الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ملك المغرب يوجِّه بتشكيل لجنة وزارية لإعادة الإعمار

رجال الإنقاذ يستخدمون حفاراً صغيراً للبحث عن ناجين تحت أنقاض منزل منهار (أ ف ب)
10 سبتمبر 2023 01:31

شعبان بلال، عبد الله أبو ضيف (القاهرة) 

قرر العاهل المغربي الملك محمد السادس، إعلان الحداد الوطني وتنكيس الأعلام فوق المباني العمومية 3 أيام، وتكليف الحكومة بإحداث لجنة وزارية تضع برنامجاً لإعادة بناء المنازل المدمرة جراء الزلزال الذي ضرب البلاد أمس الجمعة.
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي أمس: «ترأس الملك محمد السادس اﻟﺳﺑت، بالقصر اﻟﻣﻠﻛﻲ ﺑالعاصمة اﻟرﺑﺎط، ﺟﻠﺳﺔ ﻋﻣل ﺧﺻﺻت ﻟﺑﺣث اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻟزﻟزال المؤلم، والذي ﺧﻠف ﺧﺳﺎﺋر ﺑﺷرﯾﺔ كبيرة وﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻲ العديد ﻣن جهات اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ».
وأضاف أن «الملك محمد السادس قرر خلال الاجتماع، اﻹﻋﻼن عن حداد وطني لمدة 3 أيام مع تنكيس الأعلام الوطنية فوق جميع المباني العمومية».
وتابع أن «العاهل المغربي أﻋطﻰ ﺗﻌﻠﯾﻣﺎته بالإحداث اﻟﻔوري ﻟﻠﺟﻧﺔ وزارﯾﺔ ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑوﺿﻊ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻹﻋﺎدة تأهيل وﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم ﻹﻋﺎدة ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻧﺎزل اﻟﻣدﻣرة ﻋﻠﻰ مستوى اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺿررة ﻓﻲ أﻗرب اﻵﺟﺎل».
وخلف الزلزال مشاهد مأساوية كبيرة. وقال شهود عيان ومسؤولون مغربيون لـ «الاتحاد»، إن الوضع في المغرب مأساوي نتيجة الزلزال الذي طال مناطق عدة في 4 محافظات يبعد بعضها مئات الكيلومترات عن بؤرة الزلزال، مشددين على أن هذا الزلزال هو الأعنف على الإطلاق منذ أكثر من قرن. 
وقال شاهد العيان عزيز سيف، أحد سكان مدينة مراكش، إن هناك مئات الأشخاص لقوا حتفهم وآلاف المنازل التي تهدمت، مضيفاً أن هذه هي المرة الأولى التي تتعرض منطقة «العوز» لزلزال. 
وبين عزيز لـ «الاتحاد»، أنه رغم أنه يعيش في مراكش التي تبعد أكثر من 30 كيلو متراً عن منطقة «العوز» إلا أنه شعر بهزة قوية أدت لدمار المنازل وتشققها وصدمة السكان طوال الساعات الماضية، مشيراً إلى أن الوضع مأساوي للغاية في المناطق القروية أكثر من غيرها لأنها بؤرة الزلزال. 
 من جانبه، أوضح شاهد العيان والباحث المغربي كريم بوخصاص أن الزلزال تسبب في خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة، مشيراً إلى أن هناك تضافراً للجهود، وتعبئة من أجل الوصول للضحايا، خاصة الموجودين تحت الأنقاض. 
وأشار بوخصاص لـ«الاتحاد»، إلى أن عدد الوفيات والإصابات في زيادة مستمرة، خاصة في المناطق الواقعة في بؤرة الزلزال، وهي مناطق نائية، بالإضافة إلى تسجيل وفيات وإصابات في الحواضر الكبرى، لكن أقل بكثير، مؤكداً تسجيل وفيات في 4 محافظات، ما يدل على حجم وقوة هذا الزلزال. 
 وأكد بوخصاص أن الناس خرجوا للشوارع في مدن عدة تبعد أكثر من 500 كيلو متر من بؤرة الزلزال في هلع إلى الشوارع، خوفا من الارتدادات الزلزالية. 
وبين أن السلطات المغربية سجلت مئات الارتدادات الزلزالية لكن لم يشعر بها السكان ولم ترق إلى المستوى الذي سجل في الهزة الأولى، لافتاً إلى وجود جهود كبيرة من السلطات لإنقاذ الأشخاص من تحت الأنقاض، ونشر مستشفى ميداني ووحدات للتدخل وطائرات ومروحيات وطائرات من دون طيار، ومراكز لوجيستية بهدف تقديم الدعم الضروري لمختلف القطاعات المعنية والساكنة المتضررة.  من جانبه، قال المسؤول في نقابة الأطباء بمراكش يوسف كمال إن هناك آثاراً مأساوية تعكس قوة الهزة الأرضية، مضيفاً أن هناك مئات الأشخاص توفوا وأعداداً كبيرة تحت الأنقاض، وما زالت عمليات البحث جارية.  وأشار لـ «الاتحاد»، إلى أن الهزة الأرضية خلفت خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات، مؤكداً أن هناك حالات وفاة بين الأطقم الطبية والممرضين. 
تطوع
قال رئيس الفضاء الإقليمي للجمعيات بـ«الحوز»، عبداللطيف الجعايدي، إن «الزلزال واقعة غير مسبوقة في المغرب، حيث استيقظ على وقع مدوٍ تسبب في وفاة المئات، حيث أظهرت آثار الزلزال بأنها ممتدة خلال الأيام والأسابيع المقبلة والتي ستشهد آثاراً نفسية وإنسانية كبيرة على الشعب المغربي بشكل عام».وأضاف لـ«الاتحاد»، أنه مطلوب على وجه السرعة السماح بالتطوع الذي سيسمح بإنقاذ العشرات من المصابين أو من هم تحت الأنقاض، بالإضافة إلى توفير الأدوية بشكل عاجل، وهو من الأمور المهمة في ظل حالة الهلع التي تسود الأنحاء التي ضربها الزلزال، إلى جانب آخرين بدؤوا بالفعل في إيجاد حلول خوفاً من تبعات الزلزال المدمر. وأشار إلى أن الشعب المغربي متكاتف لمواجهة الأزمة التي تسببت في وفاة المئات وإصابة عدد كبير، حيث توجد الأجهزة المعنية كافة منذ وقوع الزلزال في موقع الحادث لمساعدة المحتاجين، والعمل على إزالة الأنقاض.
محاولات إنقاذ
الغازي محمد، أحد شهود العيان، اعتاد أن يستيقظ في الفجر كعادته اليومية في منطقة إقليم «شيشاوة» المغربي، إلا أنه لم يكن يوماً عادياً حينما بدا وأن المنزل يتحرك من مكانه ليخرج بالعائلة مسرعاً على أمل أن ينقذهم مما يجهلون وقوعه.
يشير محمد لـ «الاتحاد» إلى أن المباني المجاورة سقطت كما تسقط الأعواد المحترقة واحدة تلو الأخرى.
وقال: إن «المئات فُقد أثرهم وآخرين توفوا أو أصيبوا بسبب واقعة الزلزال المؤلم، حيث لم يسبق للبلاد التعرض لظاهرة طبيعية بهذه الضراوة التي أدت إلى هذا الكم من الجرحى والقتلى».
وأشار إلى أنه يعمل مع متطوعين للبحث تحت الأنقاض على أمل إنقاذ عالقين.
خسائر كبيرة
محمد حبابي، مسؤول كونفدرالية نقابة الصيادلة المغاربة، قال لـ«الاتحاد» إن هناك مئات الوفيات تم تسجيلها بشكل رسمي بسبب الزلزال، الأمر الذي دعا لإرسال دعوة لاتحاد الصيادلة العرب لسرعة المساعدة، وتوفير الاحتياجات اللازمة كافة لعلاج المصابين، إلى جانب التبرع بالدم، وتوفير المعدات اللازمة للسماح للأطقم الطبية للعمل. 
وأضاف حبابي أنه تم دعوة الأجهزة الرسمية بالفعل لمزيد من التسهيلات للسماح للأهالي بالتطوع لإنقاذ أكبر عدد من الضحايا والمصابين تحت الأنقاض، إلى جانب السماح بفتح الصيدليات لمدة 24 ساعة لتسهيل وصول الأدوية ووجودها طوال فترة البحث والإسعافات المستمرة منذ وقوع الزلزال، مشيراً إلى أن هناك حاجة ماسة للتكاتف لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية الطارئة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©