عدد اليوم
شعبان بلال (القاهرة)
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أن رؤية بلاده مستندة إلى كون نهر النيل مصدراً للتعاون والتنمية وشريان حياة جامع لشعوب دول حوض النيل، مشدداً على أهمية التوصل لاتفاق قانوني عادل ومتوازن وملزم ينظم عملية ملء وتشغيل «سد النهضة»، وفقاً لقواعد القانون الدولي ومخرجات مجلس الأمن في هذا الشأن، وذلك في إطار زمني مناسب ودون أي إجراءات منفردة.
وأشار السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السنغالي ماكي سال، أمس، إلى أهمية تضافر جهود القارة الإفريقية من أجل ضمان نفاذ كافة الدول الأفريقية للقاحات «كورونا»، والعمل على توطين صناعتها في القارة، والحد من الآثار السلبية لـ«الجائحة» بما يمكن الدول الأفريقية من عودة النشاط الاقتصادي والتنموي.
وأجرى الرئيسان مشاورات تناولت بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية خلال الفترة المقبلة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، حيث أكد الرئيسان العزم على دفع تلك العلاقات، من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة، إضافة إلى التأكيد على أهمية تحقيق الاستفادة القصوى من تدشين مجلس رجال الأعمال المصري السنغالي.
وهنأ السيسي نظيره السنغالي مع قرب تسلم رئاسة الاتحاد الإفريقي، لافتاً إلى دعم مصر الكامل للرئيس السنغالي خلال فترة رئاسته للاتحاد، والثقة في قيادته الحكيمة للعمل الأفريقي المشترك، ونجاحه في قيادة القارة خلال تلك المرحلة التي تشهد العديد من التحديات، وعلى رأسها تعزيز جهود احتواء تفشي فيروس كورونا، والقضاء على خطر التطرف والإرهاب، إضافةً إلى تفعيل التكامل الاقتصادي والتجاري بين دول القارة.
وأكد السيسي الاهتمام المصري بجهود صون السلم والأمن وتحقيق الاستقرار في القارة، بما فيها منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، فضلاً عن منطقة الساحل الأفريقي، والتي تشهد تطورات وتحديات متشابكة نظراً لتفاقم وتمدد الجماعات الإرهابية، معبراً عن استعداده لدعم الجهود الأفريقية لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف من خلال توفير برامج التأهيل وبناء القدرات عن طريق الأجهزة المصرية المتخصصة، وكذلك مؤسساتها الدينية العريقة، وذلك لإعلاء قيم الإسلام الوسطي المعتدل الذي تنادي به مصر في سبيل القضاء على الإرهاب.
وتبادل الرئيسان الرؤى حول استضافة ورئاسة مصر للدورة الـ27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ «COP27» في نوفمبر 2022، حيث أوضح السيسي اعتزام مصر أن تكون رئاستها للدورة معبرة عن تطلعات دول القارة الأفريقية وأولوياتها ذات الصلة بتغير المناخ، لاسيما وأن أفريقيا تعتبر أحد أكثر مناطق العالم تضرراً من التبعات السلبية للظاهرة.
بينما أكد الرئيس السنغالي ماكي سال أن مصر دولة محورية وذات حضارة عريقة ويستمع لها بإنصات بالغ، موضحاً أن البلدين يتمتعان بعلاقات عريقة لأنهما يتقاسمان نفس الحضارة وتقارب وجهات النظر.
واستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس بقصر الاتحادية، الرئيس ماكي سال رئيس جمهورية السنغال، في زيارته الثانية إلى القاهرة، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث إنه من المقرر أن تترأس دولة السنغال رئاسة الاتحاد الإفريقي في دورته القادمة لعام 2022، بعد جمهورية الكونغو الديمقراطية.
