عاماً بعد عام، تثبت القمة العالمية للحكومات أنها مساهمة حيوية تقدمها دولة الإمارات لتطوير العمل الحكومي، ودعم التعاون الدولي في هذا المجال، وهي في الوقت نفسه تعتبر أحد أهم الملتقيات العالمية المتخصصة في البحث عن المستقبل القمة تضمنت اجتماعات وزارية عدة رفيعة المستوى، منها اجتماع للوزراء المعنيين بالتنمية المستدامة، واجتماع وزاري لمناقشة ملامح الجيل القادم من حكومات المستقبل .

شهدت الدورة الأخيرة للقمة العالمية للحكومات، والتي انعقدت في الفترة ما بين 12 إلى 14 فبراير الجاري، تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل» زخماً استثنائياً، وأكدت أن القمة أصبحت منصة دولية جامعة لاستشراف وصناعة حكومات المستقبل، كما احتضنت مجموعة من الجوائز العلمية الهادفة لتحفيز الابتكار والتميز في مختلف المجالات. وفي الواقع، فإن القمة العالمية للحكومات، قد صارت حدثاً سنوياً يترقبه العالم، باعتبارها منصة معرفية أطلقتها دولة الإمارات للعالم أجمع، وشهدت في السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً من قبل الحكومات وصانعي السياسات والجمهور العام، وذلك لما لها من دور مهم في صياغة مستقبل العالم.

وقد أكّد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن الحضور العالمي الكبير ورفيع المستوى في القمة العالمية للحكومات 2024 والموضوعات الحيوية التي طرحت على جدول أعمالها والتنظيم المتميز لها، جسّد مكانتها المهمة ضمن الفعاليات الكبرى في العالم، كما أشاد سموّه برؤية وجهود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قائلاً، «بفضل رعاية أخي محمد بن راشد، أصبحت القمة منصة عالمية على أرض الإمارات، للحوار حول تطوير العمل الحكومي، واستشراف حكومات المستقبل بما يعود بالخير على الشعوب في مختلف دول العالم».

وقد استضافت القمة في دورتها لهذا العام، أكثر من 25 رئيس دولة وحكومة، وقادة أكثر من 85 منظمة دولية وإقليمية، و120 وفداً حكومياً، ونخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، وأكثر من 8 من العلماء الفائزين بجائزة نوبل، لبحث التوجهات المستقبلية العالمية الكبرى في أكثر من 110 جلسات رئيسة حوارية وتفاعلية، تحدثت خلالها 200 شخصية عالمية، إضافة إلى أكثر من 23 اجتماعاً وزارياً وجلسة تنفيذية، بحضور أكثر من 300 وزير.

واستمدت الدورة الأخيرة للقمة أهمية خاصة لشمول جدول أعمالها العديد من القضايا الحيوية التي طرحت للنقاش بهدف تشكيل مستقبل أفضل للبشرية في مواجهة الكثير من التحديات الراهنة، وبشكل أكثر تفصيلاً، فقد تناولت القمة ستة محاور أساسية، حيث سلط المحور الأول الضوء على ضرورة تسريع حكومات العالم مبادراتها الرقمية التحويلية، واعتمادها على التكنولوجيا في مختلف المجالات، وناقش المحور الثاني القوى التحولية التي ستظهر خلال العقود المقبلة، والتي ستحدث تغييرات تكنولوجية جذرية، من أهمها الذكاء الاصطناعي التوليدي، وبحث المحور الثالث الرؤية الجديدة للتنمية واقتصادات المستقبل، واستعرض المحور الرابع مستقبل التعليم وتطلعات مجتمعات الغد، وتناول المحور الخامس الاستدامة والتحولات العالمية الجديدة، فيما ركز المحور السادس على التوسع الحضري المتسارع والأولويات الصحية العالمية.

كما عُقِد خلال القمة اجتماعات وزارية عدة رفيعة المستوى، منها اجتماع للوزراء المعنيين بالتنمية المستدامة، واجتماع وزاري لمناقشة ملامح الجيل القادم من حكومات المستقبل، واجتماع لوزراء المالية العرب، واجتماع تشاوري لوزراء العمل بدول مجلس التعاون الخليجي، وأطلقت القمة ضمن أعمالها المسح العالمي للوزراء، حيث دعت وزراء العالم للمساهمة بأفكارهم حول القضايا العالمية الحاسمة، والمشاركة في تعزيز الحلول التعاونية.

وعاماً بعد عام، تثبت القمة العالمية للحكومات أنها مساهمة حيوية تقدمها دولة الإمارات لتطوير العمل الحكومي، ودعم التعاون الدولي في هذا المجال، وهي في الوقت نفسه تعتبر أحد أهم الملتقيات العالمية المتخصصة في البحث عن المستقبل وإمكانياته وفرصه، والعمل على جمع القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية الدولية للحديث عن تسخير موارد الجميع لمواجهة التحديات، وصنع مستقبل أفضل للشعوب.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.