عدد اليوم
خولة علي (دبي)
جهود الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير علي محمد الأميري تتواصل في نشر ثقافة فن الخط العربي والفن الإسلامي، حتى أثناء رحلته العلاجية بمستشفى شون كلينك، في منطقة باد ابلينغ في ألمانيا، نظرا ليقينه التام بأهمية الفن في العلاج النفسي وتأثيره الإيجابي على الجسد، ومنحه فرصة للتعافي بشكل أسرع، لذا عكف الأميري على إدخال البهجة على نفوس المرضى وذويهم، من خلال كتابة أسمائهم بفن الخط العربي، وخلق بيئة فنية أكثر مرحاً وأملاً في العلاج.
الفن بمختلف أنواعه يلعب دوراً مهماً في تقليل الضغط النفسي، لما له من تأثير إيجابي على الصحة النفسية والعقلية، وبالتالي نسبة الشفاء تكون سريعة وعالية، وهذا ما يدفع الأميري إلى التعبير عن فنه ومهاراته وثقافته الفنية أينما حل، ليمنح المرضى حياة مبهجة ونشطة.
شغف البدايات
وعن بداية شغفه بفن الخط، يقول الأميري «تعلقي بفن الخط بدأ في السابعة من عمري، نتيجة الإطراء الذي كنت أتلقاه من والدي والمحيطين بي، وكان جمال خطي سبباً في تمسكي بهذه المهارة التي نمت بداخلي بالفطرة، ثم عكفت على تطويرها وممارستها بشكل يجعلني أكثر بهجة وسعادة، مع سماع تعليقات زملائي الإيجابية في المدرسة، وأيضاً تشجيع المعلمين لي خصوصا معلم التربية الفنية الذي كان يحرص على نزع كل لوحة من دفتر الرسم الخاصة بي، وتعليقها على جدران غرفة الرسم تقديراً لي ولفني، وهذا ما جعلني فخوراً بنفسي وبمهارتي».
علاقة وثيقة
وعن الوسيلة التي من خلالها يبث أفكاره ورسائله التي يحولها من مجرد فكرة إلى لوحة فنية بصرية، يؤكد الأميري، قائلا: هناك نشوة عند كل خطاط عندما يمسك القصبة ويبدأ بالكتابة، هنا أشعر بأني أتعامل مع عنصر حي يريد محاكاتي، فيستشعر الفنان عمق هذه العلاقة، لتتدفق تيارات حسية مرتبطة بأعصاب الإنسان، تحمل مشاعر الفنان وتعبر عنها، ما يجعلني أذوب في متاهات وجدانية وروحانية مع القصبة، موضحاً أن الكتابة بالقصبة تختلف عن جميع أقلام الخط العربي، لأنها تمثل جزءاً من مشاعر الخطاط.
مميزات ومرونة
ويشير الأميري إلى أن الخط العربي هو الفن الإبداعي الذي توّج الحضارة العربية والإسلامية، فالكتابة العربية تتميز بكونها متصلة، ما يجعلها قابلة لاكتساب أشكال هندسية مختلفة، وحروف ذات مرونة عالية، وبإمكانيات تشكيلية لا نهائية، فحروف العربية مطاوعة للعقل وتتميز بالمد والقصر والاتكاء والإرسال والقطع والرجوع والجمع وهذا لا يتوافر في أي من خطوط اللغات الأخرى، ومن أنواع الخطوط العربية المتعارف عليها بين الخطاطين، خط الرقعة، النسخ، الديواني، جلي الديوان، التعليق، شكسته، الكوفي، السنبلي، الحر، الثلث، وجلي الثلث.
تطور الخط
وأشار الأميري إلى أن الخط العربي اكتسب مكانة مميزة نظير ارتباطه بالقرآن الكريم، حيث أبدع الخطاطون وتفننوا في كتابة المصاحف وزخرفة الآيات القرآنية، موضحاً أن الخط العربي تطور مع عصر الحضارة الإسلامية، وتحديداً مع بداية رسالة الرسول الكريم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فهو أول من عمل على نشر الخط العربي، وعندما نزل القرآن الكريم تم تدوينه على خط الجزم وسمي بالخط المكي، وكانت أول نسخة مكتوبة من القرآن الكريم بواسطة الصحابي الجليل زيد بن ثابت، خلال خلافة الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنهم.
هدايا للمرضى
ومن خلال رحلته العلاجية إلى ألمانيا، شارك في عدة فعاليات في مجال الخط العربي والفن الإسلامي والرسم التشكيلي، كما قام بتوزيع لوحة فنية للآية القرآنية «وإذا مرضت فهو يشفين»، أهداها لإدارة مستشفى شون كلينك في ألمانيا، كما قدم لوحة فنية لعدد من المرضى تحمل أسماءهم، إضافة إلى لوحة فنية تعبّر عن احتفالات «عيد الاتحاد» الـ52 لدولة الإمارات العربية المتحدة.
