قبيل أن فتح مسلح النار أمام متجر «وولمارت» في مدينة إل باسو، بولاية تكساس، ما أسفر عن مقتل عشرين شخصاً وإصابة العشرات، نُشر بيان يُعتقد أنه مرتبط به على شبكة الإنترنت، بيان يندد بـ«غزو للأميركيين اللاتينيين» ويكشف عن خطة لتقسيم الولايات المتحدة إلى مناطق على أساس العِرق.
وتعتقد السلطات أن باتريك كروسيوس البالغ 21 عاماً هو من كتب الوثيقة، وإن كانت ما زالت تجمع الأدلة.
وتبدأ الوثيقة بالإشادة ببيان المسلح الذي قتل 51 مسلماً بمسجدين في نيوزيلندا في وقت سابق من هذا العام. وكان ذاك البيان أشار إلى نظرية رائجة بين العنصريين البيض تعرف بـ«الاستبدال الكبير»، وتذهب إلى أن مجموعة سرية من النخب تعمل من أجل تدمير العرق الأبيض، عبر استبداله بالمهاجرين واللاجئين.
ويقول البيان: «إن هذا الهجوم هو ردٌّ على غزو الأميركيين اللاتينيين لتكساس». البيان، الذي يضم 2300 كلمة، مقسم إلى خمسة أقسام: الأسباب السياسية للهجوم، والأسباب الاقتصادية، والمعدات التي ستستخدم لتنفيذ إطلاق النار، ورد الفعل المتوقع على الهجوم، و«أسباب وخواطر شخصية». وتتضمن الوثيقة، التي تحمل عنوان «الحقيقة المرة»، مجموعة من المواقف والإيديولوجيات، وفيها يحذّر الكاتب من مخاطر تدهور البيئة، ويندد بنفوذ الشركات في الحكومة، ويحذر من الزواج المختلط بين الأعراق.
وتحت عنوان «الأسباب السياسية»، يندد البيان بـ«الديمقراطيين» و«الجمهوريين»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستصبح قريباً دولة ذات حزب واحد يديرها «الديمقراطيون» بسبب تزايد عدد السكان الأميركيين اللاتينيين، ووفاة جيل «طفرة المواليد» (جيل المولودين بين 1946 و1964)، و«خطاب اليمين المناوئ للمهاجرين». ويقول الكاتب: إن ازدياد عدد السكان الأميركيين اللاتينيين في تكساس سيجعل منها قريباً ولاية «ديمقراطية»، وهو الأمر الذي سيضمن، في نظره، انتصارات رئاسية متكررة للديمقراطيين.
ويقول البيان: «إن الحزب الديمقراطي سيسيطر على أميركا وهم يعرفون ذلك. وقد بدؤوا التحول منذ الآن، عبر التملق الشديد للكتلة الناخبة الأميركية اللاتينية في المناظرة الأولى للحزب».
وتهاجم الوثيقة بشكل متكرر الشركات، التي يقول عنها الكاتب إنها سيطرت على الحكومة. كما ينتقد «الجمهوريين» بسبب تفضيلهم الشركات، ولكنه يحاجج بأنه «مع الجمهوريين يمكن على الأقل تقليص عملية الهجرة ومنح الجنسية الجماعية بشكل كبير».
وإضافة إلى ذلك، يعبّر الكاتب عن مخاوف بسبب تأثير الأتمتة على فرص العمل، محاججاً بأنه لا ينبغي أن يُسمح للمهاجرين بالاستمرار في القدوم إلى البلد طالما أن فرص العمل قليلة. ويقول إنه إذا كان المهاجرون كثيراً ما يقومون بأعمال يستنكف عنها الأميركيون، فإن أبناءهم يسعون وراء فرص أحسن وكثيراً ما يحصلون على شهادات جامعية تسمح لهم بالحصول على مناصب تتطلب مهارات عالية.
وكتب الكاتب يقول إنه خطّط للاعتماد بشكل رئيسي على السلاح الهجومي «إيه كي 47» كسلاح لتنفيذ إطلاق النار، مشيراً إلى أنه حرارته ترتفع بعد نحو 100 طلقة وأنه سيحتاج لقفازات مقاومة للحرارة.
وأشار البيان إلى أن العديد من المهاجرين يعودون إلى بلدانهم من أجل جمع شمل عائلاتهم، محاججاً بأن «السكان الأميركيين اللاتينيين يرغبون في العودة إلى بلدانهم إن مُنحوا المناسبة، حوافز سأقوم أنا والكثير من الأميركيين الوطنيين الآخرين بتوفيرها». وكتب يقول إن مثل هذه الهجمات الإرهابية «ستزيل تهديد الكتلة الناخبة الأميركية اللاتينية».
ثم يختتم الكاتب بيانه بـ«أسباب وخواطر شخصية» فيقول إنه أمضى حياته يستعد لمستقبل غير موجود، وإنْ كان لا يحدد طبيعة هذا المستقبل. وختم بيانه بمهاجمة المهاجرين، معبِّراً عن قلقه من أن يستولي الأميركيون اللاتينيون على حكومة تكساس، ويقول إنه مُنح الحقوق – ربما في إشارة إلى قوانين الأسلحة الأميركية الفضفاضة والحق في حمل السلاح – لإنقاذ البلاد من الدمار.
ويقول البيان: «إن رفاقنا الأوروبيين ليست لديهم قوانين الأسلحة اللازمة لنبذ ملايين الغزاة الذين يجتاحون البلاد. ولهذا، فإنه ليس لديهم خيار سوى الجلوس ومشاهدة بلدانهم تحترق».
وأخيراً، يندد البيان في ختامه بالأزواج مختلطي الأعراق، مقترحاً تقسيم الولايات المتحدة إلى مناطق على أساس العرق. ويشير الكاتب إلى نظريات عنصرية بيضاء تذهب إلى أن «الثقافات الأقوى و/أو الأكثر جاذبية، ستتغلب على الثقافات الأضعف و/أو غير المرغوب فيها».
ويعبّر عن خوفه من التعرض للاعتقال، وليس من الموت خلال إطلاق النار، لأن ذلك سيعني تلقيه عقوبة الإعدام ونبذه من قبل عائلته. ويؤكد على أنه اعتنق إيديولوجيته العنصرية البيضاء قبل عدة سنوات، قبل انتخاب الرئيس دونالد ترامب وحملته لعام 2016، التي يقول إنها لم تؤثر على أسبابه لتنفيذ الهجوم. ويقول:«هذه مجرد بداية المعركة بالنسبة لأميركا وأوروبا».
*صحفية أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»