تمضي سنة الإمارات 2023، وهي ما تفتأ حُبلى بالمنجزات والمبادرات، ولو كانت السنة سنتين، لما وسعتها المستحيلات المحققات. السطور القليلة لا تسعها والصفحات المقبلات لا توفيها حقها من التوثيق، فلنمضِ بالممكنات.
ولنبدأ بالتعليم، الرافعة الحقيقية للتنمية المستدامة في شتى مناحي الحياة، أو بالأحرى هو الاقتصاد الأغلى في العالم. وهذا تحديداً ما أكد عليه صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وهو يبارك لأبنائه الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور العامَ الدراسي الجديد متمنياً أن يكون عاماً موفقاً وناجحاً. ولطالما أكدت القيادة على أهمية الدور التربوي للمدرسة إلى جانب دورها التعليمي، وعلى ضرورة التعاون بين الجميع، ضماناً لمخرجات تعليمية تخدم رؤيتنا التنموية التي تَعتبر التعليمَ والتعلم المستمر أساس التقدم. وطبقاً لهذه الرؤية المتقدمة، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، أعلن سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، افتتاح 11 مجمعاً جديداً ضمن مشروع «مجمعات زايد التعليمية» على مستوى الدولة.
وجودة التعليم في حد ذاتها مرتبطة بتوفير سبل السكن الذي يحقق الطمأنينة والسكينة والاستقرار الاجتماعي، وهو ما تأتّى بفضل توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، حيث اعتمد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، ميزانيةً بقيمة 85.4 مليار درهم لتطوير أحياء سكنية متكاملة تسهم في تعزيز جودة حياة الأسر المواطنة في مختلف مناطق الإمارة.
ومن الأحداث البارزة في الدولة لا يفوتنا، كما لا يفوت العالم كله، مؤتمر القمة العالمية للحكومات عام 2023، حيث غرد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على حسابه في منصة «تويتر»: «اختتمنا اليوم القمة العالمية للحكومات في دورتها العاشرة.. 10 آلاف متخصص ومسؤول حكومي.. 80 منظمة دولية.. 80 اتفاقية عالمية بين الدول المشاركة تم توقيعها.. القمة تمثل دولتنا.. التي تجمع العالم.. وتستشرف المستقبل.. وتمثل قوة خير للبشرية».
أما الإنجازات التي تتواصل بلا توقف، فيمكن أن نأخذ منها العينة التالية كما أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد:
- اعتمدنا بحمد الله أكبر مشروع جديد في قطاع النقل العام في دبي.. «مسار الخط الأزرق لمترو دبي».. بطول 30 كم نصفها تحت الأرض بأعماق تصل 70 متراً.. وبتكلفة 18 مليار درهم.. وهو يغطي مناطق يصل سكانها مليون نسمة.. مثل مرسى خور دبي، وفيستيفال سيتي، والمدينة العالمية، والراشدية، والورقاء، ومردف، ومناطق حضرية مثل واحة السيليكون والمدينة الأكاديمية وغيرها.. وسينقل الخط الجديدُ 320 ألف راكب يومياً.
- مترو دبي جزء من روح دبي.. وحياة دبي اليومية مرتبطة به ومرتبطة عبره ومترابطة بكل أحيائها وسكانها بوجوده.. استخدمه 2 مليار شخص منذ إطلاقه في عام 2009.
ونأتي الآن للحدث الأبرز في عام 2023، وكان بمثابة ختام باهر للعالم أجمع، ألا وهو «كوب 28».. فكيف انتهى هذا المؤتمر العالمي؟ أجمعت الوفود المشاركة على أنه كان نسخة استثنائية، وقالت كلها: أفضل رئاسة مرت علينا، في الدقة والعناية بالتفاصيل.. فمنذ أول يوم، تم تفعيل صندوق «التمويل المناخي» الذي كان أمره معلَّقاً في اتفاقية باريس للمناخ عام 2015، ومن هنا جاء الفرج، حيث تجاوز مبلغ الصندوق 83 مليار دولار، من أجل الحد من الانبعاثات الكربونية.
وأكثر من 134 دولة حظيت بالدعم في مجال الزراعة المستدامة والأمن الغذائي، وهو دعم يستفيد منه قرابة 5.7 مليار إنسان. وقد تعهدت 130 دولة بزيادة قدراتها الإنتاجية في مجال الطاقة المتجددة، وانضمت 52 شركة لميثاق خفض الانبعاثات في قطاع النفط والغاز بحدود 40% من إنتاج النفط العالمي.
وقد أنشأت الإمارات صندوقاً بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، وأقرت 78 دولة و40 منظمة إعلان الإمارات للإغاثة والتعافي والسلامة والمناخ. وخصصت الإمارات 150 مليون دولار لمواجهة تحدي مشكلة ندرة المياه في المجتمعات الضعيفة.
هذا جانب من محصلة عظيمة، لكن القادم أعظم وأفضل.

*كاتب إماراتي