منذ فترة وأنا أبحث عن نص يثري الاستثمار في الأفلام الاماراتية الهادفة، فلم أجد غير القصص الوطنية والروايات القديمة، والتي أثرت فيّ شخصياً. ومن خلال محاولاتي في طرح المواضيع الهادفة للمشاهدين، سعيت جاهداً إلى رسم مسار هادف لن أندم في المستقبل في المسير عليه، ولكن في السنوات الأخيرة لم أجد نصاً ثرياً يعج بالدروس والعبر المفيدة لطرحه بطريقة مشوقة على المشاهدين. وبالرغم من أنني استعنت بكاتب عربي يتميز برواياته المشوقة والتي في نظري لابد من العمل عليها وطرحها للمشاهدين ، إلا أنني للأسف تراجعت عن هذه الخطوة بسبب أنها أعمال تناسب القنوات الفضائية أكثر من كونها أعمالاً تصلح للعرض بدور السينما، وبعد مرور سنة من الحيرة لم أتوقع أن أجد ضالتي بمكتب أحد الزملاء بالعمل والمعروف بـ«الشيبة» بيننا، وهو صديق أمضيت معه سنوات، ومررنا معاً بالحلوة والمرة كما يحلو للبعض أن يطلق عليها، حيث يسترسل زميلي في أي نقاش وهو من النوع الذي ما إن يتحدث في موضوع ما ولكثرة أشغاله تجد نفسك قد حللت قضية فلسطين والخلاف بين الشرق والغرب وتسمعه يتحدث على هاتفه الجوال وتسمعه يقول «أبوه فلان وأمه فلانة»، وبالطبع ابن فلانة وفلان ليسا سوى «قعود» الفحل من صغار الإبل، وكل ما تدور بي الدنيا وأحتار في أمر ما، أذهب للشيبة ونتسامر. وتفهم الشيبة في آخر جلسة معه أنني بحاجه لتوجيه، فبدأ ينصحني شرقا وغرباً ويحذرني من القريب والغريب ويصبرني على بلائي ويفرحني بالمستقبل الواعد، الى أن بدأ يروي عليّ قصة سمعها بمجلس «شوابه»، وهي قصة الرجل الذي هاجر قومه ستة عشر عاماً ورجع بأحداث مليئة بالدرر من العبر والدروس المستفادة، ولم أتخيل يوماً بأن أستعين بالشواب لصنع الأفلام المثيرة، وكانت القصة التي سردها عليّ تحمل طابعاً يطلق عليه في عالم الكتابة السينمائية بالقصة التي تتم معالجتها من قبل دكتور النصوص، أي أنها قصة مترابطة يتقاتل عليها المنتجون بهوليوود لإنتاجها لأنها مليئة بالإثارة والجماليات وسأقوم على العمل عليها لتحويلها إلى عمل سأشهد فيه بحقوق الفكرة لشيبتنا دكتور النصوص.. هنا يجب علينا أن نهتم بكل ما يصدر عن شيابنا، الذين لديهم الكثير من الدروس المسـتفادة التي يمكنهـا أن تعيننا في حياتنا، لما تحمله من حكم وعظات تسـتفيد منها الأجيال، ويضعونها نصب أعينهم، ويمكن أن يعملوا على نقلها من واقع الحياة إلى الشاشة الكبيرة، لتخلدها السينما احتراما وإجلالاً لشيابنا الحكماء. uae2005_2005@hotmail.com‏