وسط الاضطرابات الكبيرة في العالم، خاصةً حربي أوكرانيا وغزة، طلبتْ الهند من أعضاء «منظمة شنغهاي للتعاون» العمل معاً على تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة عبر الالتزام الصارم بمبادئ القانون الدولي، واحترام سيادة ووحدة أراضي بعضها البعض. وفي كلمة ألقاها أمام الدورة الثانية والعشرين لمجلس رؤساء حكومات «منظمة شنغهاي» في بيشكيك بقيرغيزستان، قال وزير الخارجية الهندي جاي شنكر إن هناك حاجة أكبر للاندماج الاقتصادي بين أعضاء المنظمة. 
وتضم المنظمة كلاً من الهند والصين وروسيا وباكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان. وهي كتلة اقتصادية وأمنية مؤثرة، وواحدةٌ من أهم الهيئات متعددة الأطراف في العالم. ويُنظر إليها على أنها تجمعٌ يختلف عن العديد من التجمعات متعددة الأطراف الأخرى نظراً لأنه لا يخضع لهيمنة الدول الغربية. وقد توسّع التجمع مؤخراً بعد انضمام إيران إليه، مما جعله أكثر تمثيلية. ووسط الجهود الغربية الرامية لعزل روسيا، واصلت الدول الأعضاء في المنظمة النأي عن انتقاد روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.
وأُنشئ هذا التجمع متعدد الأطراف في الأصل من قبل الصين وروسيا ودول آسيا الوسطى ليكون تجمعاً أمنياً من أجل محاربة الإرهاب، من بين أهداف أخرى، ولتوفير بديل للتجمعات التي يهيمن عليها الغرب. وفي عام 2017، أصبحت الهند عضواً كامل العضوية فيه إلى جانب غريمها اللدود باكستان. 
وتنظر الهند إلى «منظمة شنغهاي للتعاون» باعتبارها تجمعاً يستطيع تزويدَها بطرق تجارية بديلة وكذلك منتدى للقضايا الأمنية. كما تمثّل المنظمة منتدى يساعد الهندَ على تعزيز مكانتها على الساحة العالمية ويتيح لها فرصة لإعادة إحياء الروابط القديمة والعلاقات الثقافية مع جمهوريات آسيا الوسطى. 
وإذا كان هدف «منظمة شنغهاي» يشمل تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء والثقة المتبادلة وتعزيز التعاون، فإن هناك اختلافات كثيرة في الرأي بشأن العديد من القضايا، بما في ذلك النزاعات الحدودية ومشاريع الربط. وهذا الاختلاف في الرأي هو الذي يحول دون تحقيق الكتلة لكامل إمكاناتها ويطرح تحديات في تنفيذ أهدافها. وتشمل أهدافُ الهند الرئيسية في المنظمة مكافحةَ الإرهاب العابر للحدود، والضغطَ من أجل تشكيل حكومة وحدة في أفغانستان، والربطَ الطرقي بين دول المنظمة.. مع احترام سيادة الدول الأعضاء وسلامة أراضيها. 
وهناك عدد من المشاريع المتعثرة التي يمكن أن تعزّز أمن الطاقة. وعلى سبيل المثال، فإن خط الأنابيب الممتد عبر تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند، والذي سعت الهند لإكمال أشغاله باعتبارها دولة تعاني من نقص متزايد في الطاقة، متوقف منذ عام 2006. غير أن جمهوريات آسيا الوسطى الأعضاء في هذا التكتل حريصة على زيادة التجارة بين جنوب آسيا وأوراسيا. كما تسعى الهند لزيادة ربطها مع آسيا الوسطى بما في ذلك على المستوى الثنائي.
ومما لا شك فيه أن «منظمة شنغهاي للتعاون» مفيدة للهند في تعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع آسيا الوسطى، ناهيك عن أمن الطاقة والدفع نحو إقامة الربط الطرقي ومكافحة الإرهاب. ومن الواضح أنه ما زال أمام التكتل شوط طويل ليقطعه، وبالنسبة للهند هناك بالتأكيد دور لتلعبه باعتبارها واحداً من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم. وتستطيع الهند الاستفادة من التكتل في مواصلة الدفع في اتجاه مشاريع الربط والتعاطي مع قضايا مثل إرهاب المخدرات. 
* رئيس مركز الدراسات الإسلامية- نيودلهي