر، فتراثنا وتاريخنا يلهم نهجنا الحديث للاستدامة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©