يحق لنا أن نستذكر ما كان حلماً في وقت كانت فيه الأحلام صعبة جداً في ظل ظروف مختلفة عن ظروف عالمنا في أيامه الحالية.

نقول ذلك في معرض حديثنا الاستذكاري لحلم المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. فقبل أكثر من خمسة عقود ماضية، وفي وقت كان فيه تحقيق الأحلام بحد ذاته ضرباً من ضروب الخيال.. من كان يتصور آنذاك أن هذا الجزء من الصحراء في منطقة الشرق الأوسط سيصبح على ما هو عليه اليوم من تطور ونماء وحضارة حقيقية أصبحت واقعاً ملموساً.. بل وتجاوزته إلى آفاق أبعد مما كان عليه الحلم.

لقد كان حلم المؤسس الشيخ زايد في ذلك الوقت حلماً صعب التحقيق وبعيد المنال في ظل الأجواء والرؤى السائدة إبان تلك الفترة التي لفّت المنطقة والعالم ككل. لكن بعد سنوات قليلة صدق الحلم وتحققت الرؤية لدى رجل سبق عصرَه وأوانه. إنه الحلم الذي استهله بتحقيق الاتحاد بين إمارات الساحل لكي تصبح دولة اتحادية حقيقية تواكب القرن العشرين وتطوراته الكبرى.

لقد تحققت النهضة الحضارية الشاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة وأصبحت أنموذجاً يحتذى به، وتحققت في ظل تلك الرؤية للمؤسس نهضة غير مسبوقة. واستمرت الرؤية والحلم على يد قيادة الدولة، ليتواصل تنفيذها بأيادي وسواعد أبناء هذا الوطن المعطاء، الأمر الذي حقق قفزات هائلة على كافة الأصعدة وفي جميع المجالات، وأصبحت الإمارات مجتمعاً عالمياً يمثل نموذجاً فريداً للتعايش والتسامح ولبناء مستقبل مشرف وواعد لدولة سعيدة وعصرية ونموذجية في سائر المجالات وعلى كافة الأصعدة، من خلال سياسات تحفز الإبداع وتنمي روح المبادرة. لذلك أصبحت دولة الإمارات موطناً للتقنيات الحديثة والكفاءات البشرية، ومركزاً عالمياً للابتكار والإبداع.

وفي ختام حديثنا هذا نقول بأنه يحق لنا اليوم أن نستذكر الشيخ زايد، صانع الأحلام ومحققها بكل قوة واقتدار.. نستذكره من خلال الإنجازات التي نراها ماثلة، والتي لا تحتاج الإشارة إليها، فهي تشير إلى نفسها.. وطالما شكلت دفعاً معنوياً قوياً للأجيال كي تبدع وتبتكر وتطور.. دعماً للتنمية وتحقيقاً للنهضة الشاملة في كافة مناحي الحياة.

*كاتب كويتي