عدد اليوم
شعبان بلال (عدن، القاهرة)
أجهضت ميليشيات «الحوثي» الإرهابية محاولات السلام والاستقرار في اليمن، ووضعت شروطاً مجحفة أدت لفشل تمديد الهدنة، رغم المحاولات الأممية والدولية التي بُذلت على مدار الفترة الماضية، لتعود الجماعة من جديد إلى ترويع وقتل المدنيين باستخدام مختلف الأسلحة، لاسيما الطائرات المسيرة.
ورصدت تقارير دولية وأممية تصاعد نشاطات الميليشيات في استخدام الطائرات المسيرة لقصف أهداف عسكرية ومدنية دون تفرقة، وهو ما تسبب في مقتل العشرات من الشعب اليمني وتهديد محاولات السلام.
وأكد المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، أن الميليشيات لم تتوقف يوماً واحداً منذ الإعلان عن الهدنة الأممية في اليمن، عن استخدام الطائرات المسيرة تجاه القبائل أو الشعب أو مواقع القوات اليمنية، وذلك يؤكد أنها لم تلق بالاً للهدنة ولا لأي سلام؛ لأن السلام مقبرة لها ولعناصرها الإرهابية الذين يتغذون على الحرب.
وأضاف لـ«الاتحاد» أن الطائرات المسيرة لا تهدد حياة اليمنيين فحسب، وإنما تشكل إرهاباً عالمياً، وهو ما كشف عنه استهداف الميليشيات لميناء الضبة في حضرموت.
وأوضح الطاهر أن الميليشيات قصفت، خلال الآونة الأخيرة، سيارة أجرة كان فيها عدد من المدنين في طريقهم إلى الساحل الغربي في عملية إرهابية تؤكد أن «الحوثي» لا يفرق بين المدني أو العسكري. وشدد المحلل السياسي اليمني على أن هذه الأفعال تؤكد أهمية القضاء على هذه الميلشيات وانتزاع السلاح منها، حتى لا يبقى خطراً يهدد المجتمع اليمني والممر الملاحي الدولي ومصادر الطاقة في المنطقة.
وأسقطت الدفاعات الجوية للجيش اليمني خلال الأيام الماضية عدداً من الطائرات المسيرة استهدفت مواقع مدنية، حيث كثفت الميلشيات هجماتها وعملياتها الميدانية على مواقع القوات الحكومية في عدد من الجبهات بمحافظات مأرب والضالع وأبين ولحج وتعز والحديدة.
وكشف الباحث السياسي اليمني عبد الكريم الأنسي عن أن ميليشيات الحوثي بدأت عمل إحداثيات جديدة ومسح جيولوجي لاستهداف معسكرات ومنشآت وأهدف حيوية بالطائرات المسيرة في اليمن.
وأضاف لـ«الاتحاد» أن الطائرات المسيّرة لا تهدد حياة المدنيين فقط، لكنها أيضاً تؤثر على الملاحة الدولية، ويستهدف الحوثي من خلال هذا السلاح زيادة الضغط على مصادر النفط ورفع الأسعار وابتزاز المجتمع الدولي.
وقبل أيام أصيب 8 مدنيين نتيجة استهدافهم بطائرة مفخخة حوثية في مديرية مقبنة غربي محافظة تعز جنوبي غرب اليمن، أثناء تحركهم بسيارة نقل.
وطالب الخبير القانوني السعودي الدكتور أصيل الجعيد المجتمع الدولي باعتبار استخدام الطائرات المسيرة لمهاجمة المدنيين والأعيان المدنية جريمة حرب، مؤكداً أن ما يردع الحوثي هو تجفيف منابع أسلحته وقطع خطوط الإمدادات باعتباره سلاحاً اقتصادياً.
وأشار الجعيد لـ«الاتحاد» إلى ضرورة إعلان قائمة بالقيادات الحوثية التي ساهمت في ارتكاب جرائم ضد الشعب اليمني، مشدداً على أن اليمنيين في الداخل والخارج يدركون يوماً بعد يوم جرائم الحوثي ويرفضون ممارساته الإرهابية، ومستعدون للتصدي لها.
