رعاية الأطفال ونموهم بشكل صحي وسليم، يعدّان أولوية قصوى لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي أقرّت مجموعة تشريعات تسعى إلى ضمان حقوقهم في الحياة والبقاء والنماء، وحمايتهم من مظاهر الإهمال والاستغلال كافة، وسوء المعاملة، حيث أكد قانون حقوق الطفل (وديمة) «تَمتُّع الطفل بجميع الحقوق المقررة بموجبه والتشريعات الأخرى السارية في الدولة، وحمايته دون تمييز بسبب أصله أو جنسه أو موطنه أو عقيدته الدينية أو مركزه الاجتماعي أو إعاقته»، ما يشير إلى المضي قدماً في الاهتمام بالأطفال، وضمان عيشهم بحياة آمنة ومستقرة، ومستقبل يقوم على الرفاه والسعادة.
وانسجاماً مع تطلعات القيادة الرشيدة في مواصلة تطوير التشريعات والسياسات الخاصة بحماية الطفولة، والتي تتسق مع أفضل الممارسات الدولية في هذا المجال، أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، مؤخراً قانوناً بإنشاء «هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة» نص على أن تختص الهيئة، التي يُنظر لها بوصفها شخصية اعتبارية مستقلة تتمتع بالأهلية القانونية الكاملة للتصرف، بوضع استراتيجية شاملة لتطوير الطفولة المبكرة في الإمارة، ومراجعة السياسات والبرامج المتعلقة بهذه الفئة، وتقييمها بالتنسيق مع الجهات المعنية، لوضع الخطط اللازمة لتطوير هذه البرامج، وتحديد كيفية تقديم الخدمات المتعلقة بهذه الفئة، التي تعرف على أنها المرحلة الممتدة من بداية الحمل إلى سن ثماني سنوات.
إن التشريعات والإجراءات والاستراتيجيات التي اعتمدتها دولة الإمارات منذ أن تأسست، بخصوص حماية الطفولة، وضعتها في موقع متصدر بهذا الشأن، إقليمياً ودولياً، حيث يُشهد للدولة اتخاذ كل السُّبل التي تدعم وتنمّي الطفل، حرصاً على رعايته وتهيئة الفرص أمامه، لتوفير بيئة مثالية لتربيته وتعليمه ورعاية مصالحه وحقوقه، لينعم بحاضر ومستقبل يمكّنانه من قيادة مسيرة النمو والتنمية، انسجاماً مع توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، بأن ينعم الطفل ببيئة مثالية تهتم بكل ما يخصه من تسهيلات وخدمات وحقوق، تؤهله لمستقبل مستقر ومستدام.
لقد أقرت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) استراتيجيات وبرامج عدّة خاصة برعاية الطفل والطفولة، كإنشاء مجلس استشاري للأطفال وجائزة لتكريم الفائزين في برنامج الوقاية من التنمر في المدارس، وغيرها، ليأتي القرار بإنشاء «هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة» تعبيراً عن الاهتمام الشديد بتوفير الفرص أمام الجميع للاستفادة من وسائل التعليم والصحة والثقافة وكل مقومات الحياة، بهدف تنشئة جيل واعد، قادر على الإسهام بفاعلية في مسيرة التنمية المستدامة في الدولة، وبما يشجع الباحثين والدارسين على إجراء البحوث التي ترتبط بمرحلة الطفولة المبكرة، إضافة إلى ضمان عملية التنسيق والمتابعة بين الجهات المعنية بشأن الطفولة. إن الحاجة المستمرة لتنمية الطفولة المبكرة تأتي متسقة مع أهداف دولة الإمارات في إعداد أطفال أسوياء ومتوازنين نفسياً ومعنوياً وجسدياً، ينعمون بالرخاء والطمأنينة، كحافز للتفاعل مع أسرهم ومجتمعاتهم بإيجابية وتشاركية، بعد أن ينعموا بحياة يتمتعون فيها بتنشئة صحية تؤهلهم لأن يكونوا قادة ومؤثرين في بناء وتطوير دولة عصرية متكاملة، تمنح القيمة والاحترام لقدرات الإنسان، الذهنية والنفسية والبدنية.
إن ما قالته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) في مارس الماضي، بمناسبة الاحتفال بـ «يوم الطفل الإماراتي» الذي يصادف الخامس عشر من مارس من كل عام «إن الطفل الإماراتي يحظى بكل اهتمام ورعاية فقد وفرت له الدولة كل سبل الأمان والاطمئنان والحماية وكل وسائل العلم والرعاية التي تعد أطفالنا للمستقبل وهم ينعمون بحاضر مزدهر»، لهو أمر واقعي وحقيقي، فدولة الإمارات وقفت مع الأطفال وأخذت بأيديهم نحو مستقبل مزدهر، يعيشون فيه بيسر وسهولة، ويحصلون من خلاله على كل الوسائل التي تسهّل عليهم حياتهم وتحقق لهم طموحاتهم، في العلم والعمل والعيش الرغيد.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.