في «بولك سيتي» بولاية أيوا الأميركية يتفقد آرون ليمان مزرعته العضوية المخصصة لانتاج فول الصويا. ليمان يواجه الآن تداعيات الرسوم الجمركية ونقص العمالة الزراعية جراء سياسات الإدارة الأميركية. الأمر يتعلق بمفارقة سياسية تأتي من أيوا، فهذه الولاية المؤيدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، تتضرر الآن من سياسات تجارية انتهجتها إدارته، خاصة ما يتعلق بالرسوم الجمركية على الصادرات الصينية، والتي جعلت بكين تتراجع عن استيراد بعض المنتجات الزراعية الأميركية مثل فول الصويا.
ويشير تقرير «نيويورك تايمز» إلى أنه بالنسبة لسكان ولاية أيوا، كانت خسارة سوق فول الصويا في الصين جراء سياسة فرض الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، واحدة فقط من بين صدمات اقتصادية ضربت الولاية منذ بداية الولاية الثانية للرئيس ترامب، حيث ارتفعت تكلفة الجرارات الزراعية والأسمدة. أصبحت العمالة الزراعية أكثر ندرة في ظل السياسات الجديدة التي تستهدف المهاجرين غير الشرعيين، ما أثر أيضاً على قطاع التصنيع المرتبط بالمنتجات الزراعية.
ولاية أيوا هي ثاني أكبر منتج للذرة وفول الصويا في الولايات المتحدة، التي تقوم بتصدير نصف انتاجها من فول الصويا، الذي يتوجه معظمه عادة إلى الصين، التي استوردت العام الماضي كميات منه بقيمة 12.6 مليار دولار.
وخلال الربع الأول من عام 2025، انخفض الناتج المحلي الإجمالي لولاية أيوا بنسبة 6.1 في المائة، أكثر من أي ولاية أخرى باستثناء نبراسكا المجاورة.
وفي التفاصيل تضرر التصنيع، الذي يقود 17 في المائة من الناتج الاقتصادي لولاية أيوا، جراء ارتفاع تكاليف الإنتاج جزئياً بسبب التعريفات الجمركية الباهظة على الواردات مثل الألومنيوم والصلب. تعتمد مصانع تعليب اللحوم في الولاية بشكل كبير على العمال المهاجرين، لكنها تضررت بسبب الإجراءات الجديدة الخاصة بالتعامل مع المهاجرين. تهدد حرب ترامب على الطاقة المتجددة أيضاً صناعة الرياح التي تنتج أكثر من نصف الكهرباء في ولاية أيوا. (الصورة من خدمة نيويورك تايمز)


