العِلم هو الركيزة الأساسية لعملية التنمية، وهو حجر الأساس لتقدُّم المجتمعات البشرية في كل زمان ومكان، وباختصار فإنه لا تقدُّمَ بلا علم، وهذه حقيقة أساسية يجب أن تضعها نَصْب عينَيها أيُّ دولة تريد أن تحفر لنفسها مكانة في عالم اليوم.
وتُولي دولة الإمارات منذ نشأتها أهمية كبيرة لملف العِلم، باعتباره طريق التقدُّم، وهي تسعى جاهدة في هذا السياق مسترشدةً برؤية القيادة الرشيدة الهادفة إلى تطوير رأس المال البشري من خلال نُظُم تعليم متقدّمة، وتكنولوجيات رفيعة المستوى.
وتحرص الإمارات أيُّما حرص على أن تحتضن أحدث الابتكارات العلمية من جميع أنحاء العالم، لتضعها في متناول الباحثين والمجتمع العلمي لدعم جهود التنمية، بما يعود بالنفع على شعبها، ويؤسّس لمستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة.
في السنوات الأولى من عُمر الاتحاد، أدرك القائد المؤسّس المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، أن العلم هو الطريق نحو رفعة الوطن وتَقدُّمه بين الأمم، لذلك أولى، رحمه الله، أهمية كبيرة لبناء المدارس ومراكز التعليم في مختلف مناطق الدولة، وأمر باستقدام المعلّمين والمعلّمات لتعليم أبناء الإمارات.
وكانت ثمرة ذلك المسعى أن وصلت الإمارات إلى واحدة من الدول التي صارت فيها نسبة الطلاب إلى المعلّمين هي معلّم لكل 12 تلميذاً، بعد أن كان معدّل الأُمية نحو 57 في المئة من السكان في عام 1975.
وعلى خطى الشيخ «زايد» الوالد والقائد المعلّم، يتصدّر قطاع «التعليم» أولويات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث أكد سموّه مراراً أن: «التعليم يأتي أولاً.. وهو القاعدة الصَّلبة للانطلاق إلى مرحلة ما بعد النفط».
وقد بلغَت الاعتمادات المخصّصة لبرامج التعليم العام والجامعي (9.8) مليار درهم، بنسبة (15.5%) من إجمالي الميزانية العامة للإمارات لعام 2023.
وفي إطار دعم القيادة الرشيدة لدولة الإمارات للعلوم والتكنولوجيا، كرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مؤخّراً، الفائزين بميدالية محمد بن راشد للتميز العلمي في دورتها الرابعة ووسام دعم البحث العلمي، حيث أكد سموه أن «العِلْم هو عماد الحضارة وأساس رِفعة الأمم، وركيزة تقدُّم الشعوب ورُقيّها».
ومن مؤشرات نجاح جهود دولة الإمارات في تطوير قطاع التعليم، مجيء 14 جامعة إماراتية ضمن قائمة أفضل 100 جامعة عربية، بحسب أحدث تصنيف «كيو إس 2023» لأفضل الجامعات في المنطقة العربية.
إن إعلاء دولة الإمارات لقيمة العِلم، وتوفيرها البيئة المناسبة لتحفيز البحث العلمي، جعلها منارة تنير دروب التنمية، ووِجهةً لاستقطاب أفضل العقول والكفاءات العلمية والمواهب المبدعة من أنحاء العالم كافة.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية