تقوم هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بدور كبير في دعم المحتاجين وإغاثة الملهوفين في العديد من مناطق العالم، وهي تعدّ إحدى أذرع الخير الإماراتية التي طالما أسعدت ملايين الفقراء وقدّمت لهم يدَ العون التي أعانتهم على مواجهة مصاعب الحياة وتحدّياتها، وعبر نحو أربعة عقود من الزمن كانت الهيئة التي تأسّست عام 1983 علامةً مميزةً للإنسانية والعطاء. 
ويعكس تعدّد المؤسسات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات، التي تشمل العديد من المؤسسات الأخرى إضافةً إلى الهلال الأحمر نفسه، مدى تجذر ثقافة العمل التطوعي وقيم التعاون والتكافل الاجتماعي، وهي مبادئ أساسية قام عليها اتحاد دولة الإمارات على يدِ القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي كان يؤمن بشكل مطلق بوحدة المصير البشري، وبقيم الأخوّة الإنسانية في أرقي صورها وأشكالها. 
وتشمل هذه المؤسّسات، جهات حكومية مسؤولة عن العمل الاجتماعي والإنساني، وثمّة مؤسّسات تُركّز عملَها على دعم النساء والأطفال، وهناك إطار قانوني محكَم لعمل هذه المؤسسات يكفل فاعليتَها والتطوير المستمرّ لأدائها. 
وتشهد ثقافة العمل الإنساني والتطوعي المزيد من التجذر في مجتمع دولة الإمارات، في ظِلّ التأكيد المستمر عليها من قِبل قيادتنا الرشيدة ممثّلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يؤكد سموه أن العمل التطوعي یُعدّ الصورة الحقیقیة لتقدّم المجتمعات ورُقيّها، وأن المتطوعین في الإمارات وكل أنحاء العالم یجسّدون معاني التضحیة والبذل والعطاء من أجل مجتمعاتهم والبشریة. 
وهنا تجدر الإشارة إلى الدور الكبير الذي قامت به هيئة الهلال الأحمر لمساعدة المنكوبين من الزلزال الذي ضرَب كلًّا من تركيا وسوريا، وهو الدور الذي جسّد مرةً أخرى سبْق الإمارات في إغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية.
وتُواصل الهيئةُ عملَها ضمن عملية «الفارس الشهم 2»، حيث بدأت تنفيذ مبادرات شهر رمضان التي تستهدف ما يقرُب من 160 ألفاً، سواء من العائلات المتضررة من الزلزال أو غيرها في مناطق عدة في سوريا، كما شرعت الفِرق الميدانية بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري في أول أيام شهر رمضان، في توزيع 5000 سلّة غذائية من المير الرمضاني على العائلات السورية، وتنفيذ خِيَم رمضانية في 5 مناطق، وتوزيع 75 ألف وجبة إفطار صائم، وتجهيز ما يقرُب من 10 آلاف كسوة عيد، إضافة إلى برنامج لزكاة الفطر يستهدف 5000 عائلة.
إن يدَ الخير الإماراتية التي تُجسّدها هيئة الهلال الأحمر والعديد من المؤسسات الخيرية الأخرى ستظلّ ممدودة لمساعدة المحتاجين والمنكوبين في كلّ مناطق العالم، بصرف النظر عن أي اعتبارات عِرقية أو دينية أو مذهبية، وهو ما يؤكد النهج الإماراتي الأصيل في التكافل الإنساني، والإيمان بالضرورة الحاسمة لترسيخ مبادئ التعايش الإنساني وقيم الأخوّة الإنسانية. 

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية