يُعدُّ المعرض الدولي للأمن الوطني ودرء المخاطر «آيسنار» حدثاً محوريّاً، ونقطة التقاء لقادة العالم، والمبتكرين، وأصحاب المصلحة في مجال الأمن والمرونة. ويواصل المعرض، في نسخته الثامنة الكبرى، التي تقام خلال الفترة من 21 إلى 23 مايو 2024، العمل بصفته منارة للتعاون والابتكار في حماية الدول والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.

وقد أصبحت ضرورة تعزيز الدول أجهزتها الأمنية وقدراتها على الصمود، واضحة بشكل متزايد، مع تطور مشهد التهديد النابع من التقدم التكنولوجي والتحولات الجيوسياسية، ومن هنا، تأتي أهمية المعرض الذي يوفر منصة للحكومات، والوكالات الأمنية، والخبراء، والجهات الفاعلة، لتبادل الأفكار، وإقامة شراكات لمواجهة التحديات الناشئة بشكل فعَّال. وتُمثل النسخة الثامنة من «آيسنار»، رمزاً لنمو الحدث وأهميته على الساحة العالمية، وهو ما تؤكده أجندة فعالياته التي تشتمل على مجموعة متنوعة من القضايا الحيوية، منها الأمن السيبراني، وأمن الحدود، وحماية البنية التحتية الحيوية، والاستجابة لحالات الطوارئ، وإدارة الكوارث، ويؤكد النهج الشامل في معالجة «آيسنار» لهذه القضايا الطبيعةَ المترابطةَ للتحديات الأمنية الحديثة، والحاجة إلى حلول شاملة. ومن اللافت للنظر أن إحدى السمات المميزة لدورة هذا العام من «آيسنار»، هي التركيز على الابتكار، إذ يُعد المعرض بمنزلة منصة انطلاق للتقنيات والحلول الرائدة التي تعيد تعريف المشهد الأمني، ومن الذكاء الاصطناعي والقياسات الحيوية إلى الأنظمة غير المأهولة والمراقبة المتقدمة، سيقدم العارضون أحدث التطورات التي تهدف إلى تشكيل مستقبل العمليات الأمنية.

وإضافةً إلى ذلك يُسهِّل المعرض تبادل المعرفة من خلال سلسلة من الندوات، وورش العمل، والعروض الحية التي يجريها خبراء الصناعة وقادة الفكر، وتتناول هذه الجلسات موضوعات متنوعة تتراوح بين استراتيجيات مكافحة الإرهاب، وتدابير بناء القدرة على الصمود في مواجهة الكوارث الطبيعية، وعبر تعزيز الحوار والتعاون من المأمول التوصل إلى تنمية ثقافة التعلم المستمر والتكيف الضروري لمواجهة التحديات الأمنية الديناميكية. ويؤدي «آيسنار»، دوراً حيوياً في تعزيز التعاون والتواصل الدولي، فضلاً عن دوره كحلقة وصل للابتكار والتعلم، حيث يجتمع المسؤولون الحكوميون، والمتخصصون بالأمن من جميع أنحاء العالم، ما يوفر فرصاً لا مثيل لها لبناء الشراكات، ومن خلال الاجتماعات الثنائية، والمناقشات الاستراتيجية، والمبادرات المشتركة، يعمل أصحاب المصلحة على تعزيز جهود الأمن الجماعي على نطاق عالمي. وإدراكاً لحقيقة أن الحلول الأمنية الفعَّالة تتطلب التعاون التام بين الحكومات والقطاع الخاص، يوفر المعرض منصة للاعبين في مجال الصناعة، بغيةَ التواصل مع صناع القرار، وعرض قدراتهم، والإسهام في تطوير استراتيجيات أمنية شاملة.

وإضافةً إلى ما تقدم يُحفِّز المعرض الاستثمار في قطاع الأمن، إذ يستقطب رجال الأعمال، والشركات الناشئة ممن يسعون إلى الاستفادة من الفرص الناشئة في سوق الأمن العالمية. ويمكن للعارضين من خلال عرض ابتكاراتهم، وإقامة تحالفات استراتيجية، ودفع النمو في صناعة الأمن. وإلى جانب تأثير المعرض المباشر، فإنه يحظى بآثار بعيدة المدى في تعزيز الأمن الوطني، والقدرة على الصمود، حيث إنه ومن خلال تبادل المعرفة، يعزز المعرض القدرة الجماعية للدول على توقع التهديدات الأمنية، ومنعها، وفي عصر يتسم بعدم اليقين والتعقيد، فإن فعاليات مثل المعرض الدولي للأمن الوطني ودرء المخاطر تكون منارات للأمل، لتوجيه الدول نحو مستقبل أكثر أماناً ومرونة. ومن المقرَّر أن تشهد الدورة الثامنة لـ «آيسنار» عودة لتوزيع جوائز الابتكار، وهي جوائز مفتوحة أمام جميع العارضين الراغبين في إطلاق ابتكاراتهم التجريبية رسميّاً أمام مجموعة من روَّاد صناعة تقنيات الأمن العالميين، إذ تتاح لهم الفرصة لعرض أحدث منتجاتهم التقنية عبر مجموعة من القنوات قبل المعرض وأثناءه وبعده، لتقييمها واختبارها عمليّاً.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.