في أكتوبر 2023 طوّر علماء من جامعة كامبريدج شريحة إلكترونية، يتم وضعها داخل الهاتف لتزيد من قوة البطارية، وحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية فإنَّه يمكن للمستخدم شحن هاتفه مرة واحدة كلّ شهر.
لطالما كان لعلماء الرياضيات في جامعة كامبريدج دور كبير في تطوير العلم، وها هم يواصلون إبهارنا كل يوم. في عام 2016 طوّر علماءُ الجامعة أصغرَ محرك مجهري في العالم، وهو محرك له القدرة على توجيه الروبوتات، بما فيها الروبوتات النانوية الطبيّة. وفي عام 2022 طوّر علماء الجامعة «جنيناً صناعياً» لفأر، استمر قلبه ينبض في المختبر (8) أيام، وكان ذلك للمرة الأولى عبْر استخدام الخلايا الجذعية.
لقد أصبح من المهم لمن يتابعون حركةَ العلم أن يراقبوا الناتج العلمي لهذه الجامعة العريقة، والتي حُظيت باهتمام العالم أثناء جائحة كورونا، حين أعلنت لقاحها الشهير، ثم ها هي تجذب أنظارَ العالَم من جديد بلقاحها ضد مرض الملاريا.
تأسست جامعة كامبريدج في مدينة كامبريدج البريطانية عام 1209، وهي ثاني أقدم جامعة في العالم الناطق بالإنجليزية بعد جامعة أكسفورد. وكعادة جامعات الغرب الكبرى، وفي مقدمتها جامعة هارفارد، فقد نشأت كامبريدج كجامعة دينية، وأصبحت من أبرز جامعات القرون الوسطى لقرون عدة. إلى أن أصبحت في طليعة جامعات الحداثة، وإحدى أقوى جامعات العالَم في الرياضيات والفيزياء.
في القرن السابع عشر وضع أستاذ كامبريدج الكبير «اسحق نيوتن» جامعتَه في مكانة سامية، وبعد أن شغل نيوتن العالَمَ بنظرية الجاذبية، عاد «تشارلز داروين» وأشعل النقاش بشأن نظرية التطور، ثم قاد «جوزيف طومسون» نقاشاً آخر عقب اكتشافه الإلكترون، ثم نقل كل من «جيمس واطسون» و«فرنسيس كريك» النقاشَ إلى المستقبل البيولوجي للإنسان، بعد اكتشافهم تركيب الحمض النووي (DNA).
لقد امتد النفوذ العلمي لكامبريدج وصولاً إلى حقبة «آلان تورينج» مطوِّر أول جهاز كمبيوتر في العالم، و«إرنست رذرفورد»، أبو الفيزياء النووية، و«روبرت أوبنهايمر»، أبو القنبلة النووية الذي عمل في مختبرات «كافنديش»، وهى واحدة من أشهر مختبرات الفيزياء بالعالم وتتبع جامعة كامبريدج.. وصولاً إلى علماء كامبريدج المعاصرين، وفي مقدمتهم الفيزيائي الشهير «ستيفن هوكينج»، مدير البحوث في مركز علوم الكونيات بجامعة كامبريدج.
وهكذا.. فإن الجامعة الدينية القروسطوية التي امتدح عددٌ من أساتذتها العبوديةَ، واستفادت مالياً من تجارة العبيد، قد نجحت في أن تقود جانباً كبيراً مِن حركة العلم في العالم.
في عام 2022 اعترفت كامبريدج باستفادتها من أموال تجارة الرقيق على مدى تاريخها، كما اعترفت بدفاع بعض أساتذتها البارزين عن الأسس الفكرية لتجارة العبيد، لكنها قالت إن الجامعة لم تمتلك أي عبيد أو مزارع للاستعباد بشكل مباشر، وأنها شرعت في تصحيح أخطائها، بزيادة المنح الدراسية لذوي البشرة السوداء.
ذات يوم قال لي الدكتور أحمد زويل: لقد حصلتْ جامعتُنا (كالتك) على أكثر من 30 جائزة نوبل، وبذلك نحن من أكبر جامعات العالم حصولاً على نوبل، لكن جامعة كامبريدج تفوق جامعتنا بالتأكيد.
لقد حصلت كامبريدج على أكثر من 90 جائزة نوبل، وهي تسعى لتبدأ نادي المائة، ليس مائة جامعة الأولى، ولكن مائة نوبل الأولى!

*كاتب مصري