تتحرك الإمارات عسكرياً وإغاثياً في اليمن، ضمن مشروعية التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، بينما تقوم مجموعات إرهابية تتستر باسم الشرعية بمحاولات متكررة لاستهداف قوات التحالف العربي في عدن ومحافظات الجنوب. وما يجري هذه الأيام في المناطق المحررة من الانقلاب الحوثي، يتمثل في تخطيط حزب «الإصلاح»، الذي يعتبر واجهة تنظيم «الإخوان» الإرهابي، للزحف تحت ستار الشرعية على المحافظات المحررة، مصحوباً بمجموعات إرهابية تضم خليطاً متطرفاً، يحظى بدعم قطري، مالي وإعلامي، لدرجة أن إعلام الدوحة كرس أوقات بثه لمواكبة الأعمال الإرهابية اليائسة لاستهداف قوات التحالف العربي والمواطنين الآمنين في عدن والمحافظات المجاورة لها.
وهذا ما حذّرنا منه عندما بدأ تنظيم «الإخوان» الإرهابي يشن حملة ممنهجة ضد دور الإمارات في اليمن، لأن الفراغ الذي يريدون له أن يحدث بشكل مفاجئ في المحافظات اليمنية الجنوبية، كان الهدف منه تهيئة المناخ لسيطرة الإرهابيين. وهو السيناريو المفضل لدى المجموعات المتطرفة، التي تحاول استغلال الأوضاع في اليمن، وبخاصة أن الشرعية فتحت بضعفها المجال أمام اختراق صفوفها.
أثبتت الأيام الماضية، أن الوجود الإماراتي في اليمن كان ضامناً للاستقرار ومكافحة الإرهاب، وعدم السماح للمجموعات الإرهابية باستغلال الفراغ الأمني الناتج عن عجز الحكومة الشرعية. وخلال الأسبوع الماضي، جرت محاولة مستميتة لنشر وتعميم الفوضى في جنوب اليمن، كانت مسبوقة بتوجيه الإساءات ضد الإمارات، وهي الشريك الأساسي الفعال في التحالف العربي. ومن الغرائب كذلك، اتهام الإمارات بأن لديها مطامع في ثروات جنوب اليمن وموانئه، والسؤال المنطقي الذي يطرح نفسه هنا، هل الإمارات بحاجة لإضافة رقم صغير ومتواضع إلى إجمالي إنتاجها النفطي، الذي بلغ أكثر من ثلاثة ملايين برميل نفط يومياً، مما يضعها ضمن قائمة أكبر الدول المصدرة للنفط على المستوى العالمي؟ وهل تنقص الإمارات موانئ لتقوم بتشغيلها وهي التي تدير سلسة من أكبر الموانئ في العالم؟
كان على الحاقدين والطامعين في تمكين الإرهاب والتطرف أن يسألوا أنفسهم أيضاً: ما هي المكاسب المادية التي جنتها الإمارات من اليمن؟ خلافاً لأكاذيبهم؛ قدمت الإمارات تضحيات غالية، تمثلت في استشهاد مقاتلين من أفضل جنودها الشجعان، كما أنفقت الكثير من الأموال في إطار مساهمتها ضمن تحالف دعم الشرعية، التي للأسف الشديد سمحت للإرهابيين باختراقها والحديث باسمها ونهب واستخدام أسلحتها لنشر الفوضى في المناطق المحررة، كما حدث مؤخراً في شبوة وعدن. وعندما قامت الإمارات بواجبها في حماية قوات التحالف العربي ومقراته، ظهر مستوى اختطاف الإرهابيين لمؤسسات الشرعية اليمنية، من خلال إصدارهم للبيانات باسمها، فيما يزحف حزب «الإصلاح» على مناطق جنوب اليمن رافعاً علم «القاعدة».
من أكبر أخطاء الشرعية في اليمن، كونها جعلت إرهابيين يخترقون صفوفها، وينكرون فضل الإمارات التي قدمت الكثير من المساعدات والجهود، بما في ذلك تغطية الفراغ الأمني والاقتصادي الذي عجزت الشرعية عن ملئه، فقامت الإمارات بدور إغاثي وإنساني وأمني كان وما يزال مطلوباً في كافة المناطق المحررة، وأثبتت أنها عامل استقرار في جنوب اليمن، لكن بعض الخونة الذين جندتهم قطر يحاولون الإساءة لتلك الجهود الكبيرة والكريمة. ثم اندفع «الإصلاح» الإخواني، لتشجيع الفوضى ونشر التطرف، جالباً الضرر للسكان المدنيين الذين يشهدون بالدور الإيجابي للإمارات، بينما غيرها يجلب الفوضى والإرهاب باسم الشرعية المخترقة من جماعة «الإخوان» وأذرعها الإرهابية المسلحة، بما فيها المجموعات القاعدية التي تحركت في الأحداث الأخيرة، لكنها واجهت الرفض والمقاومة من قوات الحزام الأمني.
لقد عبّرت الإمارات، بوضوح عن موقفها أكثر من مرة تجاه الأحداث الأخيرة في اليمن، والناجمة عن تسلق الإرهابيين على أكتاف الشرعية، وأحدث موقف جاء في بيان وزارة الخارجية الإماراتية، الذي طالب المجتمع الدولي بالتحرك لضمان عدم استغلال التنظيمات الإرهابية للوضع الراهن في جنوب اليمن، موضحاً أن التنظيمات الإرهابية بدأت مؤخراً زيادة وتيرة هجماتها ضد قوات التحالف والمدنيين، وأن التحالف العربي نجح خلال السنوات الماضية في التصدي للتنظيمات الإرهابية في اليمن وتحجيمها خاصة تنظيم «القاعدة».

*كاتب إماراتي