حظيت المرأة الإماراتية منذ قيام الاتحاد بفُرص التمكين المتمثلة في الحصول على التعليم الذي أولته حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً بالغاً، لِمَا له من أثر في بناء النشء وإعداده.

كما أولت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك تعليم المرأة وتمكينها أولوية قصوى، وبذلت جهوداً عظيمة من أجل محو أمية المرأة، وتشجيعها على الالتحاق بالتعليم النظامي، وعملت على وضع الاستراتيجيات والبرامج المتخصصة، وتابعت تطورات العملية التعليمية ومستجداتها، وعملت إلى جانب المؤسسات المعنية على تذليل كل الصعاب. كما أولت سموها الأنشطة المدرسية اهتماماً، لِمَا لها من أهمية في صقل شخصيات الفتيات وتأهيلهنَّ.

وبفضل هذه الرعاية وبرامج التمكين التحقت المرأة الإماراتية بالتخصصات العلمية كافةً، وتهيَّأت لها فُرص واعدة، ما انعكس في بنائها الفكري والعلمي والمهني، وجعلها قادرة على المشاركة في جميع مجالات التنمية المستدامة، حتى أصبحت المرأة رأسَ مالٍ بشريّاً مُؤثّراً في العملية الإنتاجية، وعاملاً رئيسيّاً في تحقيق أهداف التنمية.

ويمكننا أن نؤكد أن المرأة الإماراتية واكبت مسيرة دولة الإمارات التنموية المتقدمة، ما شجَّعها على اكتساب العلوم والمعارف، والإلمام بالتقنية الحديثة، لتصبح مهيأة للالتحاق بشتى قطاعات العمل وفق المستجدات والتطورات التي تفرضها سوق العمل العالمية والإقليمية والمحلية.

كما حرصت المرأة الإماراتية على نيل أعلى الشهادات العلمية والتخصصية، والحصول على فُرص التدريب والتأهيل المناسبة، ما مكنها من الالتحاق بوظائف متميّزة في القطاعين الحكومي والخاص، وأعطاها المكانة التي تتميّز بها مقارنة بمثيلاتها في دول العالم.

وإن كل ما حصدته المرأة من مزايا وما حققته من إنجازات يعود إلى عدد من العوامل، أهمها: أولاً: دعم القيادة الرشيدة ومتابعتها لتحقيق تقدم المرأة الإماراتية، وإصدار ما يلزم من تشريعات وقوانين، ما هيَّأ لها بيئة مستدامة للعمل، وحقق لها المساواة، وعزز مشاركتها في مجالات التنمية وبناء المجتمع.

ثانياً: استثمار المرأة للفرص في المجالات كافةً، ما أكد قدرتها على المنافسة، وتحقيق التقدم العلمي والمهني.

ثالثاً: اهتمام المرأة بالأسرة ومتطلبات تربية النشء، وحرصها على بذل جهود متوازنة للحفاظ على دورها الاجتماعي. رابعاً: دعم المجتمع والعائلة للمرأة، وتشجيعها، وإعطاؤها الثقة، والاعتداد بإنجازاتها.

خامساً: استفادت المرأة من التجارب والخبرات، ومن الانفتاح الثقافي المتوازن الذي حرصت فيه على احتفاظها بعاداتها وقيمها، واكتسابها المعارف والعلوم، ومشاركتها العالمية في المحافل العلمية والعملية. لقد عزَّزت نتائج هذه العوامل ثقة القيادة الرشيدة بدور المرأة، وقدرتها على أن تكون شريكاً في مواصلة العمل من أجل مستقبل مشرق لدولة الإمارات العربية المتحدة، وها هي الآن تشارك في وضع مسارات العمل للخمسين سنة المقبلة بكل اقتدار وجدارة.

معالي الدكتورة/ ميثاء بنت سالم الشامسي* 

*وزيرة دولة