مسرحية «ريا وسكينة» من أجمل الأعمال المسرحية المميزة في تاريخ المسرح العربي، وتدور أحداث المسرحية عن قصة واقعية حول شقيقتين مصريتين نزحتا من الصعيد واستقرتا بمدينة الإسكندرية في بدايات القرن العشرين، بعدها كونتا عصابة لخطف النساء وقتلهن وبيع مصوغاتهن، بالاشتراك مع أزواجهما حسب الله مرعي ومحمد عبدالعال زوج سكينة. وكانت سكينة قد بدأت حياتها «بائعة هوى»، وبعد اكتشاف جرائمهم انتهى بهم المطاف الي حبل المشنقة، وتم إعدامهم عام 1921، وقد تناول كتاب السينما القصة بكل شراهة وتم إخراج وإنتاج عدد كبير من الأفلام، من بطولة نجوم كبار مثل فريد شوقي وأنور وجدي وإسماعيل ياسين وشريهان. كما تم طرح القضية على المسرح من خلال مسرحية «ريا وسكينة»، من بطولة سهير البابلي وشادية وعبدالمنعم مدبولي وأحمد بدير، ثم خرج مؤخراً مسلسل «ريا وسكينة» بطولة عدد من النجوم منهم عبلة كامل وسمية الخشاب وسامي العدل رياض الخولي وصلاح عبدالله، ولم يتخيل هذا الكم الكبير من النجوم والكتاب العاملين على قصة «ريا وسكينة» أن يقوم عدد كبير من الناس وللأسف بتسهيل عمل السفاح في وقتنا الحاضر، فكم من الناس يقومون بتركيب كاميرات المراقبة ببيوتهم ظناً منهم أنهم يحمون أطفالهم وحرمة المنزل من الانتهاك عبر هذه الكاميرات الصغيرة، وهم واهمون بأنه من المستحيل خرق هذه الكاميرات أو أجهزة التسجيل، وهم في غفلة عن «ريا وسكينة» وعصابتها المتربصة بالمغفلين. لقد سهل الناس دخول بيوتهم بربطها بتلك الأجهزة المنفتحة على الشبكة العنكبوتية المليئة بالحشرات البشرية القذرة، والتي قد تنقض على فرائسها من دون رحمة، كما سمعنا عن جرائم قام بها مجرمون تمكنوا من مراقبة البيوت بمساعدة أرباب الأسر، وانتهت بأحداث وجرائم مأساوية لا يحمد عقباها، وكأن الناس لا تعي بوجود مجرمين في مجتمعاتنا المسالمة، فقد ترى الرجال يترجلون من مركباتهم تاركين الأطفال بها، وتارة يسحب كبار السن مبالغ مالية طائلة من البنوك ليركب سيارته التي يقودها سائقاً آسيوياً.. أما بعثرة المجوهرات يمينا وشمالاً بالمنازل أمام الخادمات المهاجرات من دول العالم الثالث، فهو أمر لا ينتبه له الكثير، لذا علينا أن لا نأخذ بمسلمات الأمور ونتوقع حسن النية، ولا تزال المشكلة التي تواجهنا، أننا لا نأخذ من الغرب ومن التكنولوجيا الحديثة إلا ما يسيء إلينا ولو عاشت «ريا وسكينة» لسخرتا من البعض الذين يقومون باستخدام الشبكة العنكبوتية بشكل سيئ، لتصل إلى العالم كله، ليدخل العالم بيوتهم من دون استئذان بسبب سوء استخدامهم لهذه التقنية. uae2005_2005@hotmail.com‏