تهتم دولة الإمارات العربية المتحدة بنشر ثقافة التطوع ودعم العمل التطوعي، لما يمثله هذا العمل الإنساني الكبير من معانٍ للعطاء والبذل، إضافة إلى أنه يعبّر عن النهج الراسخ الذي تؤمن به القيادة الرشيدة، في أهمية التضامن وضرورة الوقوف إلى جانب المتعفّفين والمتضرّرين من الأزمات في كل مكان، وهو ما أكدته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، بقولها: «إن نظرتنا إلى العمل التطوعي على أنه ممارسة إنسانية راقية تجسد نهجًا وسلوكًا حضاريًّا يعبر عن رقي الأمم والشعوب، لما يمثله من رمز للتآخي والتآزر والتعاون، ولارتباطه الوثيق وتعبيره الصادق عن أرفع معاني وقيم الخير الإنسانية».
وبحسب نورة خليفة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، فإن «برنامج الشيخة فاطمة للتطوع»، وبتوجيهات من «أم الإمارات»، سيكثّف مهامه محليًّا في العام الجاري 2021، وسيشهد إطلاق دورات جديدة لمبادرات تطوعية شبابية تخصّصية لصناعة قادة من رواد الأعمال في مجال العمل التطوعي والإنساني، واستقطاب وبناء قدرات الشباب في خدمة المجتمع المحلي، وذلك انطلاقًا من نهج الخير الذي تؤمن به الدولة في ترسيخ ثقافة العمل التطوعي والعطاء المجتمعي الذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وواصلت على نهجه، رحمه الله، قيادتنا الرشيدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لخدمة المجتمع واستثمار أوقات الشباب بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم ووطنهم بالنماء والازدهار.
لقد كان لـ«أم الإمارات» ولا يزال، دور بالغ الأثر في غرس الأفكار المبتكرة واستحداث الشراكات بين المؤسسات لاستقطاب وتأهيل وتمكين الشباب في هذا المجال، لتقديم أفضل الخدمات التطوعية لمختلف فئات المجتمع، وخصوصًا النساء والفتيات والأطفال وكبار السن، وتبنّي مبادرات لصناعة القادة الشباب في مجال العمل التطوعي والعطاء الإنساني، من خلال التنظيم الدوري للملتقيات والمؤتمرات، وتدشين جوائز تحفيزية في مجال العمل التطوعي والعطاء الإنساني محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا. ومنذ انطلاقه في عام 2017، استقطب «برنامج الشيخة فاطمة للتطوع» مئات الشباب من مختلف الجنسيات، وقد أسهموا بدورهم في ترسيخ قيم التسامح والتضامن، من خلال مبادرات مبتكرة تحمل رسائل المحبة والعطاء وصولاً إلى مجتمعات متلاحمة يتم القضاء فيها على منابع التعصب والانغلاق والطائفية. كما ركز البرنامج على تبني مبادرات تطوعية مجتمعية وإنسانية في مختلف إمارات الدولة، تقدم حلولاً مبتكرةً في المجالات الصحية والاجتماعية تحت شعار «كلّنا أمنا فاطمة».
إن ما قدمته «أم الإمارات»، من مبادرات وبرامج متعددة، ومنها «برنامج الشيخة فاطمة للتطوع»، الذي عمل على ترسيخ ثقافة العمل التطوعي والعطاء الإنساني لدى المرأة والطفل على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، هو تأكيد لأصالة هذه الثقافة النبيلة لدى مواطني دولة الإمارات والمقيمين على أرضها، الذين أبدوا التفاعل الكبير وبذلوا الكثير لخدمة الإنسانية، في ترجمة لرؤية القيادة الحكيمة التي تحثّهم على الدوام على ترسيخ ثقافة التضامن المجتمعي والعمل التطوعي والعطاء الإنساني، ومدّ يدِ العون لكل المحتاجين للدعم والإسناد، داخل الدولة وخارجها.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.