يستند الاهتمام بالشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى رؤية شاملة تنطلق من حقيقة أن الاستثمار في الإنسان، وفي الشباب بصورة خاصة، هو أكثر أشكال الاستثمار فائدةً، وأعظمها مردودية وتأثيرًا في تقدَّم أي دولة. وفي هذا الإطار، فإن المشروعات القائمة بالفعل، التي أثبتت جدواها وفاعليتها، تشهد المزيدَ من الإجراءات التي تُضيف إليها وتعزّز نجاحَها، على النحو الذي يُقدِّم برنامج «سفراء شباب الإمارات» نموذجًا له.

ففي الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات واليابان، أُطلق برنامج «سفراء شباب الإمارات - اليابان»، لتنضمّ اليابان إلى دول أخرى، مثل الصين وكوريا الجنوبية وألمانيا، بعد أن أكدت تجربة البرنامج المتواصلة، منذ عشر سنوات، قدرتَها على تحقيق نجاحات نوعية.

وقد بدأ برنامج «سفراء شباب الإمارات» مسيرتَه منذ عام 2012، برعاية مباشرة ومتابعة حثيثة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث اعتمد على الاختيار الدقيق لطلاب جامعيين يمتلكون الطموحَ والكفاءةَ، لا من أجل المعرفة الأكاديمية والمهنية والتحصيل العلمي فحسب، بل ليسهموا كذلك في التعريف بدولتهم وثقافتهم وحضارتهم، واستيعاب الثقافات والحضارات الأخرى وفهمها، وتعزيز العلاقات الثنائية مع هذه الدول ومع شعوبها، وهو ما ينطوي عليه اختيار كلمة «سفراء» لتكون عنوانًا للبرنامج.

وقد أكَّد أبناءُ الدولة أنهم على مستوى طموح القيادة الرشيدة، بأدائهم هذه المهام المنوطة بهم، جنبًا إلى جنب مع تفوقهم العلمي والمهني، حيث كانوا بالفعل سفراء ناجحين لها، وممثلين لقيمها ومُثُلها، كما انخرطوا بكفاءة واقتدار في ملحمة العمل بقطاعات متنوعة في الدولة.

ولا شك في أن وضوح أهداف البرنامج، كان من بين العوامل التي أسهمت في نجاحه. وقد تمثّلت هذه الأهداف في تطوير قدرات الكوادر الوطنية الشابة، وتزويد الشباب المواطن بما يؤهله لتولّي مناصب بارزة في القطاعات الاقتصادية الأساسية، وقيادة شراكات استراتيجية، وتعزيز الروابط الثنائية بين الإمارات والدول المضيفة.

ويتضمن البرنامج تعليم لغة الدول المضيفة، من خلال دورات دراسية مُكثَّفة في الدولة، ثم دراستها فور وصولهم إلى الدول المضيفة، ليكونوا أقدر على الاستفادة العلمية، وكذلك على التفاعل الثقافي والحضاري.

ولا شك في أن اليابان تُقدِّم إضافةً حقيقيةً ونوعيةً إلى البرنامج، بحكم ما تمثّله من نموذج للتطور العلمي، وفي الوقت نفسه، ما تمتاز به من ثقافة وحضارة متميزتين، وحفاظ على الهوية الوطنية التي كانت ضمن أبرز عوامل تفوق اليابان، وهو ما يمثّل أحد العناصر المشتركة بين التجربتين الإماراتية واليابانية، ويجعل تعاون البلدين واعدًا بالمزيد من النجاحات.  

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.