تعجبني نظرتي التي أنجح من خلالها في إيهام من أمامي بأني أخفي أمراً رائعاً وسعيداً، وأني على وشك السقوط والبوح به أمامه، وأن كل ما يحتاجه في هذه اللحظة، فقط أن يتجرأ على سؤالي: “ماذا بك”؟؟ حسناً،، ما أن أنجح في ذلك حتى تنفرج أساريري وأثير ضحكاً سرياً صاخباً في قلبي، لأني أجيد فعل ما يحرك في الآخرين قدرتهم على توقع الأشياء الجميلة؛ كما أنتشي بملكتي هذه التي عادة ما تنجح ويحدث ما هو مميز ورائع وجميل وكأني بفعلي ذاك أجلبه. إن توقع المتعة أكثر لذة من تحققها، فالأجمل من الحصول على الأشياء الرائعة السعي للحصول عليها؛ كما أن البحث عن الدفء أجمل بكثير من الدفء ذاته، جربوا تلك القشعريرة التي تتسلل برداً إلى أجسادكم وأنتم تهمون بوضع ما يجلب الدفء لها، تلك الأوقات التي تسكن في الترقب والانتظار والبحث، والتي تجد حيويتها في اللهفة والرغبة. لحظات مميزة، يجب الوقوف عليها والتأمل فيها، والسماح لها أن تأخذ مساحتها في براحكم الخاص. فلنطلق دعوة للأحلام والأماني، ننثرها في وجوه من نحب، حتى تجد طريقاً لها في الحياة بعيداً عن شرانق العزلة، لتحلق كفراشات تملأ عالمنا بهجة. بهجة تشبه هذا الشهر الذي ينشر وشوشاته اللذيذة علينا، بعد أن فشلت غيومه الداكنة في الاحتفاظ بأسرارها؛ ليبقى السر الأعظم في اللحظة الخفية التي تفصل بين رعشة البرد وسكون الدفء. *** إجعل من قلبك شرفة، اعتن بها دوماً، وإجعل واجهتها على فصل الربيع بكل ألوانه وروائحه، وانتظر كثيراً بكل يقينك أن ما ستريده سيأتي لا محال. عن نفسي.. انتظرتك طويلاً، تابعت القمر في مداره، وراهنت على مجيئك قبل اكتماله، ونسجت من أبيات أنفاسي قصائد تشبه حضورك لألقيها عليك زهوراً بهجة بك؛ تركت كل الأشياء بلا لون لنختار ألوانها سوياً؛ إعلم أن الألوان ستستحي من رونقك، والقمر سيخجل من بهائك، والسماء ستغار من انشراحك؛ ولكنهم سينتظرون حضورك معي، فهم جميعاً مثلي.. ممتنون لأنك فرشت أيامي على عتبة قلبك. Als.almenhaly@admedia.ae