تُولي دولة الإمارات رعاية الأطفال أهمية قصوى، سواء كان ذلك على المستوى الاتحادي، أو على مستوى كل إمارة على حدة، ولهذه الرعاية أوجه متعدّدة، منها إنشاء المؤسسات، مثل الهيئة الاتحادية للتعليم المبكر، وإطلاق الجوائز، مثل جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة التي أُسّست عام 2016، وسنّ القوانين الكفيلة بحماية الأطفال في مواجهة أي أخطار، ومن هذه القوانين على سبيل المثال لا الحصر، القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2016 المعروف باسم قانون وديمة، والذي يؤكد حق الطفل في الحياة والنماء، وتوفير كل الفرص اللازمة لتحقيق ذلك، كما يعمل القانون على حماية الطفل من كل مظاهر الإهمال والاستغلال، ومن أي عنف بدني ونفسي.

ويجسّد هذا الاهتمام بالطفل، حرص القيادة الرشيدة على تنشئة أجيالنا الجديدة تنشئة سليمة، لكي يصبحوا قوة فاعلة في تعزيز عملية التنمية المستدامة، التي تشهدها الدولة، وتطمح من خلالها إلى تحقيق المزيد من التميز على الصعيدَين الإقليمي والدولي في المجالات كافة. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حرص دولة الإمارات على رعاية الأطفال ودعمهم، وتوفير مستقبل مزدهر لهم، حيث قال سموه في تغريدة على حسابه الرسمي بمناسبة يوم الطفل الإماراتي الذي يوافق 15 مارس من كل عام: «في يوم الطفل الإماراتي، نؤكد أن تنشئة الأطفال، وتوفير البيئة المناسبة، وتأمين مستقبل أفضل لهم.. يمثل أولوية وركيزة أساسية يقوم عليها عملنا في دولة الإمارات.. الاستثمار في الطفولة هو استثمار في المستقبل».

وفي سياق جهودها المتواصلة لدعم الطفولة، شهد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، إطلاق «مختبر بيانات الطفولة» في أبوظبي، بحضور سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد، رئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، ويعدّ هذا المختبر، الذي طوّرته هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، الأول من نوعه في المنطقة؛ الأمر الذي يجسد السبق الذي تحقّقه دولة الإمارات في مجال دعم الطفل، وسيعمل المختبر على جمع البيانات من 11 مؤسسة حكومية في إمارة أبوظبي معنيّة بتنمية وحماية عالم الطفولة، ليتم تحليل هذه البيانات لبيان التحديات التي تواجه جهود وبرامج تنمية الطفولة.

وممّا لا شك فيه أن هذه الخطوة سترسخ الجهود الدؤوبة التي تبذلها الدولة لدعم الطفل، حيث إنه مخصّص لجمع البيانات المرتبطة بتنمية الطفولة، وتحليلها ومعالجتها؛ ما يعني توفير المعلومات اللازمة لصناع القرار والمؤسسات المعنية بقطاع الطفولة لإعداد السياسات والخطط الاستراتيجية اللازمة لتعزيز تطوير هذا القطاع، الذي يمثّل أحد القطاعات الحيوية في المجتمع، وذلك من خلال تنمية المهارات الذهنية للأطفال وتطوير قدراتهم، وفقًا لأحدث المعايير العلمية والدولية المعتمَدة في مجال تنشئة الأطفال.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.