تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة وتقدمت على ثوابت راسخة من القيم والاعتبارات الإنسانية التي تُظهر القيم الأصيلة لقيادتها الرشيدة وشعبها الطيب، فالوقوف إلى جانب الشقيق والصديق هو الأصل في وقت الأزمات، والبشرية على امتداد رقعة وجودها الجغرافية واختلافها في العرق واللغة والدين، لم تُحرم يوماً من خير دولة الإمارات وأهلها، فعند الشدّة تظهر «المعادن» كما يقال، ووقوف الدولة إلى جانب المتضررين ودعمهم ومساعدتهم، يعكس حقيقة هذه الأرض الطيبة والمعطاء التي تربت على قيم الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
المفردات التي ما انفك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، عن ترديدها منذ بدء انتشار وباء كورونا المستجد (كوفيد - 19)، وحتى قبل ذلك، والتي تشير إلى أن العالم يخوض معركة ضد انتشار هذا الفيروس، لذلك يحتاج أكثر من أي وقت مضى، إلى التضامن والتكاتف وتنسيق الجهود ومدّ يد العون للدول والمجتمعات التي تحتاج إلى الدعم والمساعدة.. هي القاعدة الثابتة التي لا تتزحزح لدى دولة الإمارات وقيادتها الحكيمة. وهو ما جاء مؤخراً في الاتصالات الهاتفية التي أجراها سموه مع كل من: سورونباي جينبيكوف رئيس جمهورية قرغيزستان الصديقة، وألفا كوندي رئيس جمهورية غينيا الصديقة، وكيه بي شرما أولي رئيس وزراء جمهورية النيبال الديمقراطية الفيدرالية الصديقة، وغيرها من الاتصالات المكثفة التي أجراها سموه في الأيام والأسابيع القليلة الماضية.
تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، الدائم لزعماء وقادة الدول الشقيقة والصديقة، بحث إمكانات وسبل تعزيز التعاون المشترك، للحد من انتشار كورونا واحتواء تداعياته، وتثمين هذه الدول لمواقف دولة الإمارات ومبادراتها الإنسانية في تكاتفها مع الدول، ودعم شعوبها خلال هذه الظروف الاستثنائية، لا يدخل في باب المجاملات الدبلوماسية أو السياسية، إنما هو حقيقة لا غبار عليها في هذه الظروف، وهو ما يتجلّى بإرسال دولة الإمارات، يوم الاثنين 6 أبريل الجاري، طائرة مساعدات تحمل نحو 10 أطنان من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية إلى إيطاليا، يستفيد منها نحو 10 آلاف من العاملين في القطاع الطبي، لدعمها في مواجهة الفيروس، إضافة إلى تسيير الدولة طائرة مساعدات صحية وصلت إلى مطار سقطرى الدولي، تحمل 3 أطنان من الأدوية والمواد العلاجية والوقائية الهادفة إلى دعم القطاع الصحي في الأرخبيل، وإنعاش الخدمات الطبية المقدمة للمرضى والمحتاجين.
هذا الهمّ الإنساني الذي يحمله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، في قلبه تجاه الهموم الإنسانية، يعني الكثير، وهو دليل على أن دولة الإمارات تواصل، رغم التحديات، دعم فرص التنمية الوطنية والعالمية في المجالات كافة، وذلك لأثره الكبير في تحقيق المصالح المتبادلة، من خلال تعزيز النهج الإنساني القائم على مساندة الشعوب، ومدّ يد العون إليها في أوقات الشدة، كما هي الحال في أوقات الرفاه والاستقرار. فصحة وسلامة البشرية هي الأولوية التي يجب النظر إليها والعمل عليها في هذه الظروف، لأن الإنسان هو مَن يبني الأوطان، وهو الثروة الأولى التي إن صحّت فإن الباقي يصح ويسلم ويتقدم، ولا رفاه ولا سعادة ولا استقرار إلا بضمان أمن البشرية الصحي والاقتصادي والاجتماعي والإنساني.
لقد أبقت دولة الإمارات، بهمّة وتوجيهات قيادتها، وسواعد أهلها الطيبين، على تعزيز قيم التضامن والتعاون مع شعوب العالم خلال هذه الظروف الصعبة، فمبادراتها الإنسانية وتكاتفها مع الدول، كل ذلك مستمر لا يتوقف، ومواجهة الوباء والسيطرة على انتشاره هدف حيوي يجب أن يتضامن الجميع من أجله، إلى أن يتم تجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر البشرية، بتعاون ومسؤولية وتنسيق تشترك فيه الدول والحكومات.
ـ ـ ـ ـ ـ
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.