يعاني الأطفال في العديد من دول العالم أوضاعاً صعبةً، سواء على مستوى الرعاية أو الحقوق. وفي الإمارات يعيش الأطفالُ واقعاً يمكن اعتباره نموذجياً، حيث ينعمون بأفضل رعاية من جانب الدولة، ويتمتعون بأعلى مستوى من العناية التي يمكن تحقيقها لهم، إيماناً من دولة الإمارات بأن مستوى تقدم الدول وتحضرها يقاس في جانب مهم منه بما توليه من رعاية للطفل، وبما تسعى إلى تحقيقه ضماناً لأمنه وسلامته ومستقبله.

لقد كفلت دولةُ الإمارات رعايتَها للطفل منذ قيام الدولة الاتحادية، حيث نص دستور الإمارات على وجوب تحقيق الرعاية الفضلى للطفل، إضافة إلى رعاية الأسرة التي تقع عليها مسؤولية الحضانة والتنشئة.

وقد امتدت رعاية الطفل والعناية به في الإمارات إلى كافة المجالات الحيوية للطفل، لاسيما المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية والنفسية والتربوية.. وهو ما أكد الريادةَ الإماراتيةَ في مجال العناية بالطفل ورعايته. كما ضمنت التشريعاتُ والقوانينُ تحقيقَ ذلك من خلال منظومة تشريعية متكاملة، وبنية أساسية للعديد من المؤسسات والآليات الوطنية المعنية برعاية الطفل والعناية به.

وتأكيداً لالتزام الدولة بذلك فقد أصدرت الإماراتُ القانونَ الاتحادي رقم 3 لسنة 2016 المعني بحماية حقوق الطفل ورعايته، وهو الالتزام الذي أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتسمية القانون باسم الطفلة البريئة «وديمة»، ولتظل كلمات سموه ماثلةً دائماً كعنوان لالتزام الدولة بحماية الطفل: «إن لجميع الأطفال دون تمييز الحق في حياة آمنة وبيئة مستقرة ورعاية دائمة وحماية من أية مخاطر أو انتهاكات، وإن مصلحة الطفل لابد أن تكون مقدمة على أية مصلحة، واحتياجاته الأساسية وحقوقه واجب علينا جميعاً التعاون لتحقيقهما، وإننا لن نتهاون أبداً مع مَن ينتهك حقوق الطفل الأساسية، وإن القانون الجديد جاء ليغطي ويشمل جميع المجالات المتعلقة بحقوق الطفل، ويحوي من الآليات ما يضمن تطبيقه، ومن العقوبات ما يشكل رادعاً لمن لا تردعه أخلاقه ودينه عن التعدي على الأطفال، وإن فقدت (وديمة) حياتها، فإن ذكراها ستظل حية بيننا بهذا القانون، لتذكّر الجميع بأن حقوق الأطفال خط أحمر لابد أن يتكاتف المجتمع كله لحمايته».

كما عززت الإمارات من ريادتها العالمية في حماية الطفل على كافة المستويات، عبر تدشين الدولة لفعالية سنوية في الخامس عشر من مارس خاصة «بيوم الطفل الإماراتي»، يتم فيه الاحتفاء بالطفل الإماراتي وإبراز دور الدولة وإنجازاتها لصالحه، وهو اليوم الذي يأتي تجسيداً لرؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الخاصة بتعزيز حقوق الطفل، وتسخير كل إمكانيات الدولة لخلق واقع ومستقبل أمثل له، وهو ما حرصت سموها على تحقيقه بدعوتها لإنشاء المجلس الاستشاري للطفل، ليمثل نقطة الانطلاق لإنشاء برلمان للطفل الإماراتي، ومنصةً للتعبير عن آماله وتطلعاته، وليكون شريكاً في تعزيز واقعه وبناء مستقبله في وطنه الإمارات.

كما شملت رعايةُ سموها جميع الأطفال العرب بإنشاء برلمان الطفل العربي بجامعة الدول العربية، الذي يعقد جلساته بشكل سنوي في يوم الطفل الإماراتي، لتعزيز مشاركة الأطفال العرب في صنع القرارات الخاصة بحاضرهم ومستقبلهم عن طريق الحوار المشترك بين أطفال الدول العربية وحكوماتهم.

*كاتبة إماراتية