منذ أكثر من 13 عاماً يعقد التحالف من أجل الحقوق الإنسانية للمهاجرين في لوس أنجلوس منتدى لتعليم المهاجرين غير الشرعيين كيفية التقديم على إجراءات قانونية كي يتسنى لهم تأجيل ترحيل الأشخاص الذين ليس لديهم وثائق والذين جاؤوا إلى الولايات المتحدة الأميركية وهم أطفال. مشهد يؤرخ لمشكلة المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة، والوسائل التي عادة ما تلجأ إليها السُلطات الأميركية لدفع هذه النوع من المهاجرين إلى الترحيل الذاتي، وهي وسائل تتضمن تكتيكات جعلت الحياة صعبة على أي شخص يحاول البقاء.

ويشير تقرير «نيويورك تايمز» إلى أنه على مدار التاريخ الأميركي، سعى القادة السياسيون والنشطاء الذين يعارضون الهجرة إلى تشديد الإجراءات الأمنية على حدود البلاد بسبب مزاعم بأن المهاجرين يخفضون الأجور، ويرفعون أسعار المساكن ، ويتسببون في ازدحام المدارس. دونالد ترامب ليس هو الرئيس الأميركي الوحيد الذي اتخذ إجراءات لدفع المهاجرين ممن ليست لديهم أوراق ثبوتية إلى المغادرة الطوعية. ترامب جعل الترحيل الذاتي حجر الزاوية في حملة إدارته على المهاجرين الذين يفتقرون إلى الوضع القانوني.

وفي مقطع فيديو، قال ترامب إنهم يستطيعون «الترحيل الذاتي بالطريقة السهلة - أو يمكن ترحيلهم بالطريقة الصعبة». كما عرض المسؤولون الأميركيون على المهاجرين 1000 دولار، وتذاكر طيران مجانية للمغادرة. إن دفع المهاجرين نحو الترحيل الذاتي سياسة أميركية تعود إلى أكثر من قرن، ووفقاً لبيانات جمعتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، أصدرت الحكومة الأميركية 58 مليون أمر ترحيل منذ عام 1895 ، فإن نحو 86 في المائة من عمليات الترحيل هذه حدثت بين عامي 1927 و 2022 وكانت بموجب ما يسمى «المغادرة الطوعية»، وتسمح هذه العملية الرسمية للمهاجرين بالمغادرة بمفردهم، بدلاً من مواجهة جلسات الاستماع والاحتجاز.

(الصورة من خدمة نيويورك تايمز)