يَعتبر قادةُ الحزب الديمقراطي الأميركي وأنصارُه أن أحد الانشغالات الرئيسية على أجندتهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية هي العمل على تقليص فجوة اللا مساوة في المجتمع الأميركي، أي تضييق الفوارق بين الفئات الأكثر غنى والأخرى الأشد فقراً. لكن في هذه الصورة نرى مخيماً ممتداً على طول الشارع الأشهر في مدينة فينيكس، عاصمة ولاية أريزونا الأميركية وأكبر مدنها وأكثرها سكاناً. وهو واحد من مخيمات عديدة توجد في المدينة، تأوي المشردين وعديمي المأوى الذين تزداد أوضاعهم صعوبةً مع قدوم كل شتاء، إذ لا تكفي هذه الخيم لوقايتهم من برودة الجو القارس ومياه الأمطار المنهمرة خلال هذه الفترة. 

وقد وجد تقريرٌ حكومي منشورٌ في الأشهر الأخيرة أن عدد المشردين على المستوى الوطني الأميركي ازداد بأكثر من 70 ألف شخص، أو بما نسبته 12 في المئة، خلال الفترة المنقضية من رئاسة الرئيس «الديمقراطي» جو بايدن. ووفقاً للإحصاءات والأرقام التي اشتمل عليها هذا التقرير الرسمي، فإنه يوجد في الولايات المتحدة حالياً 653,104 أشخاص بلا مأوى، يعيش أغلبهم على الطرقات وتحت الجسور وفي خيم تم نصبها على النحو الذي نراه في هذه الصورة. ويَعتبر كثيرٌ من المنتسبين لتيار اليسار الأميركي، وبعضهم أعضاء في الحزب الديمقراطي نفسه، أن أكبر فشل للإرادة الحالية هو إخفاقها في معالجة المعضلة الإنسانية والاجتماعية التي يمثلها وجود هذا العدد الهائل من المشردين في شوارع الدولة العظمى صاحبة الاقتصاد الأكبر في العالم! (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)