تُعدّ ظاهرة الإرهاب من أخطر التحديات التي تواجه المجتمع الدولي خلال المرحلة الحالية، ومن المؤسف استمرار هذه الظاهرة في التنامي في العديد من مناطق العالم مهدِّدةً الأمن والاستقرار في هذه المناطق، وذلك على الرغم من الجهود الدولية كافة التي بُذلت لمواجهتها منذ وقت طويل، وعقْد معاهدات واتفاقيات عدة لدعم هذه المواجهة.

وممّا لا شك فيه أن العالم يحتاج إلى حشد الجهود لمواجهة هذه الظاهرة والقضاء عليها بشكل تام، من خلال حلول متكاملة، تكفل التصدي لها بشكل جماعي ومن خلال تعاون دولي فاعل، حتى يتمكن المجتمع الدولي من التفرغ لمواجهة حزمة من التحديات الأخرى التي لا تقلّ خطورة، ومنها مشكلة التغيرات المناخية وما تفرزه من تداعيات سلبية مدمرة للحياة على كوكب الأرض. ومن هنا، تؤكد دولة الإمارات في المحافل الدولية كافة وبشكل مستمر كلّما جاءت الفرصة، أهمية تكاتف الجهود الدولية لخوض مواجهة شاملة لظاهرة الإرهاب، حيث إن المواجهة غير المتكاملة مع هذه الظاهرة لن تؤدي إلى النتائج المطلوبة.

وفي هذا السياق، دعَت الإمارات المجتمع الدولي إلى معالجة الأسباب الجذرية للتعصب والتطرف، بما يشمل مكافحة المعلومات المضلِّلة عبر «الإنترنت» ووسائل التواصل الاجتماعي. جاء ذلك في بيان الدولة خلال المناقشة العامة حول استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب ضمن فعاليات الأسبوع الثالث لمكافحة الإرهاب الذي عُقد مؤخراً في نيويورك، ويقام كل عامين.

وتؤمِن دولة الإمارات بأن الإرهاب ظاهرة عالمية معقَّدة ومتشابكة، تتجاوز الحدود والثقافات والمذاهب والأديان، الأمر الذي يعكس فهماً دقيقاً لطبيعة هذا الخطر الداهم، وبالتالي، فهي تؤكد دائماً أن مكافحتها تتطلب نهجاً متعدد الأطراف والأبعاد لمواجهتها على النحو الملائم. وانطلاقاً من هذه القناعة، لا تدخر الدولة جهداً لدعم الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب، على النحو الذي يتيح للمجتمع الدولي الاستجابة الفاعلة لها.

ويمثل اعتماد مجلس الأمن، بالإجماع، القرار الذي شاركت في صياغته الإمارات والمملكة المتحدة بشأن «التسامح والسلام والأمن»، والذي يُعد الأول من نوعه الذي يعترف بأن خطاب الكراهية والعنصرية والتطرف يمكن أن يؤدي إلى اندلاع النزاعات وتصعيدها وتكرارها، أحدثَ جهود الدولة لمواجهة الأسباب الجذرية التي تغذّي ظاهرة الإرهاب.

ولطالما أكدت دولة الإمارات أن «الإسلاموفوبيا» تُعد من الظواهر التي تغذّي كلّاً من التعصب والتطرف والإرهاب، وبالتالي، فقد عملت على التصدي لها بشكل حاسم، ولعل أحدث ما اتخذته الدولة في هذا السياق، استدعاء وزارة الخارجية سفيرة مملكة السويد لدى الدولة، وإبلاغها احتجاج الإمارات واستنكارها الشديدين لسماح حكومة السويد لمتطرفين في العاصمة ستوكهولم بحرق نسخة من القرآن الكريم، وتهرّبها من مسؤوليتها الدولية وعدم احترام القيم الاجتماعية في هذا الصدد، مشدِّدة على أهمية مراقبة خطاب الكراهية والعنصرية اللتين تؤثران سلباً على تحقيق السلام والأمن.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.